الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البطالة واختراع العمل


 

يعانى العديد من الشباب مما يطلق عليه مسمى  البطالة أو العاطلين عن العمل ، سواء كانت البطالة مفروضة عليهم بسبب الظروف المجتمعية التى تمر بها بلاد العالم، أو ترجع بعض أسباب البطالة إلى الشخص نفسه وعدم رغبته فى العمل لأسباب ترجع لنوعية العمل أو الأجر غير مناسب أو بعد مكان العمل عن السكن ، أو أسباب ترجع للنظره غير التوافقية مع الإمكانيات والطموح الزائد عن الحد ولا يتناسب مع قدرات الشباب الفعلية ، وهناك بعض الشباب لا ترغب فى العمل من الأصل لتوافر سبل الراحة وتوفير كافة أحتياجاته المادية. 

ونجد معاناة الأسر ومدى ارتباك حياتهم مع ضغوط الحياة المتلاحقة والأزمات المالية تعانى الأسر التى لديها شاب خريج جامعهة مرموقة أو فتاة خريجة بتقدير ممتاز وتبحث عن عمل بدون جدوى ، ونجد العديد من الشباب يجلسون على المقاهى والنواصى ، يرتسم على وجوه البعض منهم نظرة اليأس وفقدان الأمل والإحباط. 

ونجد البعض منهم اتخذ طريق الإدمان والانحراف كنوع من العدوان السلبي على الذات والتمرد الداخلى على النفس ، وقلة الحيلة تجاه طموحاته وأهدافه التى تتلاشي يوما بعد يوم دون بصيص من الأمل ، ونجد البعض الأخر قد اتخذ من طريق العبادة والإفراط فى ممارسة الطقوس الدينية بشكل مبالغ فيه وأصبح يتخذ من العبادة طريق الخلاص من الحياة ومتاعبها وانعزل عن المجتمع وشئونه.

والأغرب أن هناك بعض الأسر تسعى بكل ما لديها من طاقة ومال وجهد للبحث عن الواسطة لتعيين الأبناء فى الجهاز الحكومى للدوله ، رغم علمهم اليقين أن المرتب لا يتناسب مع ظروف المعيشة الحالية، وتضخم الجهاز الإدارى للدولة، وأصبح هناك فائض كبير فى أحتياج المؤسسات الحكوميه للعاملين بها ، ومازال العديد رغم كل هذا يسعى بكل طاقته لتعيين أبنائه والحصول على وظيفة ميري. 

وكلنا نعلم علم اليقين أن هناك ما يطلق عليها البطالة المقنعة فى الجهاز الإدارى للدولة، فنجد فى العديد من أروقة ومكاتب مؤسسات الحكومه بعض الأفراد لايجد عمل يقوم به ويجلس الست ساعات فى العمل بدون عمل أصلا ويشعر فى نهاية المطاف بخيبة الأمل ولايجد معنى لوجوده ولا يشعر بذاته وينعكس كل هذا على أسلوب حياته وتعامله خارج نطاق العمل ، فيشعر أنه عديم الفائده لا جدوى من وجوده يشعر بالخواء النفسي والمهنى ، تكسرت أحلامه وأهدافه أن وجدت من الأصل يشعر بالعجز وخيبة الأمل ، يفقد ثقته بذاته وبمبادئه ، يقع فى حيره بين البقاء على هذا الوضع وبين ترك العمل والبحث عن عمل بديل وهو لايمتلك حتى الحلم أو الهدف لبناء مهنه جديده يمتهنها بعد مرور وقت طويل فى البحث عن معنى لوجوده 

وهناك نوع من الشباب ، تخير طريق القطاع الخاص من البدايه طريق العمل وبذل الجهد مقابل نصيب معتدل من الماده ، وهذا النوع يتمتع بالمغامره الى حد ما ، فهو لا ينظر الى التمرمغ فى تراب الميرى والمعاش والتامينات الهزيله التى تتوفر له عند الخروج لسن التقاعد بل نظر الى البحث عن لقمة العيش والهروب من شبح البطاله 

وعلى الجانب الأخر نجد نوع من الشباب هم ما يطلق عليهم مخترعين العمل ، شباب من الجنسين لديهم قدر عالى من روح المغامره وتحدى المخاطر ، يعتمدون على أنفسهم لديهم طموحات وأهداف يسعوا لتحقيقها ، يرغبون فى صعود السلم من بدايته ، لديهم مهارات وقدرات متميزه لايرغبون فى الإنتظار كثيرًا ، يتغلبون على المشاكل بوضع الحلول والبدائل لها ، لاينتظرون جواب القوى العامله ، يضعون القوانين واللوائح التى تنظم أستغلال مواهبهم وقدراتهم الخلاقه 

فنجد فى الوقت الحالى العديد من الشباب الواعد من الجنسين ممن قام بعمل مشاريع صغيره بالمجهود الذاتى ، فعلى سبيل المثال : هناك فتيات أستغلت موهبة الفن فى عمل بعض المشغولات الفضيه والأعمال اليدويه من لوحات وشغل مفارش ، بل البعض منهم قام بعمل المأكولات وعرضها فى عربات صغيره فى طرقات بعض الميادين 

والبعض الأخر أستغل السياره التى يمتكلها وقام بعمل بعض المشروبات الساخنه وبيعها للماره فى الشارع وبشكل مبتكر وملفت للناظرين ، والبعض الأخر قام بعمل بعض الأعمال الخشبيه من أثاث وتحف للمنازل وقام بعرضها من خلال مواقع الإنترنت وخدمة التوصيل للمنازل 

وهناك من أستاجر بعض المساحات لعرض منتجاته فى بعض الساحات والانديه وبعض الساحات فى المدن الجديده وهناك من قام بإستغلال السطح الخاص بمنزله لاستقبال الطلبه للمذاكره وقضاء وقت فى القراءه وهو ما أصبح يطلق عليه مكان للعمل ويتردد عليه بعض الباحثين عن مكان للعمل فى هدوء وبدون إزعاج 

فهناك من تغلب على مشكلة البطاله واستغل ما يمتلك من قدرات بداخله ومواهب يمتلكها فى عمل شريف يتكسب منه قوته ويتابع مشروعه الصغير بكل أمل وطموح ينتظر لحظه أن يكبر هذا المشروع ويحقق أمال تلك الفتاه أو ذاك الشاب ، فهم بحق شباب قرر أن يخترع العمل الذى يبدع فيه وبه 

نصيحه للمجتمع بجميع كياناته ومؤسساته ، شجعوا الشباب وساعدوهم وبسطوا الإجراءات والقوانين واللوائح التى تقف حجر عسر أمام هؤلاء الشباب المخترعين ، علينا جميعا أن نشجع هؤلاء الشباب من خلال الاقبال على منتجاتهم وشرائها ، تحيه لهؤلاء الشباب الذى أخترع العمل وبحث عن معنى لوجوده ، وللحديث بقية 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط