الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعيش بين السواطير والسكاكين.. قصة نورا أصغر جزارة في قنا

المعلمة نورا
المعلمة نورا

بين السواطير والسكاكين وعلى أنغام الابتهالات الدينية لكبار المداحين، تعمل "نورا"، ابنة محافظة قنا، التى لم تتجاوز الثلاثين من عمرها، فى مهنة الجزارة التى يخشاها ويتجنبها الكثير من الرجال خوفًا من متاعبها أو مشهد الدماء المتدفق مع كل ذبيحة، وقررت أن تكون مهنتها التى تعينها على توفير نفقات المعيشة لها ولأسرتها.


بدايتها مع الجزارة لم تكن صدفة، لكنها حكاية قديمة بدأت منذ أن كان عمرها 6 أعوام، حيث كانت تلازم والدها بشكل دائم أثناء عمله فى الجزارة وذبح البهائم، و مع مرور والدها بوعكة صحية وكسر فى الساق قررت أن تتولى المسئولية حتى لا ترى المحل مغلقًا.


محل الجزارة الذى يتصدر مدخل قرية المحروسة بقنا، أصبح عنوانًا لأشهر فتاة صعيدية تعمل فى مهنة الجزارة، لما تحمله من مخاطر وصعاب تتنافى مع طبيعة المهن التى ترغبها الفتيات اللاتي فى مثل عمرها، فالملابس سرعان ما تتسخ وتتحول إلى اللون الأحمر مع تدفق دماء الذبيحة على الأرض.


قالت نورا بسيونى، 26 عامًا: "أحببت مهنة الجزارة منذ أن كنت طفلة صغيرة، فقد كانت دائمة الخروج مع والدى خلال تواجده فى محل الجزارة أو أثناء الذهاب لشراء المواشى، وخلال هذه الفترة اكتسبت خبرات كثيرة فى عملية الذبح وشراء البهائم الجيدة، وخلال فترة عمل والدى فى المحل كنت أتولى مساعدته وإحضار ما يحتاجه خلال عملية الذبح".


وأضافت: "بعد فترة وأثناء وجودى مع والدى كنت قادرة على الإمساك بالماشية وذبحها، لكن كنت أقوم بدور المساعد فى وجود والدى، وبعد فترة حدثت مضاعفات صحية لوالدي اضطرته للبقاء فى المنزل، فكان لابد أن أتولى المسئولية ويظل محل والدى مفتوحا أمام الزبائن التى اعتادت الشراء منه".


واستطردت نورا: "بعدها بدأت فى اتخاذ الإجراءات القانونية وعمل التصاريح اللازمة خاصة الصحية، للعمل بالضوابط القانونية وتوليت مسئولية المحل بداية من إحضار الماشية حتى ذبحها وتقطيعها وبيعها للزبائن، مع مساعدة من شقيقى فى رفع أرباع الماشية وتعليقها فى مدخل المحل".


وتابعت: "أعمل بشكل يومى فى المحل لتلبية طلبات الزبائن باستثناء يوم الجمعة الذى أتخذه راحة أسبوعية، وخلال الذبح أتوجه إلى سلخانة دندرة لذبح الماشية، والذى يستغرق حوالى ساعتين من الزمن تحت إشراف طبى وإحضارها بعد ذلك إلى المحل لتقطيعها وبيعها".


وأشارت بسيونى أنها تتمتع بتقدير واحترام كل من يتعامل معها من الرجال أو السيدات، لاختيارها مواشى سليمة وجيدة وعدم التعامل فى أى مواشى بها أى عيوب مراعاة للضمير وحتى لا تخسر المتعاملين معها والذين يقصدونها دونًا عن غيرها من الجزارين.


وأوضحت أن مساندة شقيقيها لها سواء أثناء ذبح الماشية أو التواجد فى محل الجزارة أعطتها ثقة فى نفسها ودفعتها لاستكمال هذه المهمة الصعبة وتحمل متاعبها التى تحولت مع الوقت إلى مصدر للسعادة كونها تعمل فى مهنة حرة هى المسئول الأول عن كل تفاصيلها.


يذكر أن محافظ قنا، كرم فتحية بسيونى أحمد الشهيرة بـ "المعلمة نورا" بشهادة تقدير ومكافأة مالية، تقديرًا لدورها فى العمل بمهنة الجزارة وتحمل متاعبها ومخاطرها، فضلًا عن دورها فى تحمل مسئولية والدها وأشقائها فى ظل عادات وتقاليد تأبى أن تعمل المرأة فى مثل هذه المهن الشاقة، معتبرًا إياها نموذجا يجب أن يُحتذى به.


اقرأ أيضًا: