الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كفارة سب الدين.. اعرف الحكم وهل يجب الغسل والتشهد

دار الإفتاء
دار الإفتاء

حكم سب الدين .. لم يختلف العلماء مُطلقًا في حُكم من سبَّ دينه، أو سبَّ خالقه وشتَمه، سواءً كان ذلك السبُّ مباشرًا بشتم الذّات الإلهيّة أو الدّين الإسلاميّ، أم كان غير مباشر عن طريق الاستهانة بتعاليم الله، وأحكامه، وكتبه، ورُسله، أو الاستهزاء بما جاء به أنبياؤه، فقد اتّفق أهل العلم جميعهم أنَّ من سبَّ الدّين أو الذّات الإلهية فهو كافرٌ مُرتَدّ عن الإسلام إن كان مسلمًا، وقد جاء بيان حُكم سبِّ الدّين أو الاستهزاء به في كتاب الله عزَّ وجلَّ؛ حيث جاء في سورة التوبة قول الله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ*لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)، فمن سبَّ الله، أو سبَّ رسوله، أو سبَّ دين الله، أو استهزأ به يكون كافرًا خارجًا من ملّة الإسلام كما جاء في صريح كلام الله.

كفارة سب الدين 

قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن سب الدين جريمة عظيمة في الشريعة إذا أراد بها صاحبها دين الله تعالى.

وأضاف الشيخ عبد الله العجمي، في إجابته عن سؤال "ما حكم سب الدين وجزاء من يفعل ذلك؟"، أن سب الدين أمر مستفظع مستقبح يؤدي بصاحبه إلى درجة قبح يحل به إلى الكفر وذلك إذا قصد الديانة، أما إذا لم يقصد الديانة وقصد الشخص ذاته فإن هذا أمر مستقبح وليس محمودًا ومذموم فى الغاية، فضلًا عن أنه كبيرة من الكبائر وحرامًا، فلا يجوز سب الدين أو سب غير المسلم فلا يسب له دينه لأنه يؤدي إلى سب دين المسلمين. 

وأشار إلى أنه يجب على الإنسان أن يكون حكيم نفسه فيقرأ الواقع وما يراه أمامه وعلى ضوئه يتصرف ولكن عليه أن يبتعد عن سب الدين للغير.


هل  سب الدين يوجب الغسل 

قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجهورية، إنه لا يجب على المسلم الاغتسال إذا لعن الدين في وقت غضب، لأننا لا نكفر أحد، ، وثقافة التكفير مرفوضة، فالغرض أن نصلح علاقتنا مع الله - عز وجل-.

وأضاف« عاشور» عبر فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية بموقع « فيسبوك» أن الدين نهي عن سباب الخلق مسلم وغير مسلم، وأمر بعف اللسان، فما بالك بالدين الذي هو شريعة رب العالمين. 

واستشهد مستشار المفتي بما روى عنِ ابنِ مسعود - رضى الله عنه-  قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم-: «سِباب المُسْلِمِ فُسوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ»، متفقٌ عَلَيهِ، وبما روى عن فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ:
«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ : مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَالْمُهَاجِرُ: مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ »، رواه أحمد.

ونبه الدكتور مجدي عاشور أننا نريد أن نغير من ثقافة الشتم واللعن عمومًا التي لا تفرح أحدًا سوى الشيطان، وتعني أن الشيطان تحكم في الإنسان بقوة، مؤكدًا: « لن نتدخل في نية هذا الشخص، ويستحب له أن يذكر الله كثيرًا، لأن من يذكر الله صُعب عليه أن يذكر ألفاظًا قبيحًا على لسانه، كما يستحب له الاستغفار أيضًا، وإخراج الصدقات تكفيرًا عن الذنوب اخيارًا وليس اجبارًا.


حكم سب الدين للمتزوج

ورد سؤال للشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، من سائلة تقول: "ما حكم الزوج الذي يسب الدين ودائم الحلف بالطلاق".

وقال أمين الفتوى خلال فيديو البث المباشر عبر الصفحة الرسمية للدار، إن سب الدين حرام، وعلى الأقربين منه أن ينصحوه في الوقت المناسب، وعلى زوجته أن تصبر عليه، والله قادر على أن يبدل حاله، وفيما يخص سؤال تكرار حلف الطلاق عليه الذهاب لدار الإفتاء لإيضاح الأمر.

واتفق الفقهاء على أن مَن سب ملة الإسلام أو دين المسلمين فإنه يكون كافرًا، أما مَن شتم دينَ مسلم فإنه لا تجوز المسارعة إلى تكفيره؛ لأنه وإن أقدم على أمر محرَّم شرعًا إلا أنه لَمّا كان محتملًا للدِّين بمعنى تدين الشخص وطريقته فإن هذا الاحتمال يرفع عنه وصف الكفر، إلا أنه مع ذلك لا ينفي عنه الإثم شرعًا؛ لأنه أقدم على سب مسلم، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» أخرجه الشيخان من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

وأضاف: "إن سبّ الدين أو الملة إثم عظيم وحسابه أعظم عند الله تعالى ومن فعله عامدًا متعمدًا فقد كفر بما أنزل على محمد وخرج من الإسلام".

وأشار إلى أن سب الدين بصفة عامة إجرام ومن يفعله مجرم، مطالبًا بسن قانون لتوقيع عقوبة مغلظة على فاعله، فيجب على زوجكِ أن يتوب ويستغفر الله ولا يعود إلى هذا مرة أخرى.


كفارة سب الدين عند الغضب

قال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن سب الدين جريمة عظيمة فى الشريعة أذا أراد بها صاحبها دين الله تعالى.

وأضاف أمين الفتوى، عبر فيديو على الصفحة الرسمية للافتاء، أن سب الدين يؤدي بصاحبه الى درجة قبح يحل به الى الكفر وذلك اذا قصد من ذلك الديانة، أما إذا لم يقصد الديانة وقصد الشخص ذاته فإن هذا أمر مستقبح وليس محمودًا ومذموم فى الغاية، فضلًا عن أنه كبيرة من الكبائر وحرام، فلا يجوز سب الدين أو سب غير المسلم فلا يسب له دينه لأنه يؤدي إلى سب دين المسلمين.

وتابع أن من سب الدين عليه الاستغفار والتوبة إلى الله ويعاهد ألا يعود لذلك، لأنه كبيرة من الكبائر، والأمر مشكلته أكثر في التربية.