الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اشتهر بآرائه المتطرفة تجاه الإسلام.. ما لا تعرفه عن معارض الكرملين البارز أليكسي نافالني

أليكسي نافالني وفلاديمير
أليكسي نافالني وفلاديمير بوتين

تصدرت الاحتجاجات في روسيا، التي دعا إليها المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، خلال الفترة الماضية اهتمامات الصحف الأجنبية في أوروبا والولايات المتحدة، إلى حد أن بعض وسائل الإعلام الأجنبية وصفت الاحتجاجات في روسيا بأنها الأكبر منذ سنوات، من حيث عدد المشاركين، ولكن هل يحظى نافالني بالفعل بدعم كبير من مختلف طبقات الشعب الروسي لمجرد أنه يقف بوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 20 عامًا؟.

حرصت وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية على وجه الخصوص على إظهار نافالني في صورة المعارض البارز الذي يواجه ظلم ووحشية النظام في روسيا، وتجنبت الحديث عن الآراء المتطرفة، التي ينتهجها الرجل صاحب الـ 44 عامًا، فبرغم أن بعض القضايا التي يدافع عنها المعارض الروسي تثير تساؤلات الكثير من الروس، إلا أن وسائل الإعلام الأجنبية تعمدت عدم تسليط الضوء على الجانب المظلم من نافالني المتشدد ضد الإسلام، والمؤيد للقومية الروسية المتطرفة.

- بداية الاحتجاجات في روسيا

أُعتقل نافالني في 17 يناير الماضي في مطار بشيريميتيفو بموسكو، عندما كان عائدًا من ألمانيا، عقب تلقيه العلاج إثر تعرضه لحالة تسمم مزعومة، وقالت السلطات الروسية إن نافالني مطلوب على ذمة قضايا احتيال واعتقاله لا علاقة له بآرائه السياسية.

وفور اعتقال نافالني، نشر صندوق مكافحة الفساد الروسي، الذي أسسه المعارض الروسي، فيلمًا وثائقيًا مدته ساعتان، يكشف عن معلومات مثيرة عن حياة بوتين الشخصية، ومزاعم تورطه في صفقات فساد وأسرته السرية التي يخفيها بعيدًا عن أعين وسائل الإعلام، لكن الكرملين سرعان ما خرج ونفى كل ما هو موجود بهذا الفيلم الذي حصد أكثر من 100 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب".

وكان الفيلم الوثائقي بداية جيدة لإشعال الغضب في نفوس المواطنين الروس، لدعوتهم إلى النزول في احتجاجات ضد الحكومة، ووصف نافالني وقتها بوتين بـ "الرجل العجوز الخائف" من الاحتجاجات، داعيًا المواطنين إلى النزول للتظاهر ضد الحكومة لأن ذلك بحسب وصفه هو "أكثر ما يرعبهم".

- من هو أليكسي نافالني؟
وُلد نافالني في 4 يونيو عام 1976 في منطقة بايتن بموسكو، ودرس القانون وتخرج من جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو عام 1998، ثم أصبح زميلا في جامعة ييل الأمريكية في عام 2010.

بدأ صعود نافالني كقوة في السياسة الروسية في عام 2008 عندما بدأ في التدوين عن مزاعم سوء إدارة وفساد في بعض الشركات الروسية الكبرى التي تسيطر عليها الدولة.

وكان أحد تكتيكاته هو أن يصبح مساهمًا في أسهم الأقلية (المعروضة للبيع للمستثمرين من الناس في الشركات التي تملك الدولة الحصة الأكبر فيها)، في شركات النفط الكبرى والبنوك والوزارات، ومن ثم يبدأ في طرح أسئلة محرجة حول "فجوات" وتسريبات في تمويلات الدولة.

ووصل إلى المتابعين الشباب في الغالب على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر استخدامه لغة نقدية حادة ومثيرة، وسخريته من المؤسسة الموالية للرئيس بوتين.

وقبل الانتخابات البرلمانية لعام 2011 ، التي لم يخضها كمرشح، حث قراء مدونته على التصويت لأي حزب باستثناء حزب روسيا المتحدة، الذي أطلق عليها اسم "حزب المحتالين واللصوص". وظلت العبارة عالقة في الأذهان.

- ما لا تعرفه عن نافالني وعلاقته بالإسلام

رغم أن المعارض الروسي يمتلك شعبية كبيرة في روسيا، إلا أن أغلب دول الاتحاد السوفيتي السابق، ذات الأغلبية المسلمة لم تلبي أبدًا ندائه للنزول في الاحتجاجات ضد الحكومة الروسية، وذلك بسبب تصريحات نافالني المتطرفة عن الإسلام والحجاب.

من المعروف عن نافالني أنه ينحاز دائمًا إلى القومية الروسية المتطرفة، فطالب بإدخال نظام التأشيرة مع دول القوقاز ذات الأغلبية المسلمة من أجل وقف تدفق الهجرة إلى روسيا، وفي عام 2011، شارك في مسيرة "أوقفوا إطعام القوقاز"، وطالب خلالها بوقف الدعم المالي لجمهوريات شمال القوقاز المسلمة، وعارض بناء المساجد في موسكو باعتبارها بحسب تعبيره "قضية أكبر من قضية الهجرة غير الشرعية".

- هجوم نافالني على الحجاب

استغل نافالني زيارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، وزوجته ميشيل إلى السعودية عام 2016، ليبدأ في إظهار كرهه للحجاب ووصفه بأنه يشجع على الوحشية والعصور الوسطى، فعندما ظهرت السيدة الأولى الأمريكية السابقة، أمام وسائل الإعلام في السعودية بدون الحجاب كتب نافالني عبر مدونته: "ميشيل أوباما في السعودية بدون أي غطاء للرأس. أحسنت ! لا يوجد شيء يشجع على الوحشية والعصور الوسطى.