الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا سميت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم؟

لماذا سميت تكبيرة
لماذا سميت تكبيرة الإحرم بهذا الاسم

لماذا سميت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم؟ .. شرع الله تعالى الصلاة وجعل لها أركانًا ومنها تكبيرة الإحرام التي لا تصح الصلاة إلا بها، وتكبيرة الإحرام  هيعنوان احترام العبد لربه وخضوعه له، وأساس في تقوى الإنسان وصفاء نفسه، وكذلك تجعل من المسلم إنسانًا نظيفًا ونشيطًا وخلوقًا.

حكم تكبيرة الإحرام
تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة التي تتوقف صحتها عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم: «مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ».

ولما في الصحيحين من حديث المسيء صلاته عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ الْمَسْجِدَ. فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى. ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - السَّلاَمَ. قَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ. فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى. ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَلَّمَ عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ» ثُمَّ قَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ. فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» حَتَّى فَعَلَ ذلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ الرَّجُلُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أُحْسِنُ غَيْرَ هذَا. عَلِّمْنِي. قَالَ: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ. ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ. ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا. ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا. ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا. ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئنَّ جَالِسًا. ثُمَّ افْعَلْ ذلِكَ فِي كُلِّ صَلاَتِكَ كُلِّهَا».

روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ»، فينبغي على العقلاء إن يحرصوا على إدراك التكبيرة الأولى «تكبيرة الإحرام» مع الإمام، وعدم التفريط في الأجر الحاصل منها الوارد في الحدث السابق.

شروط تكبيرة الإحرام في الصلاة 
بعد أن ينوي النية ، يجب – فورًا – على المصلي أن يبدأ صلاته بتكبيرة الإحرام، وصورتها «الله أكبر» وتكبيرة الإحرام لها أحكام عديدة:

1- أن تؤدى باللغة العربية الصحيحة . 
2- إنها ركن تبطل الصلاة بزيادتها أو نقصانها عمدًا أو سهوًا 
3- وجوب القيام والاستقرار أثنائها . 
4- عدم وصلها بما قبلها من الدعاء .
5-لا يصح أن يكرر التكبير مرتين عمدًا، وإذا فعل وجب عليه التكبير مرة ثالثة، فالأحسن أن يقتصر على تكبيرة واحدة، ولكن إذا كبر مرة ثانية سهوًا لم يجب التكبير مرة ثالثة.

لماذا سميت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم
سُمِّيت تكبيرة الإحرام بهذا الاسم؛ لأنه يَحرُم بها على المُصلِّي ما كان حلالًا له قبلها من مُفسِدات الصلاة؛ كالأكل، والشرب، والكلام، ونحو ذلك، ولتكبيرة الإحرام شروط لابد أن تتوافر فيها، وهي: اعتماد لفظ الله أكبر عند بدء الصلاة، وعدم جواز البدء بغيره، مثل: الله الأعظم، فقد أجمع العلماء على اعتماد لفظ الله أكبر دون غيره، والالتزام بلفظها باللغة العربية للقادر عليها، والابتعاد عن اللحن والتلوين في لفظها، كالمد في همزة لفظ الجلالة، أو مد الباء في كلمة أكبر أو تشديدها.

صفة تكبيرة الإحرام
إن السُنة للمصلي أن يرفع يديه حذاء منكبيه، أو حذاء أذنيه عند تكبيرة الإحرام، مستقبلًا بيديه القبلة مفرقًا بين أصابعه تفريقًا وسطًا، وأن تكون من وضع الوقوف للقادر على ذلك.

من أخطاء المصلّين في تكبيرة الإحرام
أخطاء في النّطق بها:

كمدّ الباء في كلمة أكبر فتصبح (أكبار) فإنّ ذلك يحيل المعنى؛ ومن ثمّ يبطل التّكبيرة ويفسد الصلاة، ونحو ذلك إدخال همزة الاستفهام على لفظ الجلالة (الله)، فيُقال: (آلله أكبر)، وكذا مدّ همزة (أكبر) لتصبح ( آكبر ) فيكون المعنى في الحالين: هل الله أكبر؟!!، ومن الأخطاء في ذلك أيضًا زيادة واو بعد لفظ الجلالة (الله) فيُقال :(الله وأكبر) !

أخطاء في وضع التّكبير:

كتكبير من يسرع لإلحاق الإمام في الصلاة فيكبر من غير وضع قيام، والذي يجب التكبير من وضع القيام للقادر عليه، وكذا إذا كبّر راكعًا أو كبّر في وضع أقرب للرّكوع منه للقيام فإنّ صلاته تبطل على أحد القولين إلّا أن يأتي بها مع انحناء أقرب إلى وضع القيام .

أخطاء في وقت التّكبير:
وهذا بأن يسبق المأموم إمامه بتكبيرة الإحرام فتبطل، بل هي تبطل أيضًا بمقارنته فيها عند كثير من الفقهاء؛ والمقارنة أي أن يشرع في التّكبيرة مع شروع الإمام فيها، والصّواب عند الجمهور المتابعة ، وهي تكون بانتظار إتمام الإمام لتكبيرته ثمّ يشرع المأموم فيها إثر ذلك مباشرةً لظاهر قول النبي صلّى الله عليه وسلّم : «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَلاَ تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا» متفق عليه .

رفع الصوت بتكبيرة الإحرام والمبالغة في ذلك إلى حدّ يُخرج الصّلاة عن هيئتها ووقارها كما يفعل بعض المسمّعين مع عدم الدّاعي للتّسميع في حالتهم، وكذا الجهر بها دون ذلك الحدّ هو مكروه أيضًا.

دعاء بعد تكبيرة الإحرام
أجمع العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على ترديد دعاء استفتاح الصلاة وهو الأمر الذي يغفله الكثير من المصلين ومن الأحاديث الواردة في استفتاح الصلاة ما في الصحيحين عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد.

وحديث علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك.