الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهندس مشروع القنبلة وضابط بالحرس الثوري.. من هو العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده؟

العالم الإيراني المقتول
العالم الإيراني المقتول محسن فخري زاده

أعلنت إيران أمس مقتل كبير علماء برنامجها النووي محسن فخري زاده، إثر فتح مجموعة مسلحة النار عليه بينما كان في سيارته برفقة أشخاص آخرين.

وبحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية، تعتبر وكالات استخبارات غربية فخري زادة المسؤول عن برنامج سري للأسلحة النووية في إيران.. وتفيد تقارير بأن دبلوماسيين وصفوه بأنه "أبو القنبلة النووية الإيرانية".

واتهمت إيران إسرائيل رسميًا بتدبير عملية اغتيال فخري زاده، متوعدة برد قاس.

وولد فخري زادة عام 1958 في مدينة قم الإيرانية، وانضم إلى الحرس الثوري بعد الإطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي في عام 1979، وقيل إنه احتفظ برتبة رفيعة في الحرس الثوري حتى عندما أصبح عالمًا.

وقد عمل محاضرا للفيزياء في جامعة الإمام الحسين في العاصمة الإيرانية طهران، وكان يعد أشهر عالم نووي إيراني ولكنه حرص على الابتعاد عن الأضواء. ولطالما تحدثت عنه مصادر أمنية غربية باعتباره يتمتع بنفوذ كبير ودور أساسي في برنامج إيران النووي.

وحدد تقرير بارز للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في عام 2011 فخري زادة باعتباره شخصية محورية في البرنامج الإيراني السري لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية.

وتظهر سجلات الأمم المتحدة أنه كان من بين 8 إيرانيين خضعوا لقيود السفر والقيود المالية الدولية بموجب قرار للأمم المتحدة تم تبنيه في عام 2007 بسبب صلاته بأبحاث "الأسلحة النووية أو البالستية".

ووفقا لوثائق سرية حصلت عليها إسرائيل في عام 2018، أشرف فخري زادة على برنامج لإنتاج أسلحة نووية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن فخري زادة هو كبير العلماء في البرنامج.

وفي عام 2015، قارنته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالفيزيائي الذي أدار مشروع مانهاتن، روبرت أوبنهايمر، والذي أنتج خلال الحرب العالمية الثانية أول أسلحة ذرية.

ويقال إن فخري زادة قاد مشروع "آماد" السري المزعوم الذي تأسس في عام 1989 للبحث في إمكانية بناء قنبلة نووية وتم إيقافه في عام 2003، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، على الرغم من أن نتنياهو قال إنّ الوثائق التي تم الحصول عليها في عام 2018 أظهرت أن فخري زادة تابع العمل سرًا في مشروع "آماد".

وجاء اغتيال فخري زادة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران ووصل ذروته في يناير مع اغتيال واشنطن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إسرائيل تهدف إلى خلق "الفوضى" بإقدامها على قتل العالم النووي محسن فخري زاده.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن روحاني قوله إن "إيران سترد على عملية اغتيال العالم فخري زاده في الوقت المناسب".

وأضاف حسن روحاني خلال اجتماع حكومي أن بلاده أكثر "ذكاء وحكمة" من الوقوع في المصيدة الإسرائيلية التي تسعى إلى خلق فوضى في المنطقة.

وتابع الرئيس الإيراني في إطار حديثه عن عملية اغتيال العالم النووي قرب طهران "قرأنا أكف النظام الصهيوني ولن ينجح في تحقيق أهدافه الخبيثة ضد إيران".

وأشار إلى أن العالم النووي فخر الدين زاده رسخ وقته مؤخرا في إجراء الأبحاث لمكافحة فيروس كورونا وصناعة أجهزة لفحص المرض.

وشدد روحاني على أن اغتيال فخر زاده لن يمر دون رد، مشيرا إلى أنها عملية تظهر فشل "العدو" وعجزهم في المنطقة.

وأكمل "اغتيال فخري زاده يظهر أن الأعداء يمرون بفترة حرجة، ومن المهم بالنسبة لهم الاستفادة القصوى من هذه الأسابيع القليلة".

وبعثت إيران برسالة خطية للأمم المتحدة، اتهمت فيها رسميًا إسرائيل بعملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده. 

وقالت الرسالة إن طهران "تحذر من أي مغامرات أمريكية وإسرائيلية في ما تبقى من فترة الرئيس دونالد ترامب".

وأضافت الرسالة أن هناك مؤشرات خطيرة على تورط إسرائيلي في اغتيال محسن فخري زاده، مشيرةً إلى أن طهران نحتفظ بحقوقها في الدفاع عن شعبها والحفاظ على مصالحه.

ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، التعليق على عملية الاغتيال. وفي الولايات المتحدة، رفضت وزارة الدفاع (البنتاجون) التعليق.

وفي المنحى ذاته، لم يرد البيت الأبيض ووزارة الخارجية على طلبات التعليق. كما رفض فريق الرئيس المنتخب جو بايدن التعليق.