الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل الدعاء باسم الأم يعجل الاستجابة؟.. الإفتاء تجيب

صدى البلد

هل الدعاء باسم الأم يؤثر على الاستجابة.. قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الله أمر عباده أن يتقربوا إليه بالدعاء وطلب الحاجات، مشيرًا إلى قوله تعالى "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)البقرة.

وأضاف "ممدوح" عبر فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردًا على سؤال: هل الدعاء باسم الأم يؤثر على الاستجابة؟ أن ما يفعله البعض عندما يدعون لأحد، أن يقولوا: "اللهم أكرم فلان ابن فلانة"، مؤكدًا أنه لا يوجد نص قرآني أو حديث نبوي أو أثر، يشترط ذكر اسم أم المدعو له في الدعاء حتى يُستجاب.

وأوضح أن ذكر اسم والدة المدعو له أمر متعارف عليه بين بعض الناس، لافتًا إلى أنه لا إشكال فيه لكنه ليس شرطًا لاستجابة الدعاء.

هل يجوز نذر الولد كما فعلت امرأة عمران
لا شك أن من سعى إلى الخير وربى أبناءه على الفضيلة وعبادة الله- تعالى- وتعلُّم العلم وتعليمه وخدمة المسلمين والسعي في مصالحهم أنه ينال منزلة عظيمة عند الله تعالى وعند عباده، وسيجد نتيجة ذلك في حياته وبعد مماته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث:... ومنهم: ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.

وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز للمرأة الحامل أن تدعو الله بالدعاء الذي قالته امرأة عمران عندما حملت في السيدة مريم ابنة عمران، وهو الدعاء الذي ذكره القرآن الكريم في سورة آل عمران: «إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)».

وأضاف «أحمد ممدوح» في فيديو بثته دار الإفتاء على يويتوب، ردًا على سؤال: هل يجوز نذر الولد كما فعلت امرأة عمران؟ أنه يجوز لها ذلك، لافتًا إلى أن هذه المرأة لا بد أن تستحضر معنى الدعاء عند التلفظ به.

وأوضح أحمد ممدوح أن معنى«إني نذرت لك ما في بطني محررًا» أن الله لو رزقها بابن، فستجعله في طريق العلم (مثلًا) وخدمة الدين، مؤكدًا أن امرأة عمران لما رزقها الله بمريم، فإنها وهبتها لبيت العبادة، فكانت مريم عابدة ناسكة في خدمة الدين.

واختتم أمين الفتوى، حديثه بأن الأمر إذا خلا دعاؤها من النية، فسيصير لا مضمون له.

حكم دعاء الأم على أبنائها
من جانبه قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الظالم دعوته مردودة عليه، فالإنسان يدعو الله سبحانه وتعالى وإنما عند الله لا يطلب إلا بطاعته.

وأضاف الشيخ محمود شلبي، فى إجابته عن سؤال «هل دعاء الأم الظالمة مستجاب؟»، أنه طالما لم يصدر من الأبناء تقصير أو عقوق تجاهها فإن عملها يعد محرما في الشرع وهي آثمة لأنها معتدية بغير حق ومضيعة للأمانة التي ائتمنت عليها، فدعاء الظالم لغو لا حرمة له في الشرع ولا يستجيب الله لدعائها لأنه دعاء بالإثم والقطيعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة".

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن هذا الدعاء يعتبر اعتداءً في الشرع وقد نهى الله عن ذلك فقال تعالى: "ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، وقد ورد في السنة النهي عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجاب لكم"، رواه أبو داود.

وأشار إلى أنه لا يصح للإنسان أن يكون ظالمًا ومعتديا وآثما ويدعو الله، قائلًا: "فلا تخافوا من دعوات والدتكما فهى دعوة جائرة ليس لها وجه حق".

هل دعاء الأم على ابنتها مستجاب
كان قد ورد سؤال لمجمع البحوث الإسلامية، مضمونه "هل الأم اذا دعت على ابنتها يُتقبل منها الدعاء؟".

وأجاب مجمع البحوث، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلًا: "إن دعاء الأم على ابنها أمر في غاية الخطورة، وهو مظنة الإجابة، والواجب على هذه البنت أن تحقق رضاها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ما دام أنه غير محرم شرعا".

وأكد المجمع أنه يجب على هذه الفتاة أن تحسن إلى أمها وتبرها، فإن فعلت ذلك، فلا يضرها دعاؤها عليها؛ لأنه اعتداء منها في الدعاء وهو غير مقبول.

واستدل مجمع البحوث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم".