فتاوى
هل يجوز قضاء أيام رمضان في شهر رجب أو الصيام بنيتين ؟..
هل صيام أول ثلاثة أيام في رجب سُنة؟
حكم صيام أول يوم في رجب
نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى تشغل أذهان كثير من المسلمين نستعرض بعض منها فى التقرير التالى.
هل يجوز قضاء أيام رمضان في شهر رجب أو الصيام بنيتين ؟
يتساءل كثير من المسلمين مع دخول شهر رجب عن حكم صيام قضاء أيام رمضان خلاله، وهل يجوز الجمع بين قضاء الفريضة وصيام هذا الشهر، خاصة مع ما يتردد أحيانًا من أقوال متباينة حول الصيام في رجب.
أوضحت الجهات الشرعية أن صيام القضاء في شهر رجب جائز بلا خلاف، كما يجوز صيام التطوع فيه، إذ لم يرد في الشرع ما يمنع الصيام في هذا الشهر الكريم.
ويجوز لمن أفطر أيامًا من شهر رمضان بعذر شرعي أن يقضي هذه الأيام في شهر رجب أو في غيره من شهور السنة، حيث إن قضاء الصيام واجب متى تحققت القدرة عليه، ولا يشترط له وقت محدد، كما أن صيام التطوع في رجب مباح ومشروع، شأنه شأن سائر الأشهر، مع مراعاة الأيام التي ورد النهي عن الصيام فيها.
وشهر رجب من الأشهر الحرم العظيمة التي أمر الله سبحانه وتعالى بتعظيمها، والالتزام فيها بطاعته، والإكثار من العمل الصالح، قال تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ».
وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بيّن أن الأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.
ونقل الإمام الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم إثمًا، وأن العمل الصالح فيها أعظم أجرًا، وهو ما يبيّن فضل هذه الأزمنة وخصوصيتها في ميزان الشريعة الإسلامية.
حكم الصيام في شهر رجب
وفيما يخص حكم الصيام في شهر رجب، أكدت دار الإفتاء أن الصيام فيه جائز في أوله أو وسطه أو آخره، سواء كان صيام فرض كالقضاء، أو صيام تطوع، وذلك استنادًا إلى عموم الأدلة التي تحث على التنفل بالصيام.
ولم يثبت أي دليل صحيح يمنع الصيام في هذا الشهر، بل إن القاعدة الشرعية تقرر أن النصوص المطلقة تشمل جميع الأزمنة والأمكنة، ولا يجوز تقييدها أو منعها إلا بدليل صريح، وإلا كان ذلك تضييقًا لما وسعه الله ورسوله.
ومما ورد في فضل الصيام في شهر رجب ما رواه البيهقي عن أبي قلابة رضي الله عنه قوله: «في الجنة قصر لصوام رجب»، وقد علّق الإمام أحمد بأن هذا الأثر وإن كان موقوفًا على تابعي، فإن مثله لا يُقال إلا اعتمادًا على أصل معتبر.
وفيما يتعلق بقضاء الصيام، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن من أفطر أيامًا من رمضان بعذر شرعي، كالسفر أو المرض أو الحمل، يجب عليه قضاء هذه الأيام متى زال العذر، مستدلًا بقوله تعالى:«فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ».
وبيّن أن الحمل عذر مؤقت، ومع زواله يجب القضاء، ولا يُنتقل إلى الإطعام إلا في حالة العجز الدائم عن الصيام بسبب مرض مزمن لا يُرجى شفاؤه.
هل الصيام في شهر رجب بدعة؟
وحول ما يُثار من تساؤلات عن كون الصيام في شهر رجب بدعة، أكدت دار الإفتاء أن هذا القول غير صحيح شرعًا، لأن صيام التطوع مشروع في جميع أيام السنة، باستثناء الأيام التي ورد النهي عن الصيام فيها، مثل يومي العيدين، وأيام التشريق، وصيام يوم الشك، وصيام الدهر، وإفراد الجمعة أو السبت بالصيام في حالات مخصوصة، وغير ذلك مما ورد فيه نهي صريح.
وأوضحت أن الصيام ينقسم إلى صيام فرض، كصيام رمضان وقضائه والكفارات والنذور، وصيام تطوع، وهو ما يُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا النوع من الصيام، وبيّن صوره المتعددة، مثل صيام ستة أيام من شوال، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام أكثر شهر شعبان، وصيام الأشهر الحرم، ومنها شهر رجب، إضافة إلى صيام يومي الاثنين والخميس، وصيام الأيام البيض، وصيام يوم وإفطار يوم.
