هل يرث أبناء الإبن الذي توفى حال حياة أبيه؟ مستشار المفتي يجيب

"هل يرث أبناء الابن الذي توفى حال حياة أبيه؟"، سؤال ورد إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية، وأجاب عنه الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، خلال البث المباشر للرد على أسئلة المتابعين قائلا: "نعم يرث الأبناء الذي توفى أبوهم ومازال جدهم على قيد الحياة، حيث يحصلوا على نفس القدر الذي كان سيحصل عليه أبوهم حال حياته بشرط ألا يتخطى نصيبهم ثلث التركة، فإذا كان أكثر يأخذوا أقل من الثلث بشيء بسيط وهذا ميطلق عليها الوصية الواجبة".

 

وأضاف أن هذه الوصية معمول بها في مصر قضاءً وإفتاءً من باب جبر الخاطر وصلة الرحم وبث الروح في عمود النسب.

ورأى العلماء أن هذه الآية محكمة غير منسوخة كما رجحه كثير من المحققين من أهل التفسير وغيرهم، فالأقارب من غير الورثة تجب لهم الوصية بمقتضى هذه الآية الكريمة.

وذكر العلماء الحكمة من تشريع نظام الوصية الواجبة كما ذكر بعض المعاصرين: هو الحفاظ على الأسرة موحدة ومتماسكة وأن فيها إقامة للعدل ومعالجة مظاهر الظلم وما ينتج عنها من بؤس وحرمان وفقر، ذلك أنه في حالات كثيرة يتوفى الابن قبل والده ويكون لذلك الوالد أبناء يمنعون أبناء المتوفى من الميراث وعندها يحرمون نصيبهم من مال ربما كان لأبيهم اليد الطولى في جمعه وتثميره فيؤول هذا المال إلى ملك الأعمام بحقهم في الميراث وينالون بسببه حظهم الوافر من المتاع الدنيوي وأبناء المتوفى إلى جانبهم يعانون شظف العيش وفي هذا تقطيع لآصرة الرحم وبعث الأحقاد واستشعار لمرارة الظلم والحرمان فجاء قانون الوصية الواجبة المستمد من نظرات صائبة لنفر من صالحي السلف فقهاء ومحدثين ليسد هذه الثلمة وليعالج مصدرًا من مصادر الشكوى التي غدت تتعالى وتتكر في مجتمعنا من خلال ما أذنت به مرونة آراء الفقهاء من تشريع (الوصية الواجبة).