تسيدت مقولة «نهاية التاريخ» لفرانسيس فوكوياما الساحة الفكرية السياسيةلسنوات عديدة حتى ظهور نظرية «صدام الحضارات» على يد صموئيل هنتنجتونالتي تقول إن صراعات ما بعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القوميةواختلافاتها السياسية والاقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحركالرئيسى للنزاعات بين البشر فى السنين المقبلة، وما تبع ظهور تلك النظريةمن تحول طرأ على السياسة الأمريكية تجاه الكثير من الدول العربية .
وما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط والدول العربية على مدار الأعوام السابقةمن بعد ثورات الربيع العربي من فوضى وصراعات لم تشهدها المنطقة على مدىالتاريخ، وتغير الحلفاء خروجا على الثوابت السياسية القديمة والأعرافالدولية السابقة, والثورة المعرفية والإعلامية الضخمة وما يرافقها منتحول فى السياسات الإعلامية، كل ذلك وأكثر لا يمكن أن يفسر دون ربطهبنظرية المؤامرة على الدول العربية التي باتت واضحة وضوح الشمسأن العالم العربي منذ القرن الماضى يتعرض لمؤامرة تهدف إلى السيطرة علىالدول العربية، وإحداث الفرقة بينها، وخلق نزاع بين طوائفها بهدف النيلمنه والاستحواذ على خيرات تلك البلاد من جهة أخرى, إحياء للماضيالاستعماري الذي مارسته دول الغرب على أهل هذه البلاد.
إن العالم العربي يتعرض لمؤامرات شتى, تهدف إلى إذلال الضعفاء من أهله,واستغلال ذلك فى إحداث الفرقة بينهم وخلق نوع من النزاع بين طوائفالمجتمعات به, بغية النيل منه من جهة, والاستحواذ على خيرات تلك البلادمن جهة أخرى, وإحياء للماضي الاستعماري الذي مارسته دول الغرب على أهلهذه البلاد, والذين رسموا ونفذوا هذا المخطط, أفلحوا فى بذر بؤر التوترفى العالم وإراقة الدماء ومظاهر الذل والتشرد والفقر والعوز التى تجتاحالعالم العربي شرقه وغربه, ولا نجد أى صدى لجماعات حقوق الإنسان الدوليةمما يجرى فى بلاد العالم الإسلامي, ولم يصدر من أفواهها صوت أو احتجاج,بحسبان أن الذى يحدث فى المسلمين ينال الرضا التام منهم, وهم الذيناقاموا الدنيا واقعدوها على توافه الأمور التى تحدث لفرد واحد هنا أوهناك.
هذا المخطط الذي يهدف إلى زعزعة الاستقرار فى العالم العربي نجح في تقسيمالسودان, وفلسطين, والعراق, وأثار الفتن فى ليبيا وتونس وكان يطمح إلىتقسيم مصر وغيرهما من الدول العربية لو يقظة الشعب المصري والقيادةالمصرية التي أفسدت هذه المخططات وهذا الجحيم المستعر فى بعض البلادالعربية هو صدى لتنفيذ هذا المخطط, عداء للإسلام وأهله, وهذا البغضوالحقد الأسود ينسب أربابه كل عمل إجرامي أو عدائى ضده إلى العربوالمسلمين لإيجاد تكأة للانتقام من دولها و استعداء المنظمات الدوليةعليها, وما فتئ هؤلاء يكيدون للعرب وللإسلام وأهله والنيل من رموزهومقدساته وشعائره, رغم النيات الطيبة المزيفة التي يظهرونها والعلاقاتالهشة ببعض الدول الإسلامية.
لذا يجب الإسراع بتطبيق الوحدة والسوق الاقتصادية العربية المشتركة علىغرار الاتحاد الأوروبي، على أساس كيان اقتصادى اجتماعى وذلك لمواجهةالطوفان الغربى ضد الدول العربية والإسلامية.