وبذلك يتضح أن الصيام في شهر رجب، سواء كان قضاءً أو تطوعًا، جائز شرعًا ولا حرج فيه، ولا يصح وصفه بالبدعة، بل هو داخل في عموم العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.
صيام أول ثلاثة أيام في رجب سُنة؟
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن مسألة هل صيام أول ثلاثة أيام في رجب سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجب من الأشهر الحٌرم، وتكلم عن فضل شهر رجب.
وتابع: وأنه يٌستجاب في أول ليلة منه الدعاء"، وحيث يتزامن أول أيامه اليوم الأحد فيُستحب صيام الإثنين معه فإن صيامه سُنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رجب وفي غيره من الشهور حيث كان يصوم كل إثنين وخميس من كل أسبوع.
وأوضح " عبد السميع" في إجابته عن سؤال: هل صيام أول ثلاثة أيام في رجب سنة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ؟، أنه مع ذلك فليس هناك أمر مباشر بالصيام في أول ثلاثة أيام .
واستشهد بما قال صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الصيام في المٌستحب " صم من الحرم واترك"، أي أن صيام أول يوم من رجب هناك نصوص عامة يدخل فيها هذا اليوم وليس هناك نصا بخصوصه، فمثلا لو صادف أول يوم رجب يوم الخميس وهو يوم يٌستحب فيه الصيام كما ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم".
وثبت الصيام في شهر رجب في السنة النبوية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: «يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ» فاستدلّ العلماء من هذا الحديث على استحباب صيام رجب، فكما أنّ صيام شعبان مستحبّ فكذلك صيامه.
واختلف الفقهاء في حكم الصيام في شهر رجب، فذهب فريق من أهل العلم لاستحباب الصيام فيه لأمرين، الأول: للحصول على أجر الصيام وأجره بشكل عام، والثاني بسبب فضل صيام الأشهر الحرم ورجب منها، وكذلك ما ورد في فضل صيام رجب، من أحاديث نبوية.
حكم الصيام أول ثلاثة أيام في رجب
وأفادت دار الإفتاء ، بأن الصوم في شهر رجب -سواء في أوله أو في أي يوم فيه- جائز ولا حرج فيه؛ لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، ولم يرد ما يدل على منع الصوم في شهر رجب.
ونبهت “ الإفتاء” إلى أنه من المقرر شرعًا أن «الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال»، فلا يجوز تخصيص شيء من ذلك إلا بدليل، وإلا عد ذلك ابتداعًا في الدين، بتضييق ما وسعه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
واستشهدت بحديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، ثم قال: «قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ».
وورد أن رجب من الأشهرِ الحُرُمِ العِظامِ؛ الّتي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بتعظيمِها، والالتزامِ فيها أكثرَ بدينِه وشرعِه، وإجلالِها؛ فقال جلّ وعلا: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة : 36).
وثبت في الصّحيحين عن سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا؛ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ».
وقال حبرُ الأمّةِ وتُرجمانُ القرآنِ عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ -عليهما الرِّضوان- في تفسير قوله تعالى: «فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ»-كما روى الطّبريّ في (تفسيره)-: «في كلِّهنّ، ثمّ اختصَّ من ذلك أربعةَ أشهرٍ فجعلهنَّ حرامًا، وعَظّم حُرُماتِهنَّ، وجعل الذنبَ فيهنَّ أعظمَ، والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظمَ».
هل صيام أول ثلاثة أيام في رجب بدعة
ولفت مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن شهر رجب من الأشهر الحرم، والعمل الصالح فيها له ثواب عظيم، لاختصاصها من بين باقي الأشهر بعد رمضان، وقد ورد في سنن أبي داود (2/ 323) بسنده عن أبي مجيبة الباهلية أو عمها –رضي الله عنه- مرفوعًا: "صم من الحرم واترك".
ودلل بما روي في سنن النسائي (4/ 201) عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت: يا رسول الله ما أراك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان! قال: "ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان.." الحديث، وقال الشوكاني: (ظاهر قوله في حديث أسامة.. أنه يستحب صوم رجب؛ لأن الظاهر أن المراد أنهم يغفلون عن تعظيم شعبان بالصوم كما يعظمون رمضان ورجبًا به).
وأشار إلى أن الصوم في رجب مباح، بل مستحب، وليس هناك ما يمنع من إيقاع العبادة -أيِّ عبادة- في أي وقت من السنة إلا ما نص الشرع عليه.
