الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

برغم إصابته.. ترامب يواصل الاستهتار مع كورونا.. والشعب ومساعدوه يدفعون ثمن عجرفته

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وإعلان طبيبه الخاص شون كونلي أنه يحرز تقدما في التعافي من فيروس كورونا، وتوقف ظهور أعراض المرض عليه، ورجع لتوه إلى سياسة العجرفة والتكبر مع الوباء والتقليل من خطورته مثلما كان يفعل قبل ذلك، معلنا عودة حملته الانتخابية، في الوقت الذي يعاني الموظفين المقربين والمواطنين الأمريكيين من الإصابات التي تزايدت بشكل كبير.

ووفقًا لتقرير وكالة "أسوشيتد برس"، فمع تعافي ترامب من المرض بعيدًا عن الأنظار في البيت الأبيض، دافعت إدارته عن تدابير حماية الموظفين هناك، بينما قلل الرئيس مرة أخرى علنًا من خطورة وأهمية الفيروس بعد عودته من المستشفى والتي مكث فيها لمدة ثلاثة أيام، على الرغم من أن الكثير من مساعديه ثبتت إصابتهم بكورونا، بما في ذلك مستشاره المقربين، الذي يدعى ستيفن ميلر.

وأمس، رفض ترامب، أحد الإجراءات الوطنية المهمة المتعلقة بفيروس كورونا، إذ أعلن أنه لن يكون هناك أي إجراء قبل الانتخابات بشأن خطة التحفيز الاقتصادي، إذ جاءت تلك الخطوة بعد وقت قصير من تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأن هذه المساعدة ضرورية لتعافي الأمة والاقتصاد. 

أما بالنسبة لشفاء ترامب نفسه، فإن طبيبه الخاص شون كونلي، قال في رسالة إن الرئيس كان مرتاحًا ليلة الاثنين في البيت الأبيض و"لم يتحدث عن أي أعراض".

في الوقت نفسه، يكافح ترامب من أجل الخطوات السياسية التالية مع اقتراب الانتخابات، حرصًا على إظهار القوة، فقال عبر تويتر، إنه يتطلع لحضور المناظرة الثانية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن المقرر لها يوم 15 أكتوبر في ميامي.

فيما طالب بايدن، بإلغاء المناظرة الثانية مع ترامب، إذا كان الأخير لا يزال مصابًا بفيروس كورونا.

وقال بايدن، إنه يتطلع لإجراء مناظرة مع ترامب، لكن "علينا اتباع إرشادات صارمة للغاية".

وأضاف، في تصريحات للصحفيين، "أعتقد أنه إذا كان لا يزال مصابا بفيروس كورونا؛ فلا ينبغي لنا إجراء مناقشة".

يأتي ذلك في الوقت الذي أصبح كورونا يتفشى في دائرة الأبيض، ودخل عدد من كبار القادة العسكريين من بينهم الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، الحجر الصحي بعد أن اخترق الفيروس حصون الجيش، وثبتت إصابة نائب قائد خفر السواحل تشارلز راي بالوباء.

ولم يُعرف كيف أصيب راي بالفيروس، لكنه حضر حدثًا للعائلات العسكرية في البيت الأبيض يوم 27 سبتمبر الماضي.

وقال بيان لسلاح خفر السواحل إن راي خضع للاختبار "بعد أن شعر بأعراض خفيفة خلال عطلة نهاية الأسبوع".

كما أعلن عن إصابة مستشار ترامب وكاتب خطابته ستيفن ميلر، مؤكدا أنه كان يعمل عن بعد ويعزل نفسه منذ خمسة أيام، وأن نتائج فحوصه جاءت إيجابية الثلاثاء.

وكان ترامب كشف الاثنين الماضي، أنه لا ينوي الالتزام الاحتياطات، في تحد صارخ عندما أزال قناعه قبل دخوله البيت الأبيض بعد مغادرته من مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني، حيث كان مساعدوه متواجدين عندما دخل الغرفة الزرقاء بدون غطاء للوجه.

وأثارت تلك الخطوة التي فعلها الرئيس قلق خبراء الأمراض المعدية، الذين أشاروا إلى أن مرضه لم يدفعه إلى إعادة التفكير في أسلوبه المتعجرف والمتكبر تجاه الوباء، الذي أصاب أيضًا السيدة الأولى وأكثر من عشرة من مساعدي البيت الأبيض . 

وقالت السيناتور الجمهورية سوزان كولينز إنها صدمت من رؤيه الرئيس الأمريكي دون قناع على وجهه، مضيفة "عندما رأيته في شرفة البيت الأبيض دون كمامة، لم أستطع إلا أن أعتقد أنه أرسل إشارة خاطئة بالنظر لإصابته بفيروس كورونا، وأن هناك العديد من الأشخاص في دائرته المباشرة أصيبوا بالفيروس. لم أكن أعتقد أن هذا مثال جيد على الإطلاق".

بالإضافة إلى ذلك، قلل ترامب من شأن التهديد الذي يشكله فيروس كورونا المستجد المصاب به، زاعما أنه أقل فتكا بكثير من الانفلونزا في أغلب المجتمعات.

وقال ترامب في تغريدته أمس الثلاثاء، إن "موسم الانفلونزا قادم.. ويموت العديد من الأشخاص كل عام من الانفلونزا، في بعض الأحيان ما يربو عن 100 ألف وعلى الرغم من وجود لقاح".

وتساءل "هل سنقوم بإغلاق بلدنا؟ كلا، لقد تعلمنا التعايش معه، مثلما نتعلم التعايش مع كوفيد، الأقل فتكا بكثير في أغلب المجتمعات".

وحسب "أسوشيتد برس"، ففي الواقع أثبت فيروس كورونا، بالفعل أنه قاتل أكثر فتكا من الأنفلونزا الموسمية، خاصة بين السكان الأكبر سنا، كما أظهر مؤشرات على وجود آثار طويلة المدى على صحة الشباب الذين أصيبوا به.

وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن الإنفلونزا أسفرت عن وفيات سنوية أقل بكثير مما قاله ترامب - ما بين 12000 و 61000 سنويًا منذ عام 2010.

ويواصل ترامب العمل حاليًا في مكتب بالطابق الأرضي بالبيت الأبيض، والذي يتواجد على مقربة شديدة إلى جناح مكتب الوحدة الطبية بالبيت الأبيض، مع حضور عدد قليل من مساعديه.

فيما أصبح الجناح الغربي شاغرًا إلى حد كبير، فبات عدد من مساعدي ترامب إما مرضى أو يخضعون للحجر الصحي بعد مخالطتهم لمصابين بالفيروس، أو يعملون عن بُعد كإجراء احترازي. 

فيما تتواجد السيدة الأولى ميلانيا ترامب في العزل بالطابق العلوي، حيث أصدر مكتبها أمس الثلاثاء مذكرة تحدد احتياطات الصحة والسلامة الشاملة التي تم وضعها في المقر التنفيذي، بما في ذلك اعتماد سياسات التطهير وتشجيع "العمل عن بعد" وتركيب أنظمة تعقيم وترشيح إضافية. 

كما يتم فحص موظفي الإقامة الذين هم على اتصال مباشر بالعائلة يوميًا، فيما يجرى اختبارا لموظفي الدعم كل 48 ساعة.