الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العشوائيات والتكيف لدى المراهق


اهتمام القيادة السياسية بالدولة لحل مشكلة العشوائيات وسكان تلك المناطق ، استحوذ على اهتمام بالغ الأهميه بداية من رئيس الجمهوريه وفريق العمل المتمثل فى الحكومة، لأول مرة نرى اهتمام القيادة السياسية بالمناطق العشوائيه حيث تم انعقاد مجلس وزراء بقيادة رئيس الجمهوريه فى منطقة عزبة الهجانه بالكيلو 4 ونص على طريق القاهرة السويس ، ولاحظنا جميعا مدى الاهتمام البالغ بحل تلك القضية حول مبادرة جادة ونظرة للمستقبل، مستقبل أجيال كاملة تم حرمانها لعقود وسنوات من التعليم الجيد وبيئة للعب نظيفة واهتمام ورعاية صحية وبيئة خاليه من التلوث ومساحات خضراء تساعد على نمو الطاقات والابدعات لدى أطفال تلك المناطق بيئة خالية من المخاطر ، لسنوات عديدة ونحن نتحدث عن تلك البيئات ونجرى الدراسات ونطلق عليهم، الأطفال فى بيئات خطرة، والأطفال المعرضون للخطر والبيئات الخطره وغيرها من المسميات التى تعبر عن واقع مرير يعيش فيه أطفال المستقبل ورجال الوطن عاجلا أم آجلا.


وعندما شاهدت جولات السيد رئيس الجمهوريه والمجموعه الوزاريه واهالى تلك المناطق تترقب بنظرة امل ولهفة والاطفال والشباب ينتظرون الخروج من المصير المظلم الى النور والامل تجاه المستقبل ، هنا نظرة الى الاعداد الغفيره من الاطفال والشباب الصغير فى سن المراهقه ، وكمتخصص فى مجال علم النفس وتعديل السلوك وبقضايا المجتمع من الناحيه النفسيه والاجتماعيه والبيئيه ، تسارع الى ذهنى كيف يعيش هؤلاء المراهقون فى تلك الازقه الضيقه التى تبعد عن سطح الارض بضعة امتار بدون شمس وبدون ملاعب رياضيه وبدون مساحات خضراء وتعليم وصحه وغيرها من سبل العيش الضروريه لانتاج مواطن صالح يعمل وينتج ويفكر بأسلوب ايجابي، كيف يتكيف هؤلاء الشباب مع تلك البيئات المتدهوره ، كيف نستعجب من نتاج تلك المناطق وغيرها لشباب يتعامل مع المجتمع بعدائيه وتطرف فكرى وتنمر بمن هم حوله ويقبل على ادمان المخدرات والانحرافات السلوكيه الأخرى ، كيف ونحن لم نوفر له البيئة المناسبه ولم نخلق له الحق فى حياة كريمة وبيئة خالية من الأمراض الاجتماعية والأخلاقية.


فعملية التكيف هى عملية إيجاد توازن مقبول مع الواقع ، أن عملية التكيف فى مرحلة المراهقه هى عملية صعبة وشاملة ، فالمراهق الذى ينتقل من الطفولة يتوجب عليه التكيف بصورة مستمرة ومتجددة مع عالم جديد ، لذا نجد ان البيئة التى يعيش فيها الطفل والمراهق من الممكن أن  تخلق نوعا من الاضطرابات النفسيه منها الجمود والتبلد، والتعب والإرهاق ، والانفعاليه الزائدة، والقلق والضيق ، والهروب وكثيرًا من الأحيان نجد رفضا للواقع يتم من خلال الهروب بالإدمان والعدوان على الذات أو الآخرين.


