الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تايوان بدون كورونا منذ 200 يوم.. هكذا تمت السيطرة على العدوى

قناع وجه (كمامة)
قناع وجه (كمامة)

مع اقتراب إتمام عام كامل على انتشار وتفشي وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العالم، وتفشي الوباء الكارثي في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا بشكل خارج عن السيطرة مع تسجيل أعداد إصابات يومية قياسية، وعلى الرغم من ذلك نجت بلاد أخرى من هذا الوباء الكارثي بطرق لا تُصدق حتى الآن.


تايوان على سبيل المثال، التي احتفلت مؤخرا بمرور 200 يوم على التوالي دون تسجيل إصابة واحدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وكذلك أستراليا أو ولاية كاليفورنيا الأمريكية التي لم تسجل أي إصابة لأول مرة خلال 4 أشهر، في 26 و27 أكتوبر الماضي، وكذلك كوريا الجنوبية التي لا يزيد عدد الإصابات فيها على 1 في كل ألف شخص.


ووفقًا لخبراء الصحة العامة، فإن هذه النجاحات هي نتيجة وصفة واضحة اتبعتها هذه الأماكن، وهي تعميم ارتداء أقنعة الوجه، وإجراء اختبارات واسعة النطاق مع تتبع جهات الاتصال للمرضى، أما الولايات المتحدة على سبيل المثال فتفتقر إلى كل هذه العوامل.


وهذا ما أكدته مونيكا غاندي، أستاذة الطب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، لمجلة "بيزنس إسايدر"، بأنها تعتقد أن الاستجابة الفيدرالية المنظمة وثقة الجماهير بقادتهم ومسؤولي الصحة العامة، تعد هي العامل الأهم، خلال وجود خطة وإيصالها بشكل فعال.


من جانبها قالت إيما هودكروفت، العالمة من بازل بسويسرا، والتي تدرس الشفرة الجينية لفيروس كورونا المستجد، إنها ترى اتجاهًا شائعًا بين الحكومات التي سيطرت على الفيروس بأن لديهم خطة في حالة ارتفاع الحالات، وإبلاغ الجمهور بها بوضوح كلما بدأت الأرقام في الارتفاع، مما يجعلهم في موضع شعور دائم بالمسئولية المجتمعية.


وكذلك تعد الجداول الزمنية في بلاد غرب أوروبا من الأمور غير الجيدة في الأزمة، والتي تتسم بالجمود، حيث شهدت البلاد التي تنفذها إصابات متزايدة منذ حوالي 6 أسابيع في عدة بلاد منها المملكة المتحدة، بلجيكا، البرتغال، ألمانيا، وفرنسا، حتى السويد، التي أصدرت في البداية أوامر إغلاق قليلة نسبيًا، اعتمدت مؤخرًا على إرشادات أكثر صرامة حول التجمعات غير الضرورية بعد ارتفاع الحالات هناك بنسبة 70% في أسبوع واحد.


على النقيض، أستراليا، الصين، ونيوزيلندا استخدمت طرق للتأثير على الجمهور على مدى الأشهر القليلة الماضية، وخلال ذلك أيضا أصدرت الحكومة اليابانية رسائل واضحة في وقت مبكر حول توجيه المواطنين لتجنب العناصر الثلاثة : الأماكن المغلقة ، والأماكن المزدحمة ، والاتصال الوثيق.


كوريا الجنوبية أيضا استفادت من تكنولوجيا الهواتف الذكية لإعطاء الجمهور معلومات واضحة عن الوباء. قدمت حكومتها تطبيقات مجانية أرسلت إلى الأشخاص تنبيهات نصية في حالات الطوارئ حول العدوى في منطقتهم المحلية، ومنحت فرصة الوصول إلى الطبيب عن بعد، وأبلغت المستخدمين بعدد ونوع أقنعة الوجه المتوفرة في المتاجر للشراء.


وبحسب أحد نماذج معهد قياسي صحي تابع لجامعة واشنطن، فإنه إذا ارتدى 95% من الأمريكيين أقنعة، فقد يتم إنقاذ 63000 شخص على الأقل بين نهاية سبتمبر ويوم 1 مارس، ولكن في الولايات المتحدة، أصبح البعض ينظر إلى الأقنعة على أنها خطر سياسي، حيث احتشد المتظاهرون ضد الأقنعة قائلين إنها تنتهك الحرية الشخصية.


أما السويد، لا تتطلب ولا توصي باستخدام قناع، وفي بلدان مثل الصين وتايوان وسنغافورة، على النقيض، يعد استخدام الأقنعة عادة اجتماعية شائعة في المجتمع بأكمله، وفي كوريا الجنوبية، وملبورن بأستراليا، يمكن تغريم السكان الذين لا يرتدون أقنعة في الأماكن العامة والشركات التي لا تفرض ارتداء الأقنعة.