الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف ستؤثر اتفاقات السلام العربية مع إسرائيل على فرص ترامب في انتخابات الرئاسة؟

صدى البلد

وقعت الإمارات والبحرين مساء الثلاثاء، كل منهما على حدة، على اتفاق سلام مع إسرائيل، في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبعد التوقيع، من المتوقع أن يستخدم ترامب هذا "الإنجاز الدبلوماسي الكبير" بأن توقع دولتين عربيتين على اتفاقيتي تطبيع مع إسرائيل، في سباق الرئاسة في نوفمبر المقبل ضد منافسه الديمقراطي جو بايدن.

جاء ذلك بعد تراجع أسهم ترامب في استطلاعات الرأي بشكل شديد أمام منافسه بايدن خلال الأشهر الماضية، لعدة أسباب، أبرزها الفشل في مواجهة وباء فيروس كورونا، وما كان لذلك من تأثيرات اقتصادية وزيادة معدلات البطالة، فضلا عن التعامل الخاطئ مع التظاهرات المناهضة للعنصرية، حيث بدا ترامب- كما اتُّهِمَ دائما- كرئيس يعزز الاستقطاب والانقسامات في الشارع الأمريكي.

وخلال مراسم التوقيع على الاتفاق، طرق ترامب بابًا جديدًا للاستفادة من الإنجاز الدبلوماسي، بحديثه عن اتفاق سيتم بين إيران وأمريكا بعد الانتخابات، ما يعد وعدًا انتخابيًا لحل ملف تعرض بسببه إلى العديد من الانتقادات، فبعد الانسحاب من الاتفاق النووي وتوقيع العقوبات، وصف الكثيرون ذلك بأن ترامب دمر إنجاز إدارة باراك أوباما، ودفع إيران للخروج من الاتفاق، وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.

في الوقت نفسه، شنّ بايدن هجومًا جديدًا على ترامب؛ بسبب تصريحات الأخير التي "تحط من قدر أعضاء الجيش الأمريكي"، خلال أولى رحلات حملته الانتخابية إلى ولاية فلوريدا، مستغلا أزمة بين ترامب والجيش، قد تضعف كثيرا من موقف الرئيس الحالي.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن بايدن ذهب إلى فلوريدا؛ على أمل تعزيز مكانته بين الناخبين اللاتينيين، وهي مجموعة تظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس الجمهوري الحالي يحقق نجاحات على صعيدها.

وأشارت إلى أن الأحداث الأخيرة تأتي في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي الجديدة أن بايدن يتقدم بشكل كبير في ولاية ويسكونسن، وهي ولاية رئيسية في ساحة المعركة ، وسباق أكثر صرامة في ولاية نورث كارولينا، وهي ولاية أخرى فاز فيها ترامب قبل 4 سنوات بأغلبية الأصوات.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى عدد من المتغيرات على الساحة السياسية الأمريكية قبل 49 يوما من الانتخابات.

وقالت إن حرائق الغابات المدمرة في الغرب، أدت إلى إدخال ملف تغير المناخ في الحملات الرئاسية، وهو ملف يصب في صالح بايدن أكثر من ترامب، الذي لطالما كان ينكر حقيقة الأزمات المناخية، ووصف من يتحدثون عنها بأنهم "غشاشين".

وأضافت أن أعداد المسيرات المؤيدة لترامب أصبحت أقل بكثير من السابق، وبشكل خاص خلال عام 2020

وأوضحت الصحيفة أن بايدن يتقدم على ترامب بـ 9 نقاط مئوية على المستوى الوطني، 51 في المائة مقابل 42 في المائة، وفقًا لمتوسط ​​استطلاعات الرأي في "واشنطن بوست". وهامش بايدن أصغر في الولايات الرئيسية: 7 نقاط في ويسكونسن و8 في ميشيجان و7 في بنسلفانيا، و1 في فلوريدا.

ولفتت إلى أن الفوز بالانتخابات يتوقف على كيفية أن يؤدي الإقبال والناخبين المتأرجحين إلى حصول ترامب أو بايدن على 270 صوتًا من أعضاء الهيئة الانتخابية.

والهيئة الانتخابية هي هيئة من الناخبين تم إنشاؤها بموجب دستور الولايات المتحدة، والتي تشكل كل 4 سنوات لغرض وحيد، هو انتخاب رئيس ونائب رئيس الولايات المتحدة.

وتتكون الهيئة الانتخابية من 538 ناخبًا، ويتطلب الفوز في الانتخابات، أغلبية مطلقة لا تقل عن 270 صوتًا انتخابيًا.

ويمكن أن تكون هناك انتخابات يفوز فيها مرشح واحد بالتصويت الشعبي بينما يفوز آخر بالتصويت الانتخابي ، كما حدث في انتخابات 2016، حيث يتمتع المواطنون الأفراد في الولايات الأقل كثافة سكانية والتي تضم 5٪ من الهيئة الانتخابية بقوة تصويتية أكبر نسبيًا من تلك الموجودة في الولايات الأكثر اكتظاظًا بالسكان، وويمكن للمرشحين الفوز من خلال تركيز مواردهم على عدد قليل من "الولايات المتأرجحة.

ويظل نجاح ترامب المحلي، في تحقيق إنجازات دبلوماسية جديدة لإسرائيل؛ نجاحا على صعيد ملف واحد، ولكنه تأثيره قوي للغاية، بسبب قوة نفوذ اللوبي اليهودي والصهيوني في الولايات المتحدة، فبالطبع ستزيد اتفاقات السلام من فرص ترامب، لكن مدى هذا التأثير على فرصه قد يظهر خلال الأيام المقبلة بحسب تغير أرقام استطلاعات الرأي.