الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا يسمع ولا يتكلم.. حكاية شاب يعيش حياته كالقردة

صدى البلد

وحدها الغابات هي الوحيدة التي يمكن أن تستوعب "إيلي" بطباعه وسلوكياته التي تقترب من الحيوانات أكثر من سلوكيات الإنسان الطبيعي، لا يسمع ولا يتحدث ويركض ليلًا ونهارًا حتى وصمه الجيران بـ"القرد"، هكذا ولد الطفل بطبيعة مختلفة عن باقي البشر.


أجبر هذا الاختلاف أمه على مطاردة ابنها عبر الغابات باستخدام حيوان "لاسو" بينما يتغذى على الأعشاب ويعيش كـ إنسان بلا عقل.


ورغم بلوغه الـ 21 عامًا، إلا أن "إيلي" لا يمكنه التحدث ويرفض تناول الطعام التي تعده له والدته، بينما يتغذى على الفواكه، خاصًة الموز، وتناولها من أعلى الأشجار بالغابة، كما يقوم بتناول الأعشاب والحشائش، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ستار".
 

ويخرج "إيلي" من منزله باحثًا عن طعامه في الغابات بالقرب من قريته في رواندا، وقد وصفته والدته بأنه طفل مميز ونعمة من الله، حيث فقدت هي وزوجها خمسة أطفال عند الولادة.


وولد "إيلي" وهو يعاني من صعوبات في التعلم، ولا يذهب إلى المدرسة ويخاف من زملائه القرويين، الصبي الذي صورته قناة Afrimax TV، أطلق عليه المتنمرون لقب "القرد" بسبب أسلوبه غير المعتاد في الحياة.


قالت والدته: "لا يحب الطعام. يفضل أكل الموز.. لا يعرف أي شيء، لا يستطيع فعل أي شيء.. كل ما يفعله هو الركض عندما يرى الناس، كل ما يفعله يهرب منهم"، وتضيف: "أينما يركض علي أن أركض خلفه، ففي أسبوع كامل يمكننا الجري لمسافة 230 كم".


وتضيف الأم: "إذا لم أتبعه، فقد لا يعود إلى المنزل"، وفقًا للتقرير، تعمل القرية بأكملها على إبعاده عن الغابة للحفاظ على سلامته، كما يُجبر الجيران على مراقبة إيلي ومطاردته لحمايته من الخطر.


وتقول والدته في التقرير: "إنه يرعى دائمًا كالحيوان.. لأنه يهرب دائمًا"، يوصف إيلي بأنه "بسرعة يوسين بولت" ويقضي أيامه في الركض عبر الغابة، كما أنه لا يعرف إيلي كيف يتحدث ولا يمكنه التواصل إلا من خلال الموجات.


وابتكرت والدته حبلًا مؤقتًا للقبض عليه بينما يقضي كل وقته في الركض بعيدًا عن القرية، وتطارده عبر الغابة وترمي الحبل فوقه لتقريبه.


وعندما ولد، كان رأس "إيلي" بحجم كرة التنس، قالت والدته: "بعد أن فقدنا أطفالنا الخمسة طلبنا من الله على الأقل أن يعطينا طفلًا معاقًا، طالما أنه لا يموت مبكرًا مثل الأطفال السابقين، وعندما ولدته، علمت أنها رسالة من الله".


كما قالت الأم إن الجيران لا يعتبرون ابنها صبيا، بل قردًا، ويخيفونه بلا هوادة، وقالت: "هذا يؤلمني كثيرًا، عندما يذهب طفلي ويعود ويتعرض للضرب. يصرخون عليه ويدعونه قرد، أشعر بالحزن الشديد عندما أسمع الناس يتنمرون على ابني".


وأضافت الأم: "ليس فقط الأطفال، ولكن رؤية الكبار يتنمرون عليه بلا خجل. يجعلونني أفقد أعصابي. إنهم لا يرونه كإنسان، بل مجرد حيوان".