الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هدية الأزهر والفاتيكان.. ماذا قدمت وثيقة الأخوة الإنسانية للعالم؟

هدية الأزهر والفاتيكان..
هدية الأزهر والفاتيكان.. ماذا قدمت وثيقة الأخوة الإنسانية

يحتفي العالم اليوم، وللمرة الأولى، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية وذلك بعد اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية باعتماد ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية يومًا دوليًا للأخوة الإنسانية، وهي المبادرة التي تبنتها دول الإمارات ومصر والسعودية والبحرين وحظيت بإجماع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

وفي هذا اليوم الذي نحتفل فيه بالهدية التي منحتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للعالم بأن يكون الرابع من فبراير هو اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، والذي يأتي ضمن هدية أخرى قدمتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بالفعل، ألا وهو الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان.

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على ما قدمته وثيقة الأخوة الإنسانية للعالم:

حملة عالمية
ودعت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في حملتها كافة شعوب العالم الى الاحتفاء باليوم الدولي للأخوة الإنسانية من خلال تبادل رسائل الأخوة المحبة والألفة والسلام بين بعضهم البعض،كما خصصت أيضا موقعا إلكترونيا بكلتا اللغتين العربية والإنجليزية، تحت عنوان: http://www.humanfraternitymessages.  com ودعت من خلاله كافة شباب العالم الي الدخول للموقع والمشاركة في الحملة من خلال كتابة رسالة محبة وسلام للعالم، لابراز جوانب الأخوة والتسامح التي تسود العالم

تعميم وثيقة الأخوة الإنسانية على 194 دولة
أكد السيد ميجيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات (UNOAC)، أن الأمين العام للأمم المتحدة قرر تعميم وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، فبراير الماضي، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، على ١٩٤ دولة والتي تمثل الدول الأعضاء بمنظمة الأمم المتحدة، للاستفادة منها وتعميم ونشر مبادئها، مشيرا إلى أنها تعد أحد أهم الوثائق التي صدرت في العصر الحديث في مجال الإخاء الإنساني.

صندوق وقف لتمويل المشروعات
أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي - راعي وثيقة الأخوة الإنسانية - إنشاء صندوق وقف لتمويل عمل اللجنة وتنفيذ مشروعاتها ومبادرتها، حتى تؤدي عملها بحيادية، مؤكدا أن نظام اختيار أعضاء اللجنة يخضع لعدة اعتبارات تضمن تجنب الأيديولوجيات والتوجهات السياسية، والعمل فقط على تحقيق أهداف وثيقة الأخوة الإنسانية.

مبادرات ومشاريع وثيقة الاخوة
وقال المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إن وثيقة الأخوة ‏الإنسانية انطلقت قبل عامين بمجهود مشترك من قائد ملهم وفذ هو فضيلة الإمام ‏الأكبر أحمد ‏الطيب، شيخ الأزهر، الذي سطر مسيرة السلام ورسم طريق الأخوة الإنسانية، وصاغ بنودها ‏برحمة وحب، ورجل محب للسلام هو قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ‏وبدعم ‏مخلص صادق من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، راعي ‏وثيقة الأخوة الإنسانية، حيث دعم هذه الوثيقة بكل صدق وإخلاص لإخراجها من بين دفتيها ‏إلى مبادرات ومشروعات واقعية.‏

وأكد «عبد السلام» خلال كلمته في احتفالية الأزهر الافتراضية عبر الإنترنت باليوم العالمي ‏للأخوة الإنسانية، أنه تم إطلاق عدة مبادرات تستهدف الشباب والمرأة ‏والتعليم والثقافة والحوار بين أتباع الأديان، وأطلقنا مشروعات استراتيجية مثل البيت ‏الإبراهيمي وهو رسالة بأن طريق البشرية واحد وأن لكل دين خصوصيته، وخصوصية الأديان ‏من أهم رسائل الأخوة الإنسانية.‏

وشكلت ‏الدبلوماسية العربية وخصوصًا المصرية والإماراتية والسعودية والبحرينية تحالفًا إنسانيًّا لإحراز ‏هذا الهدف السامي بالاستجابة لمبادرة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية باعتماد يوم توقيع وثيقة ‏الأخوة الإنسانية يومًا ‏دوليًّا يُحتفى به كل عام، والملهم في هذا القرار أنه جاء بالإجماع خلال ‏أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذا يدل على أن الأخوة الإنسانية لا خلاف عليها.‏

وعبر عبد السلام عن ثقته وأمله في أن تدخل الأخوة الإنسانية في عامها الثالث مرحلة عالمية ‏جديدة، مرحلة تصل فيه إلى العقول ‏والقلوب، لتصبح بمثابة المظلة الجامعة للبشرية، وتكون ‏الوثيقة دستورها الأخلاقي الذي يمنعها ‏من الانزلاق وراء نزعات الهيمنة والسيطرة والقضاء ‏على الآخر، وبالطبع لن نفعل ذلك ‏بالأحلام والتمني، بل يحتاج ذلك منا إلى عمل دؤوب يسير ‏وفق خطط مدروسة ومعدة تراعي ‏مشكلات العالم المعقدة وتسعى لحلها دون كلل أو ملل سعيًا ‏لسعادة وخير الإنسانية، وقد أثبتت أزمة كورونا أنه لا نجاة ‏‏للإنسانية بدون أخوة حقيقية ‏تجعلها أقوى في وجه كل الأزمات والكوارث.‏

واختتم الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية كلمته بالتأكيد على أن الأزهر سطَّر بقيادة ‏الإمام الطيب تاريخًا جديدًا برعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية، ولا ‏زال يقدم للإنسانية المحبة ‏والسلام من خلال الجهد الكبير الذي يشارك به بقياداته وجامعته ‏ومعاهده ومختلف هيئاته ‏من أجل تطبيق الوثيقة، فأثبت بذلك أنه مؤسسة جديرة بالمسؤولية ‏الكبيرة الملقاة على ‏عاتقه تجاه الإنسانية، معربًا عن شكره وتقديره للأزهر ومؤسساته وهيئاته وطلابه وفريق ‏شباب صناع السلام الذين شاركوا بأفكار مبدعة، ويعملون بجد وإخلاص منقطع النظير من ‏أجل نشر مبادئ ‏وثيقة الأخوة الإنسانية، لذا فنحن نرى فيهم شريكًا أساسيًا وفاعلًا في كل ‏مبادراتنا، ونعول عليهم كثيرًا في العمل لأجل ‏السلام والعدل والحق لكل البشر.‏

جهود الازهر لدعم الأخوة الإنسانية
وألمح الدكتور‎ ‎‏نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إلى أن المجمع قام بعقد عدد من ‏المنتديات واللقاءات التثقيفية المتعلقة بوثيقة الأخوة الإنسانية، ‏وطرق تفعيلها في الواقع المعاصر من خلال ‏المشاركة مع اللجنة العليا للأخوة والتعاون ‏مع الهيئات والجهات المختلفة، فضلًا عن  تنفيذ ‏مجموعة من البرامج لنشر الوعي ‏بأهمية الوثيقة ودورها في بناء الفكر الصحيح فيما يتعلق ‏بالعلاقة مع الآخر وأتباع ‏الديانات السماوية، ومواجهة المخاطر التي تهدد الفرد والمجتمع على ‏المستوى النظري ‏والتطبيقي، والعمل على تذليل كافة العقبات.‏

وأضاف عياد أنه في إطار مناقشة بنود الوثيقة بين الشباب، نظم مرصد الأزهر لمكافحة ‏التطرف، 6 ‏ورش عمل تحمل عنوان: «حوار حول وثيقة ‏الأخوة الإنسانية»، حضرها الكثير من ‏طلاب جامعات مصر المختلفة، وحاضر فيها مشرفو ‏المرصد وشخصيات حكومية، ‏ودارات ‏النقاشات حول التعريف بوثيقة "الأخوة الإنسانية" وأهدافها ‏وأهميتها، ودور ‏الأزهر الشريف في ‏ترسيخ قيمها، كما ناقشت الورش أهمية اعتماد ثقافة الحوار ‏كسبيل ‏للتفاهم وبناء الفرد والمجتمع.‏

أشار الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، المنسق العام لبيت العائلة المصرية، إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية تعتبر امتدادًا للنسق الفكري الأزهري الوسطي، الذي يقوم على احترام التعددية الدينية والمذهبية وقبول الآخر والعيش المشترك في سلام، مؤكدًا أن فكرة الأخوة الإنسانية متجذرة في الثقافة الأزهرية، مبينًا أن قوة العلاقات بين شركاء الوطن(الأزهر والكنيسة) يعد تطبيقًا عمليًا لوثيقة الأخوة الإنسانية.

