الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأزهر في عيون الوافدين.. 34 دولة أفريقية ترسل أبناءها للدراسة فيه

الأزهر في عيون الوافدين..
الأزهر في عيون الوافدين.. 34 دولة أفريقيا ترسل أبنائها له

يحتضن الأزهر الشريف، الآلاف من طلاب دول العالم، وبخاصة طلاب قارة أفريقيا القارة السمراء، الذين يأتون إلى الازهر للنهل من علومه ليعودوا سفراء له في بلدانهم ، ينشروا الفكر الوسطي الصحيح.

أعداد الطلاب الوافدين من أفريقيا
ويبلغ عدد الطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر من أفريقيا حوالي 11 ألف طالب وافد تقدم لهم كل سبل الراحة والدعم لنشر وترسيخ المنهج الأزهري الوسطى المعتدل، لمواجهة التنظيمات والأفكار المتطرفة والتيارات المتشددة، بهدف محاصرة العمليات الإرهابية.

34 دولة أفريقية ترسل أبناءها للأزهر
وتتضمن الدول الأفريقية التي ترسل أبناءها للدراسة بالأزهر كلا من  أوغندا، النيجر، السنغال، الكاميرون، الكونغو الديمقراطية، الكونغو، برازفيل، الجابون، أفريقيا الوسطى، أنجولا، إثيوبيا، بوروندى، إريتريا، بنين، بوركينا فاسو، تشاد، تنزانيا، توجو، جنوب أفريقيا، رواندا، زامبيا، زيمباوى، سيراليون، غامبيا، غانا، غينيا، بيساو، غينيا كوناكرى، كوت ديفوار، كينيا، ليبيريا، مالى، مدغشقر، موزمبيق، نيجيريا، مالاوى.

الأزهر في عيون طلاب افريقيا
وحاور موقع "صدى البلد"، عددا من الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف، للحديث عن حياتهم في الأزهر ورأيهم في مناهجه.

وقال الطالب، عبدالله محمد بشير من دولة بنين، إنه يدرس في كلية التربية في الفرقة الرابعة بقسم الدراسات الإسلامية، مضيفا، إنه التحق بالأزهر الشريف، عن طريق التقديم في إعلان منحة للدراسة في الأزهر الشريف، فقدم في المنحة وتجاوز الاختبار.

وعبّر الطالب عبدالله محمد بشير، من دولة بنين، طالب في كلية التربية في الفرقة الرابعة بقسم الدراسات الإسلامية، عن سعادته بالدراسة في جامعة الأزهر الشريف، وقال إن الأمر لو بيده، لجعل المناهج الأزهرية، تدرس على كل مسلم في شتى ربوع العالم، ويُعمّمها على جميع المؤسسات، منوهًا أنه لو عمّمت المناهج الأزهرية، لانتهت المشاكل والتفرقة والتطرف.

وتابع الطالب البنيني: في بداية تعلمي درست في مدارس سلفية وصراحة لم أكن مطمئنًا ولذلك أقول أنا أزهري بالفطرة، لأنني رأيت تشددًا في كثير من الأمور قبل دراستي في الأزهر، فلما درست الأزهر وجدت ضالتي فيه، وأقول بأنه لابد أن ترجع المناهج الأزهرية لما كانت عليه من الدسم القديم.

وأضاف: أنه عن طريق المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، استفاد منها كثيرًا، منوهًا أنه يقترح قبل أن يتخرج الطالب الوافد أن يحصل على عدة دورات في هذه المنظمة لأنها تنمي الفكر وتثقف الوجدان للطلاب.

وعن أبرز ما يحتاجه الطالب الوافد الآن، قال بشير، إن الطالب الوافد في حاجة إلى تسهيل إجراءات الإقامة حتى لا ينشغل بها كثيرًا عن الدراسة والمذاكرة، وأقترح بعمل إقامة أربعة سنوات للطالب وتجدد سنويا وتتوقف على مدى جدية الطالب واجتهاده بدون رسوب.

وعن حياته في مصر، قال الطالب البنيني، إنه يحب الحركة كثيرا ويحب طلب العلم والمعافرة في كل الأوقات، منوها أنه التحق بدورة الإدارة والتخطيط واستفاد منها في تخصيص وقت للقراءة والمذاكرة والرياضة، منوها أنه يلعب كرة القدم ويسكن في مدينة البعوث الإسلامية، وفي المساء يتدرب على رياضة الكونغ فو.

وذكر أن أبرز العادات المصرية، التي لفتت انتباهه، هي مسألة الزواج في مصر، منوها بأن هناك مغالاة في أمور الزواج ونحن في بلادنا نخفف كثيرا في أمور الزواج ونسهل فيه، حتى أن بعض أصدقائي من مصر هنا لديهم صعوبة في الزواج بسبب كثرة النفقات، أما في بلدي بنين ففي الغالب يتم التيسير فيه ليكون في متناول الجميع.

وتابع: أحب كثيرا الطعام في مصر وأكلت الكثير من الأكلات، وأحب الكشري وورق العنف ، وأنا من عشاق الحلوى فأحب أم علي.

من جانبه، قال الطالب بشير أحمد الشيخ، من دولة نيجيريا طالب بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف: "جئت إلى مصر راغبًا بالدراسة في الأزهر الشريف حتى أدرس أصول اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، وهذا من أهم طموحاتي أن أتعلمها في مؤسسة عريقة مثل الأزهر ثم أرجع إلى بلدي لكي أعلمها للطلاب والأطفال والدارسين".

وأضاف الطالب النيجيري، في تصريح خاص لـ "صدى البلد"، أن الأزهر يحافظ دائما على منهج الوسطية ونشر الفكر الوسطي الميسر الذي يحترم الإنسانية والشريعة ويعالج الأفكار المتطرفة ويقف بالمرصاد ضد الإرهاب الذي انتشر في العالم، مشيرا إلى أن "تواجدنا وإقامتنا في دولة مصر المسالمة أكدت لنا قيمتها ومكانتها في أفريقيا والعالم، خاصة الأمن والاستقرار اللذين تحظى بها"، مختتما تصريحه قائلًا: " تحيا مصر ويحيا الأزهر وتحيا أفريقيا".

وقال الطالب عبد الله محمد سليمان، من دولة تنزانيا طالب بكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن الأزهر ينشر الدعوة والعلم في جميع أنحاء العالم بمختلف المجالات حسب ما تتضمنه الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن "الأزهر يهتم بشئون الطلاب الأفارقة فى الجامعة من دراسة وتسكين وتسهيل كل العقبات أمامنا، ودول أفريقيا كل طلابها وأهلها كبارا وصغارا يتشرفون بالأزهر، فأساتذتى وقادة بلادنا تخرجوا فيه".

وتابع، سليمان، "نسأل الله أن يبارك الأزهر لكي يخرج من أصلابنا وأحفادنا أجيالا يجدون هذه المؤسسة العريقة لكي يتعلموا فيها مثلنا"، مشيرا إلى أن الأزهر بالنسبة لأفريقيا هو أساس نشر الدعوة الإسلامية بالفكر الوسطي، وفي كل أنحاء العالم وليس أفريقيا فقط، لافتا إلى أن الأزهر جعل البشر في أفريقيا سببًا في تعلم دينهم وعقيدتهم في الدنيا ودنياهم.

وقال الطالب عبد الفتاح باري، من دولة بوركينا فاسو، طالب بمنحة الأزهر الشريف: "إنني أرى مذهب الأزهر الشريف وسطيا، ومنذ قدومي والتحاقي بالمنحة لم يصعب علي أي شيء، بالعكس فإني أطلع على الجديد والتطوير في الدراسة والعلم الذي يوضح الحقائق ويربط الإنسان بعقيدته والشريعة التي تحترم الإنسانية والحقوق".

وأضاف باري، في تصريح خاص لــ"صدى البلد": "كنت أرى في بلادنا فكرًا أزهريًا، ولكن بتواجدي في الأزهر وجدت أساس العلم ومنبره"، وتابع: "إن بلادنا تحترم وتحب دولة مصر كثيرا، خاصة مؤسسة الأزهر التي تربط قادتنا بها علاقة العلم والفكر الذي تعلموه بها فهم يقدرون الأزهر ويعتبرونه دولة العلم في أفريقيا والعالم".

فيما قال حاكم أحمد عبد الكريم، من دولة السنغال، طالب بالدراسات العليا بجامعة الأزهر: "أتيت لمصر منذ 3 سنوات، وفي بلدنا اللغة العربية ضعيفة جدا لأن الحكومة لا تهتم بها، إلا القليل منهم الذي درس بالأزهر في مصر وتخرج فيه".

وأضاف، في تصريح لــ" صدى البلد": "اخترت الأزهر للدراسة به لأن السفر لباقي الدول العربية صعب جدا، هذا من جانب، والجانب الآخر التعليم في الأزهر يخرج الطالب منه ملمًا بكل شيء في الشريعة الإسلامية والجوانب العلمية في باقي المجالات والتخصصات المختلفة".

وأكد أن مصر بالنسبة للسنغال دولة شقيقة ولها مكانتها وهناك تسهيلات كثيرة بين أبناء القارة في الوفود إلى دول القارة، مشيرا إلى أن الأزهر يحارب بكل قوة الفكر المتطرف والإرهاب ويعمل على مجابهته في كل مكان بنشر العلم وتصحيح المفاهيم.

وقال أحمد، الطالب السوداني، طالب محاضر بالدراسات العليا بجامعة الأزهر: "درست في السودان كلية أصول الدين ثم جئت إلى مصر جامعة الأزهر لكي أتم الدراسات العليا بها لأن الأزهر مشهور بالعلم والعلماء الذين يمتلكون الفكر المنير والوسطي"، مضيفا أن "المرجعية الأزهرية تتحدى التطرف ويتعاملون معها تعاملا يرد بالشريعة، ونحن في عالمنا وقارتنا لم نعرف ذلك غير هذه الأيام".

وأكد الطالب السوداني، في تصريحه لــ"صدى البلد"، أن "مصر آمنة وبعيدة ومسالمة ولم أجد فيها شيئا بما يدعونه عن الإرهاب، والدليل على ذلك وفود الطلاب من شتى أنحاء العالم للدراسة في مصر والأزهر الشريف، ولو كان هناك إرهاب بها ما سمحت حكومة تلك الدول لأبنائها ورعاياها بالدراسة والإقامة فيها".