بعد حادث الغردقة.. لماذا تظهر أسماك القرش بكثرة خلال هذا التوقيت كل عام؟

 كشف الدكتور أحمد شوقي أستاذ البيولوجيا البحرية، عن أسباب ظهور أسماك القرش وقربها من الساحل كل عام في بعض المناطق بناء على دراسة علمية تمت منذ عام يونيو ٢٠١٦ حتى يناير ٢٠١٩ خصوصا تواجد أسماك القرش من النوع المحيطي بشعاب ألفنستون بمرسي علم. 

 وقال إنه تم تسجيل نتائج عامة تؤكد سبب ظهور أسماك القرش كل عام ببعض المناطق هو ظاه  “Philopatry” بمعنى ان أسماك القرش تعود كل عام لنفس المنطقة بهدف رعاية الأجنة بعيدا عن الذكور في أوقات معينة وأيضا للتكاثر.

 وأشار شوقى إلى أن أسماك القرش تظهر في توقيت معين من العام وتكون تحمل في بطونها أجنة، لذلك تذهب لبعض المناطق المحددة ومنها ما  يكون قريبا من الشواطيء ببضعة أميال، وتتواجد بأعداد كثيرة وكلها إناث وبعدها بشهر تقريبا تظهر الذكور معها بعدد قليل وتزيد بالتدريج بعد ذلك في الشهور التالية مع ظهور إناث أخرى جديدة.

 وأشار شوقى  إلى أن هذه المشاهد تم تسجيلها بوضوح في شعاب ألفنستون، حيث بدأت القروش تظهر من شهر يونيو خلال أعوام ٢٠١٦، ٢٠١٧، بينما  في ٢٠١٨ ظهرت من شهر مايو، وهذا غالبا يرجع إلى ارتفاع في درجة حرارة البحر أسرع في ٢٠١٨ عن الأعوام اللي قبلها. 

وخلال الدراسة التى تم نشر نتائجها في مجلة علمية دولية، تم إستخدام تقنيات التعريف بالتصوير Photo ID  و أكدت هذه النتائج وتظهر أناث القروش بكثرة في شهر أغسطس بالتحديد وتقل تدريجيا حتي نوفمبر، وهذا يفسر زيادة هجمات القرش على الإنسان في هذا الشهر بالتحديد.

وتابع: من هذه النتائج يمكن القول  أن نفس الظاهرة تحدث مع باقي أنواع قروش البحر المفتوح في بعض الأماكن مثل القرش الماكو في العين السخنه وسفاجا وشمال مرسي علم، القرش النمر  في سان جون ومرسي علم. وللتأكد من ذلك نحتاج، لبحث تلك  الأنواع في هذه المناطق .

وتعرضت سيدة ألمانية الجنسية في العقد الرابع من العمر خلال ممارستها رياضة الغوص في موقع الغوص المسمي الفين ستون لهجوم من سمكة قرش من نوع long manous، وتمكن المرشد من إنقاذها والأشخاص الأربعة الذين كانوا برفقتها، ووجه محافظ البحر الأحمر بسرعة نقلها إلى المستشفى القريب للمنطقة وتقديم كافة أوجه الرعاية الصحيّة لها، حيث تم عمل خياطة لمكان الجرح بكتفها الأيسر، وحالتها مستقرة.

 ومن جانبه أكد اللواء عمرو حنفى محافظ البحر الأحمر أن حوادث القروش التى شهدتها مياه البحر الأحمر لا تقارن بكم الحوادث على مستوى العالم ودلل علي ذلك بأن مياه البحر الأحمر بصفة عامة لم تشهد سوي 8 حوادث للسمك القرش علي مدار أكثر من  30 عاما،وهو شئ لا يذكر بالنسبة لحوادث القروش العالمية، فطبقا للأبحاث العلمية أن الإنسان ليس علي قوائم القروش الغذائية واللحم البشرى لا يستسيغه القرش.

وأضاف المحافظ أن تلك الحوادث  تحتاج إلى تنفيذ خطط طموح تهدف لإدارة والحفاظ على ما حبا الله مصر من موارد حية فريدة هى أساس الاستثمار والتنمية ويأتى ذلك من  خلال خطة واجراءات عاجلة تضمن معالجة الموقف وسلامة السائحين والبيئة وبما لا يؤثر على الحركة السياحية وعدمى الاعتماد على اتخاذ بعض الاجراءات العاجلة لكل حالة منفصلة وكذلك ضرورة البدء فى أتخاذ إجراءات طويلة الأجل لوقف كافة الأسباب التى تهدد موارد مصر البحرية ووقف أسباب مثل هذه الهجمات من خلال دراسة الموضوع من خلال متخصصين بيئين.

 وتابع المحافظ خلال تعاملنا مع مثل هذه الحوادث يجب التأكيد أن أسماك القرش هي في الاساس مصدر للدخل القومي المصري كمنتج سياحي وهو جاذب وداعم لسياحة الغوص وهى كائنات ضرورية للاتزان البيئى وصحة البيئة البحرية وان الحوادث واردة كما هو الحال في جميع انحاء العالم بل ان البحر الاحمر هو الاقل  من حيث معدلات حوادث اسماك القرش وأن حوادث القرش وأنه وعلى المدى البعيد قد حان الوقت لاتخاذ قرارات حاسمة لادارة البيئة البحرية والتى هى عماد الحركة السياحية بشكل مستدام وامن وبما يعظم الدخل القومى منها ويحافظ عليها كحق أصيل للاجيال القادمة.