وبين الأمير أن بيت العائلة المصرية يعمل على تأكيد القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، كما يعمل على بلورة خطاب جديد ينبثق منه أسلوب من التربية الخُلقية والفكرية بما يناسب الشباب والنشء ويشجع على الانخراط العقلي في ثقافة السلام ونبذ الكراهية والعنف.

حديقة الأخوة الإنسانية
كما تم تدشين مبادرة حديقة تحمل شعار الأخوة الإنسانية، التي أطلقتها مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، بحضور عدد من أصحاب الهمم من جميع الجنسيات، بمناسبة اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، تعبيرًا عن التضامن والتعاضد بين شعوب العالم على أرض دولة الإمارات.

وثيقة تاريخية ملهمة
أكد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، أن وثيقة الأخوة ‏الإنسانية وثيقة تاريخية ملهمة، تمثل حوارًا فقهيًّا ولاهوتيًّا راقيًا، وتنظر للكرامةِ ‏الإنسانيةِ نظرةً عميقةً‏ تلتحم مع تحدياتِ اللحظةِ الراهنةْ، وتحديات العولمة التي ‏حاولت فرض أنماطها وسياساتها فأدت إلى نزاعاتٍ عرقيةٍ ودينيةٍ بشكلٍ لم تعرفْهُ ‏البشريةُ من قبلْ، مؤكدًا أن ما طرَحَتْهُ هذهِ الوثيقة هو فَهمٌ عميقٌ للعَلاقةِ مع اللهِ، ‏وإدراكٌ لواقعِ المهمشينَ ‏والفقراءِ، والآثارِ المدمرةِ للحروبِ، كما تدعونا الوثيقة إلى ‏استمرارِ الحوارِ وضرورةِ ‏دعمِهِ، مع الارتباطِ بالتغييرِ الإيجابيِّ على أرضِ الواقعِ، ‏والعملِ معًا منْ خلالِ مبادراتٍ جديدةٍ ‏وإبداعيةٍ.‏
 
بنود وثيقة الأخوة الإنسانية في الجامعات الأفريقية
طالب الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الازهر، باستمرار وزيادة التعاون بين جامعة الأزهر واتحاد الجامعات الأفريقية من أجل تفعيل ونشر بنود وثيقة الأخوة الإنسانية في مختلف الجامعات الأفريقية.

وأعلن رئيس الجامعة عن التعاون مع تاحد الجامعات الإفريقية، لتعميم هذا على كل الجامعات الأفريقية، وذلك لما في هذه الوثيقة من خير ونفع للإنسانية كلها، وما تستهدفه من تصحيح إيجابي للأفكار، خاصة لدى الصغار والشباب.

وثيقة الأخوة الإنسانية المخرج الآمن لـ الشرق والغرب
وأكد شيخ الأزهر، أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها مع البابا فرنسيس، والتي توجت عامًا كاملًا من العمل الدؤوب والجهد المخلص بين الأزهر والفاتيكان، لهي المخرج الآمن لمشكلات الإنسان في الشرق والغرب»، مضيفًا أن تشكيل لجنة عليا تعمل على تحقيق أهداف هذه الوثيقة وترجمة بنودها على أرض الواقع يعد خطوة إيجابية بارزة في مجال الإخاء الإنساني.

منتدى الصداقة في إيطاليا: الوثيقة أسست للحوار في العالم
أبدت مديرة منتدى الصداقة الإيطالي "ريميني" انبهارها الشديد بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وضعت الأساس للحوار والتعارف بين شعوب وثقافات العالم، مضيفة أن اللقاء بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان أصبح صورة حية لتعانق الأديان والسلام في العالم.

مبادرة إسبانية حول وثيقة الأخوة الإنسانية
أ,علنت جمعية الصداقة والتقاء الأديان (AAEI) عبر موقها الإلكتروني، في مارس 2019، عن تنظيم مائدة مستديرة بمناسبة توقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقعها الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان شهر فبراير الماضي.

هدية الأزهر والفاتيكان للعالم
أكدت الدكتورة عزة كرم، الأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام، أن وثيقة الأخوة الإنسانية هي هدية الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس للعالم، مشيدة بالنجاح الذي حققته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في نشر مبادئ الوثيقة واعتماد 4  فبراير يومًا دوليًا للأخوة الإنسانية. 
 
وقالت كرم، في رسالة لها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، إنني أعبر عن خالص التهاني القلبية للجنة العليا للأخوة الإنسانية، ولا سيما سعادة المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة الذي عمل بكل جهد وأمانة واجتهاد لصياغة الوثيقة العالمية للأخوة الإنسانية التي تخدم البشرية جمعاء.