EN 
المولد النبوي في إندونسيا يعتبره المسلمون هناك مناسبة عظيمة لإظهار مشاعرهم تجاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في دولة يمثل المسلمون فيها 85 % من عدد سكانها البالغ 280 مليون نسمة في أكثر من 17.000 جزيرة و منها الخمس جزر الكبرى، وهي: جاوى، سومطرة، كاليمانتان ، سولاويسي، وبابوا، حيث تشهد الاحتفالات الأندونسية عادات مختلفة حسب تقاليد القبيلة في كل جزيرة بالدولة.
وقال مصعب مقدس، باحث في الحركات الإسلامية، ومدرس بمدرسة المعلمين المحمدية بإندونسيا في تصريح خاص لـ «صدى البلد» إن من طرق الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في إندونسيا إقامة مجالس العلم في احتفالات عامة وبالمساجد والمعاهد الدينية عن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم-، بجانب زيارة دور اليتامى، وتوزيع الهدايا، ومسابقات لتلاوة القرآن الكريم، وزيارة قبور أولياء الله الصالحين، وترديد قصائد المدح كالبردة للبوصيري.
وأشار « مقدس» إلى تأكيد الرئيس الإندونسي جوكو ويدودو، في احتفالية المولد النبوي التي شهدها في القصر الجمهوري، اليوم الخميس، على أن العبر من سيرة وحياة نبينا محمد -صلى الله عليه و سلم- أسوة حسنة و منهاجًا لبناء إندونيسيا المتقدمة، لافتًا أيضًا إلى قول رئيس إندونسيا الأسبق أحمد سوكارنو في إحدى الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف أننا لا نحتفل بمولد المصطفي - صلى الله عليه وسلم- فقط، لكن نحتفل بدينه و منهاجه و أفكاره و سنته و مبادئه - عليه الصلاة والسلام-.
ولفت الباحث الإندونسي إلى أن كل الجمعيات الإسلامية الاندونسية لها احتفال خاص بالمولد النبوي الشريف، فعند الجمعية المحمدية الذي ينتمي إليها يقومون بإلقاء المحاضرات ثم توزيع الأطعمة على الأيتام و المساكين، وتدريس سيرة النبي محمد -صلى الله عليه و سلم -ومنهاج حياته الإنساني لبناء السلام و الإستقرار في المجتمعات كافة.
وأوضح أن الاحتفال بالمولد النبوي في إندونسيا قد يتزامن مع احتفالات عند المملكات الإسلامية قبل أن يدخل النظام الجمهوري إندونسيا، ومن ذلك احتفال المولد النبوي الشريف عند سلطنة يوغياكارتا، ويسمى "سيكاتين" مشتقّ من الشهادتين، و يعتبر احتفال بمجموعة من المناسبات التي تبدأ بالدعاء الجماعي بمسجد السلطنة وتنتهي بمسيرة يحمل فيها هرم مكوّن من خضروات و مأكولات توزّع على المحتفلين - تظهر في الصور المرفقة بالموضوع-.
وأضاف أنه في جزيرة سولاويسي الإندونسية يحتفل المسلمون بالمولد النبوي الشريف من خلال قراءة الكتاب المولد البرزنجي و تجميل السفن و المراكب و توزيع الطعام على الناس، أما في مدينة فادان العاصمة لمحافظة سومطرا الغربية قاموا بإنشاء شجرة من الأموال ليأخذ منها الأولاد بعد الأكل الجماعي و سماع الصلوات.
واختتم أن تنوع الاحتفالات في إندونسيا يعبر عن تنوع القبائل وتقاليدهم في فرحهم بالمولد النبوي الشريف، حيث ان انتشار الإسلام في إندونيسيا جاء متدرجا من قبل التجار و الصوفيين اليمنيين والصينيين والهنديين، وكان هذا من الأساب التي نشرت الإسلام في إندونيسيا و دول جنوب الشرقي آسيا.
