الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما بين الإخفاء والإعلان.. كيف تعاملت السيدة الأولى الأمريكية مع مرض الرؤساء؟

صدى البلد

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" والسيدة الأولى ميلانيا ترامب الجمعة الماضية، تساؤلات حول صحة التقارير الصادرة عن الفريق الطبي للرئيس عن صحته ومدى تطورها. 

يرى بعض المحللين أن ما قامت به الإدارة الأمريكية الحالية يتميز بالشفافية مقارنة بتعامل إدارات أمريكية سابقة مع مرض رؤساء الولايات المتحدة السابقين، ونرصد في هذا التقرير الذي نشرته صحيفة " يو اس ايه توداي" عن تعامل الإدارات السابقة والسيدة الأولى على مر التاريخ الأمريكي مع مرض القادة. 

ويلسون وجلطة الدماغ 

في عام 1919، أصيب الرئيس الأمريكي الأسبق ويلسون بجلطة دماغية، وذلك عقب أشهر من إصابته بالإنفلونزا الأسبانية، التي تسبب في وفاة الملايين حول العالم، لكن لم يتم إخبار الشعب الأمريكي تفاصيل مرضه رغم تأثيره على مفاوضاته في باريس، في أعقاب الحرب العالمية الأولى. 

ورجح بعض المؤرخين أن إديث ويلسون، السيدة الأولى آنذاك، أصبحت الرئيس الفعلي للولايات المتحدة حتى انتهاء فترة ولاية زوجها الثانية في مارس 1921. حيث توفي بعد ثلاث سنوات من تركه للحكم.

ومنعت السيدة الأولى أي زائر من دخول غرفة ويلسون في البيت الأبيض. وكانت تأخذ الأوراق والمستندات إلى غرفته، وتخرجه مدعيه أنه قام بالإطلاع عليه ووقع عليها، رغم تشكيك العديد في توقيعه من عدمه. 

ومن جانبها، نفت إديث ويلسون إدارتها للحكم من وراء الكواليس، وأصرت على أن زوجها يؤدي جميع واجباته الرئاسية بعد إصابته بسكتة دماغية. وقالت في كتابها عام 1939، "مذكراتي"، إن كل ما فعلته هو تحديد الأمور والأوراق المهمة لتقديمها إلى زوجها.

نانسي ريجان 

كانت نانسي ريجان، السيدة الأولى الأمريكية السابقة، تشترك في بعض الأشياء مع إيديث ويلسون، كونها زوجة ثانية وكانت شديدة الحماية لزوجها، كما تقول كاثرين جيليسون، مؤرخة السيدة الأولى وأستاذة التاريخ في جامعة أوهايو الأمريكية. 

لم يكن بإمكان السيدة الأولى آنذاك التستر على صحة الرئيس رونالد ريجان عقب إطلاق النار عليه وإصابته بجروح خطيرة في محاولة اغتيال في مارس 1981. 

كما لم يحاول الزوجان ريجان إخفاء أمر خضوعه لعملية جراحية لسرطان القولون في عام 1985. حيث تم تصوير الاثنين وهما يلوحان من نافذة المستشفى بعد العملية.

أطول سيدة أولى خدمة 

لم تخف إليانور روزفلت، السيدة الأولى الأطول خدمة في الولايات المتحدة(1933-45)، حقيقة أن زوجها، الرئيس فرانكلين روزفلت، كان على كرسي متحرك بعد إصابته بفيروس قاتل آخر ، شلل الأطفال، في عام 1921، حيث أنها لم تكن مضطره إلى فعل ذلك. 

كينيدي والغدة الكظرية  

لم يكن لدى عامة الشعب الأمريكي أي معلومة عن المشاكل الصحية التي مر بها الرئيس جون كينيدي، الذي دائما ما ظهر بصحة جيدة، رغم معاناته من مشاكل الظهر المزمنة، كما أنه لم يصرح بأي شئ عن اضطرابات الغدة الكظرية الذي عانى منها. 

وأخفى كينيدي هو وعائلته وضعه الصحي لسنوات قبل أن يتزوج جاكلين بوفييه في عام 1953 أو ينتخب رئيسًا في عام 1960. وخلال حملة 1960 بين كينيدي ونائب الرئيس آنذاك ريتشارد نيكسون، ضرب الأخير ركبته على باب السيارة واضطر إلى دخول المستشفى لمدة 12 يومًا.

جونسون ونوبات قلبية

كان للرئيس الأمريكي الأسبق ليندون جونسون تاريخ من النوبات القلبية، لكن لم يحاول هو ولا سيدته الأولى، ليدي بيرد جونسون، إخفاء ذلك الأمر عن الشعب الأمريكي. كما أنه اشتهر بأمر آخر عقب خضوعه لعملية جراحية في المرارة أثناء وجوده في منصبه في عام 1965، اشتهر بخلعه قميصه وسترته لإظهار ندوب بطنه للصحفيين والمصورين. 

وعلى عكس محاولات العديد من السيدات الأوائل في الولايات المتحدة إخفاء المرض، حاول بعضهن استغلال المرض لكسب مزيدا من التعاطف وجذب الإنتباه إليهن. 

حيث أعلنت بيتي فورد علنًا عن صراعاتها مع تعاطي المخدرات وسرطان الثدي، ومن المحتمل أنها ساعدت في إنقاذ أرواح لا حصر لها بهذا الإعلان. كما لم تخف باربرا بوش أبدًا أنها مصابة بمرض الغدة الدرقية، مرض جريفز، الذي ظهر من علاج إشعاعي عام 1989. 

في عام 2018، أمضت ميلانيا ترامب خمسة أيام في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني بسبب ورد حميد في الكلى. حيث خضعت عقب ذلك لـ 3 أسابيع نقاهة اختفت بسببهم عن الأضواء، ما آثار تساؤلات حول صحتها.