الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب ينجو من الإدانة بأيدي الجمهوريين.. مصادر تكشف عن سيطرة الرئيس السابق على الحزب برغم مغادرته البيت الأبيض.. غضب أنصاره سر خوف أعضاء الكونجرس.. وقطب العقارات يواصل دس سمه في الولايات المتأرجحة

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

  • غضب ترامب وأنصاره يربك الجمهوريين وينصاعون له
  • خبير استراتيجي أمريكي: من الصعب تخيل فوز الجمهوريين بدون ترامب
  • استطلاع رأي: 70٪ من الجمهوريين يوافقون على أداء ترامب الوظيفي

يسلط التصويت على تبرئة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من تهمة التحريض على أعمال الشغب التي وقعت الشهر الماضي في مبنى الكابيتول، الضوء على مدى قوة قبضته على الحزب الجمهوري الذي أعاد تشكيل صورته عليه خلال السنوات الخمس الماضية.


وصوت مجلس الشيوخ الأمريكي، أمس السبت، على تبرئة ترامب، من تهمة التحريض على أعمال العنف في الكونجرس، حيث فشل الديمقراطيون في الحصول على الأصوات اللازمة من الحزب الجمهوري وهي 17 صوتًا على الأقل لإدانة ترامب، بتهمة التحريض على العنف في أحداث الكونجرس الدامية في 6 يناير الماضي.


وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن 4 نواب من الحزب الجمهوري فقط هم من صوتوا لصالح قرار إدانة ترامب بجانب الديمقراطيين، ما أدى إلى فشل تأمين أغلبية الثلثين اللازمة لإدانة الرئيس السابق بتهمة التحريض على التمرد وأعمال الشغب في الكونجرس.


ووفقًا لوكالة "رويترز" للأنباء، استطاع ترامب، الذي ظل بعيدًا عن الأنظار وجالسًا في منزله بفلوريدا منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير، أن يحظى بولاء شديد من مؤيديه، مما أجبر معظم السياسيين الجمهوريين على التعهد بالانصياع له والخوف من غضبه.


وشهدت إجراءات المساءلة التي عقدت في مجلس الشيوخ، تصويت 57 عضوا، ضد ترامب، ما أدى إلى محاكمته للمرة الثانية، حيث كان صدور قرار الإدانة يحتاج إلى أغلبية الثلثين أي 67 صوتا. وصوت 7 من الحزب الجمهوري لصالح إدانة ترامب.


وبرغم خضوعه لمحاكمتين، والادعاءات الكاذبة بأن خسارته الانتخابية أمام الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن قد تم تزويرها، واعتداء أنصاره على مبنى الكابيتول مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص، لا يزال ترامب سمًا سياسيًا في العديد من المناطق المتأرجحة التي غالبًا ما تقرر الانتخابات الأمريكية.


وهذا يترك الجمهوريين في موقف محفوف بالمخاطر، بينما يحاولون تشكيل ائتلاف فائز في انتخابات 2022 للسيطرة على الكونجرس وسباق الانتخابات الرئاسية في 2024، الذي قد يشتمل على ترامب، حيث أعلن في وقت سابق عن خططه للترشح مجددًا فيه.


وقال أليكس كونانت، الخبير الاستراتيجي الجمهوري: "من الصعب تخيل فوز الجمهوريين في الانتخابات الوطنية دون أنصار ترامب في أي وقت قريب".


وأضاف كونانت: "الحزب يواجه مصيدة حقيقية فلا يمكنه الفوز مع ترامب.. لكن من الواضح أنه لا يمكنه الفوز بدونه أيضًا".


لم يشر ترامب إلى خططه السياسية طويلة المدى لما بعد المحاكمة، على الرغم من أنه ألمح علنًا إلى الترشح مجددًا لرئاسة البيت الأبيض، ويقال إنه حريص على مساعدة المنافسين الرئيسيين للجمهوريين في الكونجرس الذين صوتوا لعزله أو إدانته.


وعن الترشح مرة أخرى، قال أحد المستشارين: "ما إذا كان سيرشح نفسه مجددًا فهو أمر متروك له، لكنه لا يزال يتمتع بقدر هائل من التأثير على كل من اتجاه السياسة وتقييم من هو الحامل الجاد لتلك الرسالة".


وأضاف: "يمكنك تسميته صانع الملوك أو أي شيء تريد تسميته".


