الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجل السلام يقود حربًا أهلية.. كيف تحول آبي أحمد إلى صانع أزمات؟

أبي أحمد
أبي أحمد

"الحرب هي مثال للجحيم، أعرف ذلك لأنني كنت هناك"، قالها الشاب الإثيوبي، الذي خدم في جيش بلاده أثناء الحرب ضد الجاره اريتريا منذ عام 1998 وحتى عام 2000، حيث كان جنديا مسئولا عن الرادار في سلاح الدفاع الجوي، وكان شاهدا على تدمير كتيبته بشكل كامل، بعد لحظات من تركه محل خدمته للحظات، ليصبح المسئول الأهم في بلاده، آبي أحمد، الذي أصبح رئيسا للوزراء الإثيوبي، والمتهم من قبل مجلة ايكونوميست بإشعال الحرب الأهلية في بلاده. 


ظهر آبي أحمد، بملامح يسيطر عليها الغضب أمام شعبه، ليعلن شن حرب شاملة على إقليم تيجراي، وتقطع سلطاته الحكومة الاتصالات عن الإقليم، إلى جانب قطع خدمات المحمول والانترنت والتليفون الأرضي لعزل الإقليم عن العالم. 

إقليم تيجراي، الذي سيطر لسنوات طويلة على قيادة الجيش الإثيوبي، حيث شارك بشكل كبير في الحرب بين إثيوبيا واريتريا، ليأتي أبي أحمد إلى سدة الحكم وينفي ويعزل قادته في الجيش، بل يأمر بإلقاء القبض على بعضهم بتهم الفساد والقتل. 

أبي أحمد، الذي تعلم اللقة التيجراية أثناء تواجده في الجيش، في محاولة منه للتقرب إلى هؤلاء، جاء ليعلن الحرب عليهم بدعوى مهاجمتهم لمعسكر للجيش، بدلا من أن يدعوهم إلى إجراء المباحثات. 

حصل رئيس الوزراء الإثيوبي على جائزة نوبل للسلام في عام 2019، ليرتكب بعدها عدة جرائم وأفعال وصفها البعض بالمنافية للسلام في العالم، نرصد بعضها: 

حليف الأمس عدو اليوم 

شهدت إثيوبيا في أكتوبر من عام 2019 احتجاجات وعنفا بين المتظاهرين والشرطة الإثيوبية، في أعقاب اتهام الناشط والحليف السابق لرئيس الوزراء، جوهر محمد، بتدبير هجوم ومحاولة انقلاب على أبي أحمد، ما اسفر عن احتجاجات وأعمال عنف من العشرات في إقليم أوروميا، ما تسبب في شرخ قوي بين أبي أحمد وأبناء قوميته، الأورومو. 


مقتل المغني الثوري

قبل أشهر، قتل المغني الثوري الإثيوبي هاشالو هونديسا، برصاص مجهولة، لتندلع التظاهرات والاحتجاجات في البلاد، تسبب في تدخل الشرطة بالعنف، ليتسبب في مقتل نحو 200 شخصا، وتعتقل السلطات عقب ذلك أكثر من 9 آلاف مواطن، في تظاهرات شهدت عمليات عنف وقمع، اعقبها قطع لخدمات الانترنت والمحمول في البلاد. 

إقليم تيجراي

يعد إعلان آبي أحمد شن حرب شاملة على إقليم تيجراي الحدودي، قشة قد تقسم ظهره بسبب أهمية هذا الإقليم، الذي شارك في حروب البلاد، والذي يحتوي على القوى الضاربة من الجيش الإثيوبي. 

أطل علينا أبي أحمد ليعلن شن حرب شاملة على الإقليم، في أعقاب هجوم على معسكر لقوات الدفاع الإثيوبية، ما وصفه نائب أبي أحمد بالخيانة العظمى. 

تعرض هذا الإقليم لظلم بين من قبل أبي أحمد منذ قدومه إلى سدة الحكم، حيث قام بعزل قادة الجيش المنتمين إلى هذا الإقليم، بل اتهم بعضهم بإرتكاب جرائم قتل وفساد، وطلب القبض عليهم فورا. 

تأجيل الانتخابات 

تسبب قرار السلطات الإثيوبية بتأجيل الانتخابات التشريعية في البلاد، بذريعة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، في حالة غضب شعبي، بسبب رفضهم لهذا القرار، مؤكدين أنه جاء برغبة في تمديد فترة حكم أبي أحمد، وعدم تداول السلطة في البلاد بشكل سلمي، ما أشعل الموقف في عدد من الأقاليم داخل البلاد، وظهور مطالبات بالإنفصال عن إثيوبيا. 


أزمات خارجية: 

سد النهضة

تبنى آبي أحمد، منذ توليه الحكم، موقف متشدد فيما يخص قضية سد النهضة مع مصر والسودان، حيث رفض مرارا وتكرارا التوصل إلى اتفاق نهائي، على الرغم من تدخل كل من مجلس الأمن والاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة في القضية، وأصر على استمرار ملء خزان السد، دون النظر إلى مطالب بلدان المصب، ما جعله يتسبب في اضطراب العلاقات بين البلدان الإفريقية. 

اريتريا

كان اتفاق السلام مع اريتريا بدعم من الإمارات داعم قوي لحصول آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، إلا أن الاضطرابات عادت من جديد مؤخرا، ما دعا إلى ظهور تقارير عن فشل اتفاق السلام بين الدولتين، بسبب ما ترتكبه سلطات آبي أحمد في حق الجاره اريتريا.