الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا انتشر كورونا بهذه السرعة؟


لابد أن نعلم أن هناك ممارسات خاطئة نقوم بها، هي من أوصلتنا بهذه السرعة إلى ما نحن عليه ونحن السبب فيها.. وهناك عوامل لا يد لنا فيها ولا يمكن أن نتدخل في حساباتها، ألا وهي عوامل الطقس وعلاقته بالفيروس ومدى تفاعله مع الإنسان والمناخ.

بدايةً كما كُلُّنا يعلم، أن فصل الشتاء ينتشر فيه الفيروسات، لذلك هذا الفصل يزيد من فرص الإصابة بفيروس كورونا وكذلك يزيد من معدلات انتشاره.. ولعل ذلك يرجع إلى أسباب منطقية حيث أنه في فصل الشتاء عادةً لا تلتزم الناس بقواعد التباعد الاجتماعي.. حيث أن الناس تميل في المواسم الباردة إلى البقاء في غرف مغلقة وغير جيدة التهوية وإلى جانب ذلك تكون مزدحمة في كثير من الأحيان.

إذن، كيف يتعامل الفيروس في هذه الحالة؟ يقول العلماء إن  الفيروس العادي، فما بالكم بكورونا، يمكنه أن يعيش لفترة أطول في الظروف الباردة وإن هناك احتمالات أكبر في انتشاره عندما يقضي الناس فترات أطول في الأماكن المغلقة وهو ما حدث بالفعل في مصر مؤخرًا ومع المصريين.

وحتى نتجنب الإصابة بكوفيد 19 في الشتاء، يجب أن نلتزم بالتباعد الاجتماعي ونراعي التهوية الجيدة في الأماكن والمنازل وهنا تحضرني مقولة جدتي زينب هانم، رحمة الله عليها، عندما يحل الشتاء دائمًا، وهي ضرورة فتح ولو "شراع" من نوافذ الغرف حتى يتجدد الهواء ونمنع انتشار الأمراض.. وهكذا قالها أيضًا الرئيس السيسي في الخطاب الأخير، الذي ظهر فيه متحدثًا عن الفيروس موصيًا المصريين، بضرورة فتح جزء من النوافذ في المنازل للتهوية، كما تحدث عن أهمية ممارسة الرياضة لرفع مناعة الجسم في مواجهة فيروس كورونا.

ما حدث من كوارث مؤخرًا في مصر، أن الأسر كانت تصطحب الأطفال إلى مراكز التسوق المزدحمة والمليئة بالبكتريا والفيروسات، ما أدى إلى انتشار الفيروس بشكل سريع.. بدلًا من اصطحابهم إلى الهواء الطلق وتجنب الذهاب بهم إلى الأماكن المغلقة.. أضيفوا إلى ذلك، "اللمة الحلوة" واللقاءات وعدم الاهتمام بالتباعد الاجتماعي أو ارتداء الكمامات.. والكمامة هي السبيل الوحيد للنجاة من هذا الفيروس اللعين، بعد أن عجز العلماء عن إيجاد حل بنسبة 100%.

مع الأسف الشديد، أن ما مررنا به في الأيام الماضية من نشر "بوستات" خاطئة ومعلومات مغلوطة عن فيروس كورونا، من قبل بعض الأشخاص تسبب في إحداث لغط لدى الرأي العام.

لذلك أعتقد أنه كان يجب على وسائل الإعلام المساهمة في تصحيح المعلومات الخاطئة فيما يتعلق بتناول أزمة كورونا، بسبب كثرة الآراء وتباينها، والتي لا تستند إلى أسس علمية، أو أبحاث طبية وذلك لعدم صلة أغلب المصادر بأصل الأزمة، دون التحقق من خلفيتها العلمية والطبية.

ولأننا ربما أن يستمر معنا فيروس كورونا ضيفًا ثقيلًا لمدة العام القادم حتى يجد العلماء مخرجًا منه، فأعتقد أنه من الضروري أن تقوم وزارة الصحة بتشكيل لجنة علمية متخصصة، تضم أطباء وباحثين متخصصين، تكون مهمتها، إعلام الرأي العام في كل ما يخص فيروس كورونا ونشاطه ومراحل تطوره وتداعياته على الإنسان وكيفية التعامل معه.

وهذه اللجنة العلمية المتخصصة المنوط بها تحديد قائمة من الأطباء والمتخصصين، تكون مصدرًا لوسائل الإعلام، وذلك للمساهمة في مساعدة الرأي العام على حقه في المعرفة وضمان الشفافية في تداول المعلومات والحصول على المعلومات من مصادرها الأصلية.

من قلبي: أتمنى أن تلعب وسائل الإعلام، باختلاف أنواعها، دورًا إستراتيجيًا وإيجابيًا في عملها المقدم للجمهور، لمتابعة تداعيات انتشار فيروس كورونا بحيث تقدم رسالة إعلامية تنويرية توعوية تكون قائمة على أسس علمية دقيقة.

من كل قلبي: أتمنى أن ينتبه المصريون لاتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية لسلامتهم وذويهم، كما أؤيد قرارات رئيس مجلس الوزراء الحاسمة والرادعة التي صدرت منذ ساعات.. كما أناشد جموع المصريين، فتح نوافذ المنازل وعدم الخوف من الهواء الذي يُطَّهر ويحمي الأماكن من انتشار الفيروسات والأمراض.

متعنا الله وإياكم جميعا بالصحة والعافية.

#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط