الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عادل مبروك يكتب: عنبر العقلاء

صدى البلد

شاء القدر أن يجمع بين عدد من نماذج البشر في مكان واحد..وكل نموذج من هذه النماذج مقتنع أن عقله هو الراجح الوحيد في هذا المكان بل ويكاد يجزم أن جميع من حوله بلا عقل وبلا هوية..ومن بين هذه الأشخاص من يمتاز بالعقل وسلامة التفكير..وقمة المأساه عندما يجتمع الطرفان في وقت واحد يتشاركون في موضوع واحد واضح ومحدد لا يحتمل أكثر من تحليل..فعلى سبيل المثال عندما تسأل أحدهم عن ناتج جمع واحد زائد واحد..طبيعي أن يكون الرد اثنان..ولكن في هذا العنبر يتم الاختلاف على ناتج هذا السؤال والجميع يحاول إقناع غيره بأنه هو الصواب..في عنبر العقلاء نجد أن الحقوق ضائعة وخاصة حقوق الضعفاء من ليس له سند ولا ظهر..المنافق والكاذب والخائن والجاهل حقهم محفوظ كالتاج فوق الرؤوس نظرا لوجود من يستمع الى لغوهم وتفاهة أمورهم..المحترم صاحب القلب الأبيض يعاني من جهل وغباء أصحاب القلوب السوداء مثل وجوههم وذلك أيضا لوجود من يستمع اليهم ويلقي لهم بالا..ومن بين النماذج المتواجدة بالعنبر أحد الأشخاص يمتلك أعين نارية يستخدمها لحسد الغير والنتيجة فورية..يحسد الجميع ويحقد على الجميع لدرجة أنه يحسد المريض على مرضه مما جعل المحيطين به يجتنبوه خشية من سحر عيونه وسهامها الحارقة..اذا دخل أحد الغرباء هذا المكان المسمى بعنبر العقلاء تنتابه حالة من الضحك الهستيري حتى البكاء من فرط ما يجده من اختلافات على أتفه الأسباب واختلاق المشاكل مع بعضهم البعض..التظاهر بالمحبة بين سكان العنبر تكون وجها لوجه وعندما تستدير تجد السهام والخناجر والسيوف تخترق الصدور..المثير للدهشة أن سكان المكان يعرفون بعضهم البعض جيدا ويعرفون من الطيب المحترم ويعرفون من الشرير المنافق ومع ذلك يحاول الجميع التعايش حتى لا يفقد مكانه بين سكان عنبر العقلاء.