قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«بايدن» والدولة المصرية


يقينا ليس من السهل أن نمحو من ذاكرة الشعوب العربية، خاصة الشعب المصرى العظيم، الجرائم التى ارتكبتها الإدارة الأمريكية فى عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلارى كلينتون ضد الأمة العربية ومصر، والتى غلفها إعلام مردوخ بشعارات الربيع العربي، ولكنه كان خريفا عربيا ووبالا لا تزال الشعوب العربية تسدد فواتيره حتى الآن، وفى مقدمة تلك الشعوب، الشعب المصرى العظيم الذى عاني ويلات الدعم الأمريكى لأحداث الفوضى فى مصر منذ يناير 2011 وحتى استعادت الأمة المصرية كرامتها وقوتها ومكانتها فى ثورة الثلاثين من يونيو 2013، تلك الثورة الشعبية الكبرى التى حماها الجيش المصرى العظيم.



بالتأكيد ستبقى فى الذاكرة تلك الأحداث المؤسفة التى دعمتها إدارة الحزب الديمقراطي الحاكم آنذاك من خلال أوباما وهيلارى كلينتون ومعهما جو بايدن الذى كان نائبا للرئيس الأمريكى، وهو الآن رئيس منتخب للولايات المتحدة الأمريكية بعد فوزه على منافسة الجمهوري الرئيس دونالد ترامب.



عودة الوجوه الديمقراطية للحكم فى أمريكا أقلقت الكثير من المحللين والمراقبين خشية أن تجدد تلك الإدارة سياستها القديمة تجاه العالم العربي، حيث كانت تدعم محور الشر الإخوانى القطرى التركي، ولكن هذه المخاوف رغم مبرراتها المنطقية إلا أنها تتجاهل واقع مصر الآن مقارنة بواقعها خلال تلك الحقبة السوداء فى شتى المجالات سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا.



فخلال الحقبة السوداء، عانت مصر من ترهل سياسي وأزمة ثقة بين المعارضة والحزب الحاكم وبين الشعب والحكومة، وكانت القوات المسلحة والشرطة فى مرمى المؤامرات والمكائد من الداخل والخارج بهدف إسقاطهما حتى تنهار الدولة وتصل إلى مرحلة الدولة الفاشلة كنتيجة حتمية لتطبيق استراتيجيات الجيل الرابع من الحروب.



ولأنها مصر ولأنه الشعب المصرى ولأنها القوات المسلحة الباسلة "مصنع الرجال"، جاء الانتصار فى ثورة 30 يونيو 2013 وطهر الشعب الوطن من براثن الجماعات الإرهابية، وبدأت الأمة مع زعيمها الوطني الشريف الرئيس عبد الفتاح السيسي ملحمة إعادة بناء الدولة المصرية الحديثة القوية فى جميع الاتجاهات السياسية والاقتصادية والأمنية لتقلب الطاولة على المتآمرين وتغلق الأبواب أمام الدول الطامعة فى ثروات ومكانة مصر الكبيرة، وأنهت أحلام الأقزام الباحثين عن زعامة.



كما تجاهل المتشائمون أن مصر 30 يونيو ليست بالضعف الذى كانت عليه قبل ذلك على الساحتين الإقليمية والدولية، فمصر عادت لاعبا محوريا أساسيا فاعلا ومؤثرا فى جميع الملفات، وليس كرد فعل كما كان سلفا.



وتناسى هؤلاء أيضا أن علاقات الدول تبنى على المصالح والنفوذ والقوة، وليس على حسابات الأفراد والحكام والأحزاب مهما تغيرت، وبالتأكيد فإن أى إدارة تفكر فى التعامل مع مصر الآن ستتعامل مع مصر أخرى جديدة، مصر فاعلة وقوية وعريقة ومستقلة فى قراراتها ومواقفها، فالسياسة الخارجية المصرية انتقلت من مرحلة التبعية إلى القطب الأوحد، إلى مرحلة الشراكة مع جميع القوى الدولية، بإقامة علاقات متوازنة مع الجميع، فلم تعد رهينة علاقاتها مع الولايات المتحدة فقط كما كان الأمر في عهد جماعة الإخوان الإرهابية، وإنما عززت شراكاتها وتعاونها مع روسيا والصين وأوروبا، بالإضافة إلى جميع القوى فى المحيطين الإقليمي والدولى، وقد أعادت مصر ضبط بوصلة العلاقات مع جميع دول العالم ومنها الولايات المتحدة التى أصبحت حليفًا مهمًا، وشريكًا استراتيجيًا، وساهمت الدبلوماسية المصرية في عودة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين إلى مسارها الصحيح، والحفاظ على كونها علاقات استراتيجية بنّاءة وفعّالة، دون الهيمنة الأمريكية على القرار المصري، إذ تتحرك مصر وفق مصالحها مع كل القوى الدولية.


السياسة الخارجية المصرية تقوم على مرتكزات رئيسية واضحة تتمثل فى الحفاظ على مقدرات المصريين فى جميع المجالات، وأن المصالح المصرية فوق أي اعتبار، بجانب دعم الدول الوطنية في حربها ضد الميليشيات المسلحة والإرهابية التي تريد انتزاع السيطرة على هذه الدول، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات مع العمق العربي.



كما تناسى أصحاب تلك الأطروحات، أن الأمة العربية رغم ما تعانيه حاليا، إلا أنها لن تسمح بتكرار مؤامرات الماضى بعودة تحالف دول القلب الصلب ووحدة مواقفها وهى مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.



وليعلم القاصى والدانى والحالم بعودة عصور الظلام والطامع فى خيرات الوطن والواهم بزعامة زائفة أن مصر عصية عليه وعلى أحلامه، وأنه ذاهب لا محالة إلى مزبلة التاريخ كمن سبقوه، فعلى صخرة الوطن تنكسر المؤامرات والمكائد، فلنردد دائما خلف رئيسنا أن تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.