فالتكيف يلعب دورًا هاما فى تكوين شخصية المراهقين وتطورها من خلال التكيف الجسمى من تناول الطعام الصحى وممارسة الرياضه وابراز عضلات الجسم والنشاط والحيويه ، من خلال الساحات الرياضيه المجهزه والثقافه الصحيه والعادات الغذائيه السليمة، يحتاج المراهق فى تلك الفتره الحرجه من حياته الى من يبصره ويعلمه بأهمية الاعتدال فى سلوكه اليومى ، وهذا يتطلب بيئة نظيفه خاليه من الملوثات ايضا توعية للاباء وللامهات والمعلمين فى المدارس ومن خلال الندوات وتوفير الرعايه اللازمه داخل البيئات التى تشجع على الاهتمام بالجوانب الصحيه والبدنيه لهؤلاء الأطفال والمراهقين حتى نوفر جودة حياة صحية وعادات سليمة تساعدهم لكى يحيوا حياة شخصية سعيدة خالية من العقد النفسية.


ولا نغفل أهمية التكيف العقلى فالمراهق مفعم بالحيويه العقليه نراه يجد فى البحث والتحرى عن كثير من الأمور تحقيقًا لذاته وقدراته وعندما يحبط من البيئة المحيطه وقلة الإمكانيات يشعر باليأس والإحباط ويبدأ فى تبديد طاقته العقليه فى أمور تافهه لا تنمى لديه الجوانب العقليه والفكريه ، واذا توفر له التعليم الجيد التفاعلى والتقدير العقلانى لاكثر الأنماط السلوكيه قبولا فكرا وممارسه فسيتمكن بهذه الحاله من أن يهتدى بالمثل العليا لأنماط السلوك السليمه والتى ستبعد هذه الصراعات البدائيه عن ذهنه دافعة إياه نحو التكيف العقلى مع بيئته.


ولا ننسي أن أهم ما يميز مرحلة المراهقه هى المرحلة الجنسية، فالدوافع الجنسيه تدفعه الى البحث والتحرى عنها من خلال جسمه أو مع أولاد أخرين أو بنات اخريات ، والمشكله الأهم أننا لم نتحدث عن علم الجنس وتعليمه للاولاد والبنات بأسلوب علمى يقضى على الحيره والتساؤلات التى تدور فى أذهان هؤلاء المراهقين ويخشي الكثير بل الغالبية التحدث فيه.


أسلوب منضبط علمى وعقلانى وحر فى تلك المسائل الجنسيه وهذا ما يزيد الأمر تعقيدا ويبحث هؤلاء المراهقون وغيرهم من الكبار عن طرق بعيدة عن العلم والموضوعيه تتناول العلوم الجنسيه مما يزيد من حيرة هؤلاء الشباب وتشوش المعلومات مما يؤدى للخبطه والخلط فى الامور الجنسيه ، ويبقون فى جهل عن تلقى المعلومات الجنسيه مما يؤدى الى صدمات عنيفه وهزات قاسيه ومدمره وسيكون لها أسوأ الأثر فى حياتهم المستقبلية.


وتوفير المعلومات من خلال القنوات الشرعيه والتعليم والندوات والنزول لأماكن تجمع الشباب فى الصالات الرياضيه والمدارس فالمعلومات السليمه والموضوعيه المتصله بتوقع ظهور هذه الظواهر فى سن البلوغ من إفرازات منوية وظهور الطمث لاول مرة لدى الفتيات ، المعلومات الصحيحه فى سن البلوغ ستفعل الكثير فى التغلب على الصراعات التى تبرز فى الولد المراهق ، فعندما يتم تزويد المراهقين بالتربيه الجنسيه الحكيمه فى الأيام التى تسبق المراهقه ، وإذا ما اعطى الفرصة الواسعة للاتصال بأفراد الجنس الأخر وإذا لم يتعرض الى المواقف الجنسية المشوهة التى يمارسها الكبار فسيصبح قادرًا على التكيف المطمئن لدوافعه الجنسية النامية.


إذن الأمر جد خطير ، ومسكوت عنه لسنوات طوال ، أصبح المجتمع العشوائى يفرز أجيالا من الشباب لا تمتلك البيئة التى تساعدهم على التكيف مع أجسادهم ولا مع عقولهم ولا مع الاسلوب الجنسي السليم ، حان الوقت للثوره على العشوائيات فى حياتنا الماديه والفكريه والبيئيه ، وليس بالقيادة السياسيه وحدها بل بتغيير أنفسنا فى البداية وقناعتنا بأهمية ووجوبية التغيير للأفضل ، وللحديث بقية.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط