الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زياد السويفى يكتب: الرئيس والمشروع القومي لصوامع الغلال الإلكترونية

صدى البلد

ذُكر في التاريخ أن مصر من آلاف السنين كانت أول دولة تملك صوامع للغلال والحبوب

وأن المصريين كانوا أول شعوب العالم يفكروا في انشاء صوامع يخزنوا فيها حبوبهم ومحاصيلهم بطرق علمية  لتأمن لهم احتياجاتهم طوال العام.

ومن أشهر الصوامع الأثرية والتي تبقت منذ عصور المصريين القدامي هي صوامع مَعبد الرامسيوم وهذه صوامع استمرت في خدمة شعب مصر والمملكة المصرية لاكتر من ١٥٠٠ سنة الي ان غزا الرومان مصر.

ومرت السنين ومر عشرات القرون وتطور العالم ، ومصر والمصريين مازالوا يستخدمون الصوامع البدائية والشون الترابية في عملية تخزين الحبوب حتى في الريف المصري يعتمدون على ذلك في تخزين الحبوب.

عملية بدائية جدا لا تليق أبدا بعصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتفقد فيها الدولة مليارات الجنيهات، رغم أنها مفيده جدا فى المنزل الريفي ولكن للدولة شأن كبير في مواكبة التطور والحفاظ على المخزون الاستراتيجي. 


حتى أن دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي  المشروع القومي لانشاء صوامع غلال حديثة الكترونية في  يناير 2015 بالتعاون مع عدة دول منها ايطاليا و بتكلفة 5.7 مليار جنيه.

ويتضمن المشروع انشاء 50 صومعة حديثة فى 17 محافظة بطاقة تخزينية 3.4 مليون طن.

وتنقسم كالتالي : صومعة برقاش في الجيزة وميت غمر وشربين في الدقهلية والقنطرة شرق في شمال سيناء وطنطا في الغربية ومنوف في المنوفية وههيا في الشرقية ودمنهور في البحيرة والصباحية في الاسكندرية وبنها في القليوبية وبهنسه والشيخ فضل في المنيا وطامية في الفيوم و المفالسة في أسوان وشرق العوينات في الوادى الجديد و صومعة في قنا وصومعة في بنى سويف.

الصومعة يتم تشغيلها من غرفة كنترول تتحكم فيها بالكامل باستخدام ميزان بسكول لوزن أجولة القمح فوق السيارات أثناء عملية الدخول والخروج وهذه تعتبر أهم تقنية فى جميع مراحل التخزين حتى نستطيع قرأة وتسجيل كمية الحبوب اللي تم تحويلها وكذلك تحديد الكمية المطلوب إخراجها بدون تلاعب لقطع يد كل فاسد كان بيسرق من قوت المصريين زي ما كان بيحصل في عملية التخزين القديمة.

القمح بيتم اولا فحصه يدويا عشان نحدد درجة نقاوته وبعدين يتم ارسال عينه للمعمل التابع للصومعة وبناء عليه بتدخل الكمية الموردة على الميزان الالكترونى.

وبعدها بيتبعت على بؤرة استلام الحبوب وهناك بيتم عمليه فلتره من الغبار وبعدها يدخل للتخزين من خلال سيور الكترونية.

كل موقع مزود بمعمل بيضم معدات فحص الحبوب وقياس درجة الرطوبة ومدي نقاءها وحجم الأتربة فيها وبعدين يمر ب ٣ مراحل للفلترة والتنقية.

اول مرحلة هي تسليم الحبوب وهناك فيه فلتر بيسحب الأتربة والمرحلة التانية فلترة فوق السيور و المرحلة الأخيرة فلترة في صواعد الحبوب بحيث اننا نضمن عدم توريد وتخزين اي حبوب بدون تنظيفها من الأتربة.

ده طبعا غير عملية تانية وهي غربلة الحبوب لتنقيتها من الشوائب والمتعلقات وهذه بها مغناطيس بيلقط الشوائب المعدنية وبيتم تجميعها فى خلايا اوتوماتيكية ونقلها للخارج.

المعمل فيه نوعين من السيور النوع الاول تحت الارض في انفاق بعمق ٣ متر وهذا المسئول عن دخول او خروج القمح والنوع التاني علي هيكل الصوامع وذلك بيسحب الحبوب وبينقلها الي الخزانات.

الخزانات نفسها مجهزة بنظام دفع هوائي حتى لا يحدث رطوبة للحبوب ويحافظ علي جفافها وجودتها و لا تتعرض للتلف.

كذلك الخزانات مزودة بحساسات بتستشعر اي نشاط حراري خارج من اي حشرة او من تخمر الحبوب وفي حالة استشعار اي نشاط حراري بيصدر انذار وبناء عليه بيتم التعقيم بمبيدات حشرية (قانونية) لقتل الحشرات في جميع أطوارها.

كل العمليات داخل غرف التحكم مرتبطة بشبكة إلكترونية وبيتم متابعتها لحظيا بمركز التحكم بالشركة الرئيسية.

افتتح الرئيس عدد كبير من الصوامع منها صومعة غلال المراشدة بمحافظة قنا - وصومعة غلال سرس بمحافظة بني سويف - و صومعة غلال ميناء دمياط - ومجمع صوامع الاسكندرية وغيرهم كتير وباقي الصوامع هيتم افتتاحهم خلال العام الجاري.

مصر سنويا بتخزن حوالى 10 مليون طن قمح منهم مليون طن بيتلفوا ، المشروع الجديد هيوفر اكتر من 300 مليون دولار كل سنة من فاتورة استيراد القمح والحبوب من الخارج لانه هيحافظ علي القمح من الهدر والتلف.

نسبة الفاقد في الشون الترابية من 10 الي 15٪؜ يعني هتخزن 100 طن حبوب هتخرجهم 90 - 85 طن ، انما المشروع الجديد بنسبة فاقد 0% هتخزن مليون طن هتخرجهم مليون طن مش ناقصين حباية.

يعني مصر كانت كل سنة وشهرين بتفقد حوالي 350 مليون دولار من فاقد القمح بس يعني تقريبا كنا بنخسر كل 14 شهر قد تكلفة المشروع الجديد ! وهذا بند واحد فقط ، يا تري الفساد والإهمال بيخسرونا كام سنويا في باقي القطاعات ؟

ده مش كل اللي هيتم تنفيذه في قطاع صوامع الغلال ، الدولة لسه هتطلق مراحل تانية بسعات تخزينية اكبر.

مشروع حقيقي عظيم نشكر كل القائمين عليه من اول رئيس الجمهورية الي أصغر عامل ، شكرا لكل حد بيفكر ازاي يحافظ علي ثروات وأموال المصريين المهدرة ، شكرا لكل واحد بيحاول يحط حد للفساد ويقفل حنفية السرقة و الإهمال .. شكرا سيادة الرئيس وحفظكم الله من كل سوء وأعانك على المسؤلية.