الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الباحث عن الحقيقة.. حكاية قصاص الأثر كاشف جرائم الصحراء

السفاري في الصحراء
السفاري في الصحراء

يعتبر قصاص الاثر الباحث عن الحقيقة في البادية وهو بمثابة ضابط بحث جنائي  يكشف أسرار وطلاسم الجرائم  لتقديمها للقضاة العرفي  لينال الجزاء العادل.

يقول محمد فتيح أحد شباب قبيلة الجبالية بسانت كاترين ومن المهتمين بالتراث البدوي في تصريح لـ "صدى البلد" إن " قص الاثر "  علم لم يأتي من فراغ وانما اخذ وقتا طويلا علي مر السنوات الماضية ضاربا جذوره في عمق التاريخ وربما يرجع ذلك إلي وقت الفراغ إلي جعل من قصاص الأثر يكتسب خبرة التعامل والتعرف علي آثار الأقدام وتلتصق بذاكرته مع تكرار التجارب في الصحراء 

وأشار الي ان قصاص  الأثر متخصص في قص أثار أقدام الجناة  في رمال الصحراء حتى لو مر علي الجريمة عدة سنوات وكذلك الحال في المناطق التي تنشر فيها الزلط والتربة الطينية.

واضاف الشيخ احمد ابو راشد احد مشايخ قبيلة الجبالية   إن  بدو سيناء تخصصوا  في مهمة قصاص الأثر وهم يعتمدون عليه  كوسيلة لحل اسرار السرقات والجرائم التي ترتكب خاصة الجرائم المرتبطة بالبيئة الصحراوية 

 واشار رمضان الجبالي حامل مفتاح دير سانت كاترين  الي ان قصاص  الأثر يقوم بدور البحث الجنائي حيث يقوم بتعقب الآثار ويستطيع ان يميزها سواء كانت لرجل أو حافيا كان أو مرتديا حذاء من أي نوع أو امرأة 

وذكر الجبالي ان  قصاص  الأثر لدية من الفطنة والذكاء اللذان يجعلاه متمسكا برأيه وقوله في حالة جرائم السرقة وهو في سبيل ذلك يتحمل أحكام القضاء العرفي بان يحلف اليمين أم أن يذهب إلي المبشع كي يلحس النار وفي حالة ثبوت كلامه تظهر براءته بينما إذا أخطا يتحمل في الأولي والأخيرة أي تبعات ادعاءه كذبا باتهام بريء.

ويستطيع قصاص الاثر  تعقب آثار  الإبل وله القدرة علي تعقب آثارها من خلال أقدامها والتعرف عليها وعلي أصحابها لذا كانت من نفس القبيلة أو من خارجها وبذلك يسهل التعرف عليها إذا سرقت أو ضلت الطريق ومن هنا تجد الإبل سارحة دون رقيب عليها ولا احد يجرؤ أن يقترب منها وسط الصحراء.

 وان اتباع البدو القضاء العرفي  وقصاص الاثر  ربما هو الذي جعل الجاني يفكر طويلا في ارتكاب جريمته حني لو لجا إلي تغيير حذاءه بأخر أو استخدم الصوف في إخفاء أثار الأقدام أو اخذ طريق الإسفلت طريق له .

 فالسارق دائما يكون مثقلا بالأحمال وهنا تقصر الخطوة وتغوص قدمه في الرمال ويسهل التعرف عليه بخلاف الشخص الذي يسير بدون ثقل تكون خطواته أوسع وأسرع ولا تغوص قدماه في الرمال 
اقرا ايضا :