العالم يظلم بريطانيا.. سلالة كورونا الجديدة نشأت في أمريكا.. وبيونتيك تكشف عن 9 طفرات جديدة للفيروس.. وتصرح: فاعلية لقاح كورونا ضد التحور الجديد غير أكيدة

خلال الأيام الماضية تفجرت أزمة السلالة الجديدة أو طفرة فيروس كورونا "كوفيد 19"، التي ظهرت في بريطانيا وتسبب في إغلاق عدد كبير من الدول مطاراتها وحدودها أمام المملكة المتحدة.

قال العلماء إن طفرة كورونا او السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا موجودة بالفعل في الولايات المتحدة وربما نشأت هناك. بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

السلالة الجديدة - التي يُخشى أن تكون أكثر قابليتا للانتقال أكبر بنسبة 70 في المائة وأن تنتشر بسهولة أكبر بين الأطفال - أدت إلى دعوات للولايات المتحدة لفرض حظر سفر على بريطانيا، كما فعلت عشرات الدول بما في ذلك كندا.

لكن سكوت جوتليب، الرئيس السابق لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، قال لشبكة "سي إن بي سي" إن السلالة الجديدة موجودة بالفعل في الولايات المتحدة وأن حظر السفر لن يمنعها. وحذر من أنه "مع استمرار انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم، سنبدأ في رؤية المزيد من هذه المتغيرات".

وقال جيريمي لوبان، عالم الفيروسات بجامعة ماساتشوستس، لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن السلالة الجديدة "ربما نشأت حتى هنا''، مما يشير إلى أنه ربما تم اكتشافها في بريطانيا أولًا لأن المملكة المتحدة لديها برنامج تسلسل الجينوم الذي تم الترحيب به باعتباره "الأفضل في العالم''. "مقارنة بـ" المتقطع "في الولايات المتحدة.

وقال:"قد يكون هنا جيدًا جدًا. ربما بدأ هنا. التسلسل في الولايات المتحدة متقطع للغاية".

وقال حاكم نيويورك أندرو كومو أيضًا إنه يعتقد أن السلالة الجديدة قد وصلت إلى الولايات المتحدة، بينما قال الدكتور أنتوني فوتشي: "عليك حقًا أن تفترض أنها هنا بالفعل".

وقال فوتشي لصحيفة "جود مورنينج أمريكا":"لن أتفاجأ على الإطلاق إذا كانت (سلالة كورونا الجديدة) هنا بالفعل. الاختبار الإجباري قد يكون ضروريًا للسفر إلى الولايات المتحدة ، لكن حظر السفر تمامًا سيكون خطوة دراماتيكية إلى حد ما".

قالت الدكتورة شيرا دورون، عالمة الأوبئة في بوسطن إنها "لا تتخيل أن تكون السلالة لم تصل إلى الولايات المتحدة بعد. قائلة:"هل أتوقع رؤية هذه الطفرة في الولايات المتحدة؟ بالطبع. الناس يسافرون طوال الوقت. أتوقع رؤية ذلك".

قالت أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات في مركز جورج تاون لعلوم الصحة العالمية والأمن ، إنه "لن يصدمني على الإطلاق عندما اكتشفت" أن السلالة موجودة بالفعل في الولايات المتحدة.

وأضافت:"لا أعتقد أن حظر السفر سيكون مفيدًا بشكل خاص. لدينا بالفعل انتقال خارج عن السيطرة لجميع المتغيرات التي يتم تداولها في الولايات المتحدة هنا. من المنطقي أنه تم اكتشافه أولًا في المملكة المتحدة لأن لديهم على الأرجح أفضل برنامج مراقبة في العالم".

وحذر عالم في اللجنة الاستشارية في المملكة المتحدة، كالوم سيمبل، يوم الاثنين من أن الطفرة الجديدة من المرجح أن تصبح السلالة المهيمنة في جميع أنحاء العالم - وتوقع أنها ستنافس أشكالًا أخرى من الفيروس.

ألقى سياسيون بريطانيون باللوم على الطفرة في عودة ظهور الحالات في جنوب إنجلترا والتي بدت وكأنها تتحدى إغلاق نوفمبر. لكن خبراء آخرين قللوا من شأن هذه المخاوف قائلين إن ادعاء الـ70 في المائة غير مثبت.

