الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دعاء الجهيني تكتب: الصالح العام.. مصطلح متعدد الأوجه

صدى البلد

لا تقف صعوبة تعريف الصالح العام في تعدد تعريفاته ومجالاته فحسب ، لكنه يتداخل أيضا على المستوى المفاهيمي مع عدد كبير من المصطلحات الأخرى التي تعبر عن ذات المضمون ولكن بتعبيرات مختلفة، ولأهداف مختلفة. فضلا عن تصادم مجموعة التفسيرات في الاقترابات المختلفة مع بعضها حول تفسيره وهو ما يعكس نوع من الخلط في دراسته وتحديده . 

ومن حيث التداخل المفاهيمي ، فإن المصطلح يتداخل مع كل من المنفعة العامة ، حيث يعتمد الأخير على عنصر الاستهلاك ويعرف مفهوم المنفعة العامة على أنه العنصر الذي يكون استهلاكه من جانب المجتمع وليس من جانب الفرد ، ويتم تمويلها من قبل الضرائب ، والمنفعة العامة ( الخدمة) تستهلك دون تخفيض الثمن ولا يحجب عن أولئك الذين لا يدفعون ثمن ذلك ، والمنافع العامة والخدمات تشمل الإحصاءات الاقتصادية وغيرها من المعلومات وإنفاذ القانون والدفاع الوطني ولا يوجد سوق لهذه السلع ، حيث تقوم الحكومة بتوفيرها للجميع . وقد نشا مفهوم المنفعة العامة C.G منذ أكثر من ألفين عام في كتابات أفلاطون و أرسطو وشيشرون ، وفي الآونة الأخيرة تحدث عنه جون راولز الذي عرف المنفعة العامة على انها شروط عامة معينة توضع على قدم المساواة وتعنى بمصلحة الجميع . نشأ مفهوم المنفعة العامة منذ أكثر من ألفين عام في كتابات أفلاطون و أرسطو وشيشرون ، وفي الآونة الأخيرة تحدث عنه جون راولز الذي عرف المنفعة العامة على انها شروط عامة معينة توضع على قدم المساواة وتعنى بمصلحة الجميع .  

وفي هذا الإطار، يرتبط هذا المصطلح بمفاهيم أخرى تحمل هدف "المنفعة" مثل السعادة العامة Public Weal وUtility Public  وكلا المفهومين يرتبطان بخدمة الجمهور كمستخدم المرافق العامة يُعنى هذين المفهومين بكل ما يهم مصلحة المواطن ويؤثر على حقوقه الأساسي من الصحة والتعليم والخدمات التي تقدم له بكل أشكالها ، حيث أن المصلحة العامة في هذين التعبيرين يركزان على إدارة شؤون المواطن في إطار علاقته مع الحكومة مقدمة الخدمات  وعلى الرغم من اختلاف مجالات المنفعة إلا ان جميعها تتفق حول هدف المنفعة في حد ذاتها. وتظهر المغالطات المفاهيمية في سياق تعريف الصالح العام في مجموعة الاقترابات المختلفة ، والتي تجمع أغلبها على أن الصالح العام هو مصلحة المجموع،وهو تعريف خاطئ في إطار ما عرضته باولا جوردون من الاقترابات المفسرة للصالح العام في النموذج الإنساني الديمقراطي ، يتبين أن قيام الاقتراب النفعي على تفسير الصالح العام من خلال فلسفة المجموع التي قدمها بودينهي 1940 ، والذي أكد على نظرية الصالح العام تقوم على عقلية الإنسان البدائي ذو الطبيعة الأنانية وأن مجموع الأفعال الأنانية للأفراد تعادل السعادة القصوى للمجتمع ككل .

ومن الجدير بالذكر، أن هذا مصطلع الصالح العام هو مصطلح مستغل في بعض الأحيان من قبل السياسيين الذين يسعون نحو خدمة فئة من الأفراد على حساب الأغلبية  ، كما أن المجتمعات التعددية قد يلحق الضرر ببعض فئاتها نسبة إلى تغليب سيطرة الأغلبية Tyranny of Majority، وقد كان هذه الرؤية بمثابة النهج الذي سارت عليه السياسة الفرنسية التقليدية لتحقيق إرادة الأغلبية General will ، وهذه الفلسفة تقترب من رؤية الاقتراب النفعي و الاقتراب الموجه بالعمليات . وفي نهاية المطاف، يمكن القول أن الباحث في بعض الأحيان يواجه صعوبة بالغة في تفسير مفهوم معين، عندما يتسم هذا المفهوم بالطبيعة المتعددة، خاصة عندما تعلق بأهدابه كلمة "عام" أو "عامة" . فصعوبة تعريف هذه الكلمة تضفي صعوبات في تعريف المصطلحات التي ترتبط بها نظرًا لتعدد فئات المجتمع وأهدافهم وتطلعاتهم وتوجهاتهم.