وكان ترامب حافظ على دعم قوي من الجمهوريين في استطلاعات الرأي حتى منذ هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول، فبعد أيام قليلة من أعمال الشغب بالكونجرس، وجد استطلاع أجرته شركة إبسوس لحساب "رويترز"، أن 70٪ من الجمهوريين ما زالوا يوافقون على أداء ترامب الوظيفي، ووجد استطلاع لاحق أن نسبة مماثلة تعتقد أنه ينبغي السماح له بالترشح لمنصب الرئاسة مرة أخرى.


لكنه لا يحظى بشعبية خارج حزبه، فأظهر استطلاع حديث أجرته شركة إبسوس، أن 71٪ من الأمريكيين يعتقدون أن ترامب مسؤول جزئيًا على الأقل عن اقتحام مبنى الكابيتول. واعتقد 50% بأنه يجب إدانته في مجلس الشيوخ مقابل 38٪ عارضوا الأمر، فيما قال 12٪ إنهم غير متأكدين.


وجادل المدافعون عن ترامب في مجلس الشيوخ بشأن المحاكمة، واصفين إياها بأنها غير دستورية لأن ترامب ترك منصبه بالفعل وأن تصريحاته قبل أعمال الشغب محمية بموجب الحق الدستوري في حرية التعبير، لكن أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ من بينهم سبعة جمهوريين رفضوا هذا الرأي.


فيما أكد الديمقراطيون أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين يخشون التصويت بضميرهم لإدانة ترامب خوفا من عقاب مؤيديه. 


وقال السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال: "إذا تم إجراء هذا التصويت سرًا، فستكون هناك إدانة".


وكان زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل من بين الجمهوريين الذين صوتوا لتبرئة ترامب، أمس السبت، على الرغم من أنه انتقده ووصفه بأنه "مسؤول عمليًا وأخلاقيًا" عن إثارة العنف.


وبذلك يظهر موقف ماكونيل، كيف يحاول بعض القادة الجمهوريين إبعاد أنفسهم عن ترامب والحد من نفوذه، دون إثارة غضبه أو أنصاره.


لكن نفوذ ترامب المستمر كان واضحًا في زيارة الزعيم الجمهوري في مجلس النواب كيفين مكارثي، الشهر الماضي، لنادي ترامب، مار إيه لاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث اجتمعوا وتحدثوا عن استراتيجية انتخابات الكونجرس لعام 2022.


جاءت تلك الزيارة بعد ثلاثة أسابيع فقط من حديث مكارثي عن ترامب بأنه يتحمل المسئولية عن أعمال الشغب في الكابيتول، وتراجع في ​​وقت لاحق، قائلا إنه لا يعتقد أن الرئيس السابق هو السبب في أعمال العنف.


يذكر أن قلة من النواب الذين انتقدوا ترامب في أوقات عديدة، قد عانوا من رد فعل عنيف ضدهم، فسرعان ما واجهت النائبة الجمهورية، ليز تشيني، واحدة من 10 الذين صوتوا لمساءلة ترامب، جهودًا من قبل المحافظين لإزالتها من منصبها القيادي.


وفي ولاية أريزونا، التي دعمت بايدن وانتخبت سيناتورًا ديمقراطيًا في نوفمبر، وجه حزب الولاية اللوم إلى ثلاثة جمهوريين بارزين اشتبكوا مع ترامب أثناء توليه منصبه، كما تعرض السيناتور بن ساسي من نبراسكا للوم من قبل حزبه لانتقاد الرئيس السابق.


وبينما يحتفظ ترامب بالسيطرة على الحزب في الوقت الحالي، قال العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين خلال محاكمة العزل إن أعمال العنف بمبنى الكابيتول وإدعاءات ترامب الكاذبة حول الانتخابات، ستعيق فرصه في الفوز بالسلطة مرة أخرى عام 2024.


وقالت السيناتور الجمهوري ليزا موركوفسكي، التي صوتت لصالح إدانة ترامب: "بعد أن يرى الجمهور الأمريكي القصة كاملة معروضة هنا.. لا أرى كيف يمكن إعادة انتخاب دونالد ترامب للرئاسة مرة أخرى".


ومع خروج ترامب من منصبه وحظره على "تويتر"، وسيلة الاتصال المفضلة لديه، قال بعض الجمهوريين إن قبضته على الحزب قد تتلاشى مع ظهور قضايا وشخصيات جديدة.


وذكر السيناتور الجمهوري جون كورنين، حليف ترامب، أن إرث الرئيس السابق تعرض لأضرار دائمة، مضيفًا: "لسوء الحظ ، في حين أن الرئيس ترامب قام بالكثير من الخير، فإن طريقة تعامله مع فترة ما بعد الانتخابات هي ما سوف نتذكره وأعتقد أن هذه مأساة".