قالت دار الإفتاء، إن الإكثار من الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أقرب القربات، وأعظم الطاعات، وهو أمرٌ مشروعٌ بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
وأضافت الدار عبر الفيسبوك: فأما الكتاب: فقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
- ومن السنة: وردت أحاديث كثيرة تبين فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وخاصة في يوم الجمعة؛ فعَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -يَعْنِي بَلِيتَ-؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» أخرجه أبو داود وابن ماجه في "سننيهما".
وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا» أخرجه النسائي في "سننه".
وللمزيد من الأحاديث في فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فقد جمع كثيرًا منها الإمام النووي الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه "رياض الصالحين"، كما جمع كثيرًا من أحاديث فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة الحافظُ السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع".
وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الاستعانة هي الثقة بالله سبحانه وتعالى، والاستعانة هي التوكل على الله سبحانه وتعالى.
أضاف جمعة عبر الفيسبوك، أن الاستعانة هي إفراد الدين وإخلاصه لله سبحانه وتعالى ؛ فالاستعانة أمر خطير مهم يجب ألا يكون إلا بالله فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، يقول ربنا سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
وأوضح: أمرنا أن نستعين إليه سبحانه وتعالى بالعبادة ، بالصلاة وهي ذروة الأمر ورأسه يقول عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من ترك الصلاة فقد كفر) ويقول: (الفرق الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) والحمد لله أن عبر بالفعل ولم يعبر بالاسم فقال (كفر) ولم يقل (كافر) فإن كثيرا من المسلمين يتكاسلون في الصلاة وهم على إسلامهم عصاة يجب عليهم أن يرجعوا إلى الله وأن يستعينوا به سبحانه وتعالى عن طريق الصلاة
وتابع: (الصّلاة الصّلاة وما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) كلمات هي آخر العهد بلسان سيدنا رسول الله ﷺ وهو يبلغ عن ربه دينه، قالها في مرض الموت الذي لحق بالرفيق الأعلى بعده، ولقي الله - سبحانه وتعالى - وهو يقول: (في الرَّفيق الأعلى، في الرَّفِيق الأعلى) ﷺالصلاة.. الصلاة.. هي التي بقيت لنا في الاستعانة بالله، باعتبارها بابا من أبواب هذه الاستعانة.
واختتم الدكتور علي جمعة: { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ } نعم الديمومة عليها شديدة ولكنها يسيرة على الموفَّق الذي وفقه الله - سبحانه وتعالى - ، صعبة لكنها سهلة على من تعلق قلبه بعرش الرحمن وتعلق قلبه بالله رب العالمين وتعلق قلبه بالواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وتعلق قلبه بحب رسول الله ﷺ وجعله لنفسه أسوة حسنة فسار على نهجه وسار على دربه وطريقه، ومن سار على طريق رسول الله ﷺ نجا.