قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

دينا شرف الدين تكتب: عن «معاهدة السلام» أتحدث


بمناسبة عمليات التطبيع مع إسرائيل التي توالت و تسارعت دول شقيقة واحدة خلف الأخري لإعلانها ، و التي أيضًا غالت بعض هذه الدول في تطبيقها بشكل لا يتناسب و حساسية الأمر الذى كان من الأفضل أن يكون علي استحياء .

أذكِر تلك الدول الشقيقة التي طبقت منهج التطبيع مع إسرائيل ، أنهم و غيرهم من دول المنطقة علي رأسهم فلسطين صاحبة القضية الأزلية مع اليهود بمعاهدة السلام التي عقدها الرئيس الراحل بطل الحرب و السلم محمد أنور السادات ، و التي لاقت كافة أشكال الهجوم و الإزدراء من الأشقاء لحدٍ وصل إلي المقاطعة المعلنة .

فما نصت عليه اتفاقية كامب دايفيد عام ١٩٧٩ كان به من الخير ما لن يتكرر أبدًا فيما يخص فلسطين و لبنان و الجولان ، و كان السادات بحرفته الكبيرة بأخذ الحق قد أحكم سيطرته و نصب شباكه علي أباطرة العالم آنذاك و علي رأسهم الدولة العظمي التي ترعي طفلتها المدللة بالمنطقة .

و لكن :
ما كان سيحصل عليه الفلسطينيون حسب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية و تم رفضه من القيادة الفلسطينية يعادل اليوم عشرات الأضعاف لما يتطلعون للحصول عليه من بين فكي اليهود'
و ما زالوا يجوبون الأرض من مشارقها لمغاربها للحصول علي الدعم و الضغط دون جدوي .

و ما اتهم به معظم الأشقاء السادات ووصفوه بالخائن للعروبة و القضية الفلسطينية ، لهو أقل بكثير من تلك الحفاوة و هذا الإنفتاح الذي أظهروه لهذا الذي كان عدوا لهم جراء التطبيع .

آي نعم :
"عدو الأمس صديق اليوم " مقولة شهيرة بلعبة السياسة ، لكن بالكفاية أن يكون صديق و ليس حبيب .

و كما قال المولي عز وجل :
" لا يغير الله بقومٍ حتي يغيروا ما بأنفسهم "
فمن معرفتنا بتاريخ و سلوك الصهاينة، نعلم جيدًا صفاتهم الأصيلة التي لم تبدلها السنوات و لم يهذبها التحضر و الإستقرار و الإستغناء ،
فبعد فتح خط جوي للطيران السياحي بين الإمارات و إسرائيل ، و تكدست الطائرات بالسياح الإسرائيلين تحديدًا بدبي ،
سرعان ما اكتشفت السلطات الإماراتية عمليات السرقات الجماعية للفنادق من سياح إسرائيل وصلت إلي اللمبات و مفاتيح الكهرباء و فرش الأسرة !

و علي الرغم :
من أن هناك اتفاقية و معاهدة للسلام بين مصر و إسرائيل منذ أواخر السبعينات و حتي الآن ، لم نلحظ لها أي تطبيق فعلي علي أرض الواقع أو علي مستوي العلاقات الإقتصادية و الأجتماعية ،

لكن :
هناك إحترام من الدولة لرغبة الشعب الذي قدر ضرورة وجود علاقات سياسية لكنه رفض الإندماج و التطبيع و الإنفتاح .
و من وقتها و حتي يومنا هذا كدنا أن ننسي نحن كشعب مصر أن هناك علاقات بين مصر و إسرائيل إذ أننا لم نلحظ لها أية مظاهر ،

و هذا إن دل فإنما يدل علي مدي تقدير القيادة المصرية لشعبها تقديرًا حقيقيًا تأكد و ترسخ لما يزيد عن أربعة عقود .

نهاية :
ربما يكون عدو الأمس صديق اليوم ، لكنه لن يكون أبدًا بمنزلة الأحباء.