الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قطاع الطيران في الشرق الأوسط يلجأ للأساطيل "ضيقة البدن" لدفع عجلة التعافي

صدى البلد

أصدرت شركة أوليفر وايمان تقريرًا جديدًا بعنوان: "توقعات الأسطول العالمي والصيانة والإصلاح والعَمرة خلال 2021-2031"، والذي أشارت نتائجه إلى توقعات بوصول عدد الطائرات داخل الخدمة في الشرق الأوسط إلى 2300 طائرة بحلول العام 2031 على الرغم من تسجيلها أقل من 400 طائرة خلال ذروة الجائحة.

ويشير التقرير أيضًا إلى أن أسطول الطيران الإقليمي سيكون أصغر مما كان متوقعًا له قبل جائحة فيروس كورونا، حيث سينجم عن ذلك نموًا مقيدًا خلال العِقد المقبل.

وفي تعليقه على التقرير، قال مايكل ويتي، الشريك في قسم النقل والخدمات في شركة أوليفر وايمان: "برهنت منطقة الشرق الأوسط مكانتها في الاستجابة لهذه الجائحة العالمية والحد من تداعياتها، لا سيما خسائر شركات الطيران، إذ تتمتع معظم شركات الطيران المملوكة للحكومات بالحماية من الأزمات المالية قصيرة الأجل، التي بدورها غالبًا ما ستقدم الدعم المالي لضمان استمرارية نشاط هذه الشركات".

وأضاف ويتي: "في الوقت الذي نشهد فيه عدم تعافي الأسطول الإقليمي حتى العام 2023، فمن المرجح أن يؤثر هذا التباطؤ على النمو المتوسط أو الطويل الأجل في المنطقة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بأسطول المسافات القصيرة".

ويسلط التقرير الضوء على توقعات بتحقيق أسطول الطائرات في الشرق الأوسط نموًا إيجابيًا بنسبة 2.1% خلال السنوات الخمس المقبلة على الرغم من عدم انتهاء الجائحة العالمية، مع التوجه نحو اعتماد الطائرات ضيقة البدن، ومدفوعًا بعدد الطلبيات من الشركات الطيران الاقتصادية. وبصرف النظر عن التوقعات الإيجابية، إلا أن التعافي البطيء قد يعني عددًا أقل من الرحلات المباشرة وأقل تكرارًا من السابق خاصة قبل احتواء الفيروس وعودة النشاط الاقتصادي إلى وضعه الطبيعة".

التأثير

إن تقلص عدد رحلات الطائرات يعني انخفاض الحاجة إلى إنتاج أو إصلاح الطائرات، ونظرًا لتراكم مخزون الطائرات الجديدة التي تم تصنيعها ولكن لم يتم تسليمها أو بيعها، سيتم تسليم المزيد من الطائرات إلى شركات الطيران خلال السنوات العديدة القادمة أكثر مما سيتم إنتاجه من قبل الشركات المصنعة للطائرات.  وبينما شهدت السنوات العادية توزانًا وثيقًا بين الإنتاج والتسليم، فإن هذا الخلل يعكس الضغوط المتضاربة على مصنعي هياكل الطائرات لتحقيق التوازن بين واقع انخفاض الطلب في السوق واحتياجات الموردين الرئيسيين للحفاظ على إنتاج كافٍ.

سيكون تأثير الجائحة على سوق الصيانة والإصلاح والعَمرة في الشرق الأوسط كبيرًا أيضًا وعلى المدى القصير والطويل. ووفقًا للتقرير، ستتعافى عمليات الصيانة والإصلاح والعَمرة في المنطقة بحلول عام 2023 لتكون بذلك هذه المنطقة هي الأكثر بطءً بالتعافي بالمقارنة مع باقي المناطق. ويرجح التقرير إلى آثار كبيرة على السفر الدولي الذي من المتوقع أن يتأخر تعافيه حتى عام 2025.

نظرة مشرقة
قامت شركات الطيران منخفضة التكلفة وشركات الطيران الاقتصادي في الشرق الأوسط بتثبيت المئات من الطلبيات على الطائرات  ضيقة البدن، وهذا بدوره يٌشكل نموًا ملحوظًا عن حجم الأسطول المسجل والبالغ 500 طائرة ضيقة البدن في بداية العام 2020، ومع انخفاض توقعات النمو على المدى الطويل على طراز البدن العريض بحوالي نقطة مئوية واحدة على أساس سنوي، من المقدر أن يتفوق الطراز ضيق البدن على العريض بدءًا من العام 2027.

آفاق المستقبل
إن الجدول الزمني لتعافي منطقة الشرق الأوسط سيكون الأبطأ، ويعزى ذلك إلى اعتماده الأكبر على السفر الدولي مقارنة بالمناطق الأخرى، ومن المتوقع أن تتعافى حركة المرور الإقليمية بوتيرة أسرع من الدولية، مما سيؤدي إلى تحول في توزيع الركاب داخل المنطقة وتغير تركيبة أساطيل شركات الطيران.

وقال مايكل ويتي: "ستسهم الطائرات ضيقة البدن والمقرر تسليمها خلال السنوات المقبل في تخفيف آثار انخفاض الطلب على السفر الدولي بشكل جزئي، في حين ستساعد هذه الطائرات الجديدة على تعويض الطلب على الصيانة والإصلاح للطائرات عريضة البدن وذلك بعد توقف تسليم دفعات جديدة منها في المنطقة".

وسيستقر معدل نمو قطاع الصيانة والإصلاح والعَمرة في منطقة الشرق الأوسط بعد مرحلة التعافي عند أكثر من 2٪ على أساس سنوي، حيث ينمو أسطول المنطقة الصغير نسبيًا بمعدل نمو سنوي مركب يزيد عن 6% بين عامي 2023 و2031.