هل صيام أول رجب ثلاثة أيام
قالت دار الإفتاء المصرية ، عن صيام أول رجب ، أن الصوم في شهر رجب سواء في أوله أو في أي يوم فيه، جائز ولا حرج فيه لعموم الأدلة الواردة في استحباب التنفل بالصوم، و لم يرد ما يدل على منع الصوم في رجب سواء يوم أو ثلاثة أو حتى سبعة أيام.
وأوضحت “ الإفتاء” في مسألة هل صيام أول رجب ثلاثة أيام؟ ، أنه ممَّا ورد في فضل الصوم في شهر رجب بخصوصه حديث أبي قلابة رضي الله عنه قال: «فِي الْجَنَّةِ قَصْرٌ لِصُوَّامِ رَجَبٍ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، ثم قال: [قَالَ أَحْمَدُ: وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي قِلَابَةَ وَهُوَ مِنَ التَّابِعِينَ، فَمِثْلُهُ لَا يَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا عَنْ بَلَاغٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ مِمَّنْ يَأْتِيهِ الْوَحْيُ].
وأضافت أن فضل شهر رجب ثابت، بغض النظر عن درجة الأحاديث الواردة فى فضائله، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة، وذلك لكون شهر رجب أحد الأشهر الحرم، التي عظمها الله تعالى في قوله: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ).
وأشارت إلى أن الصيام يطلق على الإمساك، قال الله تعالى:﴿إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾ من الآية 26 من سورة مريم، والمقصود به: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس مع النية.
ونبهت إلى أن الصيام قسمان: (صيام فرض، وصيام تطوع)، منوهة بأن صيام الفرض: يشمل صوم رمضان، وصوم الكفارات، وصوم النذر.، أما صيام التطوع : أي السُّنَّة، وهو ما يثاب المرء على فعله ولا يعاقب على تركه.
وأفادت بأنه قد رغَّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صيام التطوع والذي يشتمل على الآتي:
1- صيام ستة أيام من شوال؛ لحديث عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر». رواه الجماعة إلا البخاري والنسائي.
2- صوم عشر ذي الحجة، وصوم يوم عرفة لغير الحاج.
3- صيام أكثر شعبان؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم أكثر شعبان، قالت عائشة: «ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا صيام شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان». رواه البخاري ومسلم.
4- صوم الأشهر الحرم وهم: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، رجب، وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور، إلا أنه من الأشهر الحرم.
5- صوم يومي الإثنين والخميس؛ لحديث عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان أكثر ما يصوم: الإثنين والخميس... » إلخ. رواه أحمد بسند صحيح.
6- صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهي: الثالث عشر، الرابع عشر، الخامس عشر؛ للحديث: قال أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-: «أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، أربع عشرة، خمس عشرة، وقال: هي كصوم الدهر».
7- صيام يوم وفطر يوم: لحديث عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أحب الصيام إلى الله صيام داود: كان يصوم يومًا ويفطر يومًا».
وتابعت: وبناء على ما ذكر وفي واقعة السؤال: فإن صوم التطوع جائز شرعًا في جميع أوقات العام ما عدا الأيام المنهي عن صومها وهي: أيام العيدين، وأيام التشريق، وهي الأيام التي تلي عيد النحر.
وأردفت: والنهي عن صوم يوم الجمعة منفردا، والنهي عن إفراد يوم السبت بالصيام، والنهي عن صوم يوم الشك، والنهي عن صوم الدهر –أي: يحرم صوم السنة كلها- والنهي عن صيام المرأة وزوجها حاضر إلا بإذنه، والنهي عن وصال الصوم.
واستطردت: ويكون صوم السائل تطوعًا في شهر رجب -دون قيامه بصوم التطوع قبلها- جائزا شرعًا ولا غبار عليه، ويحصل له الثواب على قدر ما صام، ولا يشترط في ذلك أن يكون قد صام تطوعًا خلال أيام السنة، والقول بذلك غير صحيح شرعًا.
شهر رجب
يعد شهر رجب هو الشهْر السّابع في التقويم الهجري٬ ولأنّهُ من الأشهرُ الحُرم فهو شهرٌ كريم وعظيم عند الله٬ وهو أحد الشهور الأربعة التي خصّها اللهُ تعالى بالذّكر٬ ونهى عن الظُّلم فيها تشريفاً لها٬ ويتركُ فيه العَرب القتال إحتراماً وتعظيماً لهُ.
وقد ذكر اللهُ في كتابِهِ العزيز: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ))[التوبة:36]٬ أمّا الأشهر الحُرم التّي ذُكرت في الآية فهي مُحرَّم٬ وذي الحجَّة٬ وذي القعدة.
