الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهم قسم ظهرها.. "أم إبراهيم" مسنة تبحث في مسح السلالم عن لقمة عيش أحفادها

صدى البلد

يرفع آذان الظهر فترفع هي قامتها لأداء فرضها ثم تسلم يمينًا ويسارًا وتضع على جسدها المهترى من عوامل الزمن همة العمل، تتكأ على الجدران حتى تخرج من باب منزلها الذي لا يقل اهتراءً عن جسدها، بصحبة جردلها وقطعة القماش البالية، قاصدة بيوت الجيران بالمنطقة والشوارع المحيطة لتنظف مداخل البيوت وسلالمها. 

منذ سنوات تخطئ "أم إبراهيم" في عدها، وهي تسعى بين المنازل والبيوت لـ مسح سلالمها ليلًا ونهارًا، حتى احنى الهم والعمل ظهرها، معاناة طويلة ألقتها على مسامعى "صدى البلد" قائلة:" مضطرة  اشتغل ليل ونهار عشان اكسب فلوس للقمة عيشي أنا وأحفادي اليتامى". 

عباءة من الهموم ترتديها "أم إبراهيم" السيدة المسنة التي وهن عظمها واشتعل رأسها  شيبًا، فكل صباح تتذكر الزوج الذي رحل إلى دار الآخرة وتركها تهييم في الدنيا بلا سند، وأبن توفى وترك أبنائه في رقبة الجدة" زوجي توفى وبعد فترة أبني حصله وسابلي عياله الصغيرين أربيهم، غير بنتي المشلولة اللي بحاول اساعدها بالفلوس هي وجوزها لأنه مريض هو كمان ومساعدتها في تنضيف بيتها".

دوامة تدور فيها السيدة الثمانينية بحثًا عن نوايا تسند زير المعاش الصغير الذي تحصل عليه" باخد معاش 300 جنيه بس في الشهر  وأنا في رقبتي أطفال، بحلم لو يزيدو حبة عشان ارتاح"، وحتى يحين وقت الزيادة تربط هوسطها برباط يساعدها على الإنحناء كي تكنس وتمسح السلالم على قدر استطاعها. 

تحرم على جيبها المال إلا إذا كان من عرق جبينها، فتقول "رحمة" وهي ساكنة بإحدى العقارات التي تقوم "إم إبراهيم "بتنظيفها:" بترفض تاخد أي فلوس إلا لما تشتغل الأول  وتمسح السلم بكل ضمير.. في ناس بتحن عليها بس ده مش هيغنيها عن إنها تشتغل كل يوم".

صيف حار او شتاء قارس البرودة لم تتقاعس عن عملها، حتى في شدة مرضها، فتكمل "رحمة":"هي بتعاني من ضعف شديد في السمع، وكمان عينيها تعبانة، اتمنى إن يكون ليها معاش ثابت يحميها من مرمطة الشغل في مسح السلالم" أما عن حال منزلها فهو لا يقل بؤسًا عن همومها، فتختتم "رحمة" قائلة:" بيتها غير آدمي بالمرة وبالأخص إن فيه أطفال، فالسقف مش بيحميها من المطر".