في إيجاز يوم الاثنين، قال علماء بريطانيون إن الضعف المحتمل للأطفال في مواجهة عدوى السلالة الجديدة |قد يفسر نسبة كبيرة" من الزيادة الإجمالية في الحالات. في أحدث إغلاق وطني في إنجلترا، ظلت المدارس مفتوحة بينما أغلقت جميع المتاجر والحانات والمطاعم.

لطالما كان يُنظر إلى فيروس كورونا على أنه "غير فعال في إصابة الأطفال كما كان عند البالغين". لكن العلماء يعتقدون أن السلالة الجديدة ربما غيرت هذا النمط.

قال نيل فيرجسون، عالم الأوبئة بجامعة كوليدج لندن وعضو لجنة استشارية: "هناك تلميح إلى أن لديها (السلالة الجديدة) ميلًا أكبر لإصابة الأطفال".

قال فيرجسون: "لم نقم بتأسيس أي نوع من السببية على ذلك ، لكن يمكننا رؤيته في البيانات. سنحتاج إلى جمع المزيد من البيانات لنرى كيف تتصرف في المستقبل".

وأضاف:"ما رأيناه هو، أثناء الإغلاق في إنجلترا، رأينا توزيعًا عامًا للفيروس تجاه الأطفال، وكان ذلك صحيحًا في المتغير وغير المتغير، وهذا ما كنا نتوقعه، بالنظر إلى ذلك لقد أغلقنا أبوابنا مما قلل من الاتصال بين البالغين ولكن المدارس كانت لا تزال مفتوحة. لكن ما رأيناه على مدار فترة خمسة أو ستة أسابيع هو باستمرار نسبة [الحالات] للمتغير في الأعمار أقل من 15 عامًا كانت أعلى بشكل ملحوظ من الناحية الإحصائية من الفيروس غير المتغير. ما زلنا نحقق في أهمية ذلك".

قالت عالمة بريطانية أخرى، البروفيسور ويندي باركلي من إمبريال كوليدج لندن، إن الفيروس الجديد قد "يضع الأطفال في ساحة لعب أكثر تكافؤًا" مقارنة بالبالغين.

تعتقد حكومة المملكة المتحدة أن البديل الجديد قد يفسر سبب استمرار ارتفاع الحالات في أجزاء من إنجلترا حتى أثناء إغلاق نوفمبر.

منذ انتهاء الإغلاق، ارتفعت الحالات مرة أخرى في جميع أنحاء البلاد - مما أدى إلى قيود جديدة صارمة واندفاع هذا الأسبوع لإغلاق الرحلات الجوية.

حذر عالم الفيروسات البلجيكي مارك فان رانست من أن "هذا البديل انتشر بالفعل أكثر مما نعتقد"، حيث أخبر وكالة "بلومبرج" أنه ليس من "العدل تمامًا فرض حظر السفر على المملكة المتحدة لمجرد أن تسلسل الجينوم المتقدم قد اكتشف الطفرة أولًا".

وقال كومو يوم الاثنين إن السلالة الجديدة كانت "كارثة أخرى تنتظر حدوثها" بعد أن تعرضت نيويورك بشدة للموجة الأولى من الوباء في الربيع.

قال كومو:"عندما لا تطلب اختبار الرحلات الجوية من المملكة المتحدة، فإنك تسمح لآلاف الركاب في المملكة المتحدة بالوصول إلى هنا كل يوم. بناءً على تجربة نيويورك في الربيع، أعتقد أن هذه السلالة الجديدة شديدة العدوى من كوفيد 19 موجودة بالفعل".

تدرس فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا في البيت الأبيض أيضًا قاعدة جديدة تتطلب من جميع الركاب القادمين من المملكة المتحدة إجراء اختبار سلبي في غضون 72 ساعة من المغادرة.

فرضت كندا بالفعل حظرًا لمدة 72 ساعة على القادمين من المملكة المتحدة، مما يجعلها واحدة من أكثر من 40 دولة أغلقت السفر من بريطانيا.

خارج المملكة المتحدة، تم بالفعل تحديد حالات الإصابة بالسلالة الجديدة في الدنمارك وجبل طارق وهولندا وأستراليا وإيطاليا.

قال معهد RKI الصحي الألماني اليوم إنه من المحتمل جدًا أن تكون الطفرة موجودة بالفعل في البلاد، على الرغم من عدم اكتشافها بعد.

وقالت فرنسا، التي أغلقت حدودها أمام الشاحنات يوم الأحد وكذلك أمام السيارات ونقل الركاب، إنه لا يوجد دليل حتى الآن على أن السلالة تنتشر هناك.