الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما حكم قول اتقِ شر من أحسنت إليه ؟ علي جمعة يوضح

د على جمعة
د على جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن مقولة «اتقي شر من أحسنت إليه»، تعني الاستمرار في الإحسان.

وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «ما حُكم قول اتقي شر من أحسنت إليه؟»، أنها تعني المداومة على الإحسان إلى الشخص الذي نُحسن إليه دون انقطاع، تفاديًا لشره، منوهًا بأنه إذا كان الإنسان يُحسن إلى شخص ما، فعليه ألا يقطع هذا الإحسان، خاصة وإن أصابه سوء، كأن يتم التخلي عنه في العمل، فينبغي الاستمرار في الإحسان إلى هذا الشخص المحتاج لاتقاء شره.
ومن جانبها ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "ما حكم قول اتق شر من أحسنت إليه؟
وأجابت أمانة الفتوى، أن هذا من الأمثال الشعبية التي جرت عادة الناس على أن يقولوها، فهي تقال على سبيل المجاز والكناية، ويقصد بها معان صحيحة غالبا، إذا فهم المقصود منها، واستعملت فيما ضربت من أجله كمثل سائر وحكمة شعبية.
وأضافت، ورد في كتاب الله - تعالى - ما يؤيد هذا المثل الشعبي، فينقل لنا الإمام القرطبي المالكي - رحمه الله تعالى - عن الإمام القشيري فيقول: [وَهَذَا الْمَثَلُ مَشْهُورٌ (اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ). قَالَ الْقُشَيْرِيُّ أَبُو نَصْرٍ: قِيلَ لِلْبَجَلِيِّ أَتَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ؟ قَالَ نَعَمْ،" وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ].

وهذا المثل ليس على إطلاقه بل هو مقيد بحال اللئام، وليس بحال الكرام يقول صاحب "المقاصد الحسنة": [وليس على إطلاقه - أي: اتق شر من أحسنت إليه - بل هو محمول على اللئام غير الكرام، فقد قال علي بن أبي طالب كما في ثاني عشر وحادي المجالسة للدينوري: الكريم يلين إذا استعطف، واللئيم يقسو إذا ألطف، وعن عمر بن الخطاب قال: ما وجدت لئيما إلا قليل المروءة، وفي التنزيل: {وما نقموا منهم إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله} ، وقال أبو عمرو بن العلاء أحد الأئمة يخاطب بعض أصحابه: "كن من الكريم على حذر إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الأحمق إذا رحمته، ومن الفاجر إذا عاشرته، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك"].