و سُمِّيت الأشهُر الحُرم بهذا الاسم لأنّ الله سُبحانهُ وتعالى منع فيها القِتال إلّا أن يبدأ العدو٬ ولتحريم انتهاك المحارِم فيها أشدّ من غيرِهِ من الأشهر.
يُطلقُ على شهر رجب أحياناً اسم "مضر" نسبةً إلى قبيلة مضر؛ حيثُ كانت هذه القبيلة تُبقي وقتَهُ كما هو دون تغيير ولا تبديل مع الأشهر الأخرى على عكس القبائل الأُخرى من العرب الذين كانوا يغيِّرون في أوقات الأشهُر بما يتناسب مع حالات الحرب أو السّلم عندهم٬ كما اقتضت حكمةُ الله أن فضَّل بعض الأيام٬ والشهور٬ واللّيالي على بعض، و يُسمّى أيضاً رجب بالأصم لأنَّه لا يُنادى فيه إلى القتال، ولا يُسمع فيهِ صوت السِّلاح.
فضل شهر رجب
يعتبر شهر رجب من الأشهر الهجرية المحرمة التي سميت بذلك بسبب تحريم القتال فيها إلا أن يبادر العدو إليه، كما أنَّ انتهاك المحارم في هذا الشهر أشدّ من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله تعالى عن الظلم وارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل.
وقال تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )، والحق والصواب أنَّ شهر رجب ليس له فضيلة أو خصوصية على غيره من الشهور باستثناء أنَّه من الأشهر الحرم، كما أنَّ الروايات التي تفيد بنزول آية الإسراء والمعراج فيه لا تبرر وإن صحّت ابتداع عبادات معينة في هذا الشهر كما يفعل بعض الناس، وذلك أنَّ مثل هذه الأفعال لم تكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين.
حكم صيام أول يوم في رجب
يتساءل الكثير عن ما حكم صيام أول يوم فى شهر رجب، خاصة إذا وافق يوم الأحد، فهل يجوز إفراده بالصيام أم يجب صيام يوم قبله أو بعده؟.
وفى هذا السياق كانت قد أوضحت دار الإفتاء المصرية في فتوى سابقة لها أن صيام أول يوم من شهر رجب يُعدّ من السنن التي حرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم.
واستشهدت الإفتاء بما ورد عن الصحابي سهل بن سعد، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟» رواه البخاري ومسلم.
كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما رأى هلال شهر رجب كان يدعو الله قائلًا: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، وأعنا على الصيام والقيام، وحفظ اللسان، وغض البصر، ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش».
ونوهت أن هذا الدعاء يُظهر المكانة الروحية لشهر رجب والاستعداد فيه لاستقبال شهر رمضان الكريم.
إفراد صيام أول رجب إذا وافق الأحد
قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيام يوم الأحد منفرداً هو أمر جائز شرعاً غير أنه مكروه كما في السبت أو الجمعة بإفراد هذه الأيام على حدة، منوهة بأن النصوص الشرعية تنص على صيام هذه الأيام بالكراهة، فعليه أن يضيف يوم قبله أو يوم بعده.
ونبّه الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أنه لا مانع أن تصوم الأحد ويوم بعده، كذلك لا يوجد مانع من إفراد يوم الأحد بالصيام لو وافق مناسبة أو كان لقضاء يوم على الإنسان، يوافق اليوم الأحد أول يوم من شهر رجب الشهر الحُرم، ومن ثم فصيامه له فضل عظيم.
وبيّن أن الفقهاء اشترطوا في صيام يوم الأحد أن يكون قبله يوم أو بعده يوم، من قبيل الاستحباب وليس الوجوب، ومن ثم فما يقال في هذا الاستحباب يطبق عليه صيام النفل فقط وليس الفريضة، و صيام الفريضة له أحكام أخرى ويجوز قضاؤه في أي وقت دون أي شروط.
فضل شهر رجب وحكم صيامه
من جانبه، أشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أهمية شهر رجب وفضل الصيام فيه، موضحًا عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن الصيام في شهر رجب مستحب، استنادًا إلى أحاديث نبوية شريفة.
فقد ورد في "سنن أبي داود" عن أبي مجيبة الباهلية أو عمها رضي الله عنه مرفوعًا: «صُم من الحُرُمِ واترك». كما أورد الإمام النسائي حديثًا عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: «قلت: يا رسول الله، ما أراك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان! قال: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان».
ويوضح هذا الحديث أن الصيام في شهر رجب مستحب، لكن الأهم أن يكون الصيام وسيلة لتعظيم شعبان والاستعداد لرمضان، إذ أن شعبان هو الشهر الذي يغفل الناس عن فضله مقارنة برجب ورمضان.



