الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"بلومبرج": مصر والإمارات نموذجان للأسواق الصاعدة عقب كورونا

مصر والإمارات
مصر والإمارات

اختار منتدى بلومبرج للاقتصاديات الجديدة دولتي جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة، كنموذجين للاقتصاديات الصاعدة في المنطقة عقب جائحة كورونا، نتيجة الإصلاحات الاقتصادية والفرص التي تتميز بها الدولتان رغم التحديات الاقتصادية على مستوى المنطقة والعالم.

وقالت وزيرة التعاون الدولي -خلال اللقاء الذي حمل عنوان "صعود الأسواق الإقليمية الجديدة: البحث عن المرونة"- إن الوضع الطبيعي الجديد عقب جائحة كورونا سيشهد صعود العديد من الاقتصاديات على المستويين الإقليمي والدولي من بينها مصر، وخلق حالة من التكامل ما بين الاقتصاديات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، بما يعزز قصص النمو والمرونة والتنمية في هذه الدول، مشيرة إلى أن عام 2021 سيكون حاسمًا لصعود الاقتصاديات الجديدة في المنطقة لتحقق نموًا شاملا ومستدامًا.

اقرأ ايضا:

وعقد منتدى بلومبرج للاقتصاديات الجديدة خلال الفترة 16-19 نوفمبر الجاري، ويعقد افتراضيًا لأول مرة بمشاركة 500 من أكثر القادة تأثيرًا في العالم، ويعد أول اجتماع لمجموعة من قادة العالم المؤثرين في أعقاب الانتخابات الأمريكية، ويناقش العديد من الموضوعات من أهمها التحولات الاقتصادية في العالم وانتقال القوة الاقتصادية من العالم المتقدم للأسواق الناشئة، كما يبحث موضوعات عدة من بينها التمويل والتجارة والمناخ والصحة، بمشاركة العديد من المتحدثين البارزين من بينهم كريستين لاجارد، رئيس البنك المركزي الأوروبي، وهنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق.

وأوضحت وزيرة التعاون الدولي أن مصر نجحت في خلق بيئة سياسية مواتية ساعدت في استقرار الاقتصاد الكلي، بالإضافة إلى برنامج إصلاح اقتصادي قوي لتصبح إحدى أهم الاقتصاديات الناشئة، مشيرة إلى نجاح تنفيذ برنامج الإصلاح خلال 2016-2019 واستمراره على المستويين المالي والنقدي، لتخلق بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة والشراكة بين القطاعين العام والخاص وتعزيز التعاون التنموي مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين. 

وقالت المشاط إن مصر استطاعت مواجهة صدمة جائحة كورونا من خلال سياسات عمل تعتمد على الشفافية وبرنامج إصلاح اقتصادي، مما مكنها من تكوين احتياطيات نقد أجنبي قوية، وهو ما ساهم في امتصاص الصدمة بل والحفاظ على النمو الإيجابي، موضحة أن هذه النجاحات تردد صداها كثيرًا في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، حيث أصدر البنكان تقريرين توقعا فيهما أن تحقق مصر نموا إيجابيا بنسبة 3.5% و2% على الترتيب، بدعم مشروعات البنية التحتية والطفرة في قطاع الاتصالات، والشراكة بين القطاعين العام والخاص .

وذكرت أن مصر عضو في العديد من الاتفاقيات التجارية الإقليمية والدولية التي تخفض الرسوم الجمركية وتلغيها، كما أن موقعها الاستراتيجي يمكنها من تيسير الأنشطة التجارية في الشرق الأوسط وأفريقيا، لافتة إلى أنه في ظل الوضع الطبيعي الجديد الآخذ في الظهور يعمل البلدان من أجل التكامل وليس المنافسة على كافة المستويات.

وأوضحت المشاط أن وزارة التعاون الدولي تسعى لدعم هذا التكامل بين جمهورية مصر العربية وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، من خلال الدبلوماسية الاقتصادية ومبادئها الثلاثة؛ وهي منصة التعاون التنسيقي المشترك، واستراتيجية سرد المشاركات الدولية، ومطابقة التمويل التنموي لأهداف التنمية المستدامة، لتحقق تعاون دولي جامع للأطراف ذات الصلة، بما يمكن الدولة من تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.

وأكدت أن (كورونا) كشفت عن هشاشة سلاسل التوريد العالمية، وتأثر العلاقات التجارية والاقتصادية بالعلاقات الأمريكية الصينية، لذلك فإن الاقتصادات الناشئة تبحث عن بناء روابط وتحالفات جديدة، لخلق قوى اقتصادية تسهم في تحديد مستقبل الاقتصاد العالمي تدريجيًا، وهو ما يظهر في اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، واتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، حيث تعزز هذه الشراكات ظهور القوى الاقتصادية الجديدة وتقلل من الاعتماد على الاقتصاديات المتقدمة.

وأشارت وزيرة التعاون الدولي إلى إصدار مبادئ "النظام الاقتصادي والاجتماعي جامع الأطراف ذات الصلة"، من خلال مجموعة العمل الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تتضمن صياغة سياسات اقتصادية شاملة وعقد اجتماعي جديد، وتحفيز التكامل الاقتصادي، وإعادة تشكيل النظم التعليمية، وتسخير الثورة الصناعية الرابعة، وتعزيز الاستدامة البيئية، والتخفيف من المخاطر الصحية العالمية، والالتزام بالحوكمة الرشيدة والمرنة، بمشاركة العديد من قادة المنطقة، بما يعزز رؤية إعادة تشكيل المجتمعات والاقتصاديات، مما يسمح بالخروج من أزمة هذه الجائحة بشكل أقوى وأكثر توحيدًا وأكثر مرونة من ذي قبل.

من جهته، تناول الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، رؤية دولة الإمارات لإرساء منظومة موثوقة وذات مصداقية عالية لجذب المستثمرين العالميين رغم الوضع الاقتصادي الذي يشهده العالم، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تتمتع بمميزات تنافسية وأصول منها وفرة المواد البترولية والبنية التحتية والخدمات اللوجيستية المتطورة والموقع الجغرافي الاستراتيجي في ملتقى طرق التجارة بين الشرق والغرب.

جدير بالذكر أن الدكتورة رانيا المشاط، شاركت خلال عام 2019 في منتدى بلومبرج للاقتصاديات الجديدة، وكانت من بين نخبة من الشخصيات العالمية السياسية والاقتصادية الذين أتيحت لهم فرصة لقاء الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في العاصمة الصينية بكين.

أدار المنتدى المذيع بتلفزيون بلومبرج مانوس كراني، بمشاركة الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبروس فلات الرئيس التنفيذي لشركة بروكفيلد لإدارة الأصول.