الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أحمد مُصطفي يكتُب: العاصمة الإدارية وانطلاق الجمهورية الجديدة

صدى البلد

استخدم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة التي عُقدت أول أمس بمُناسبة الاحتفال بيوم الشهيد مُصطلح / جُملة إعلان جمهورية جديدة، وهو يتحدث عن قُرب افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، والذى وصف ذلك الإفتتاح بأنه إعلان ميلاد جمهورية ودولة جديدة حديثة علي أحدث الطرازات الرفيعة والتكنولوجيا المُتقدمة والحديثة، وبالطبع جُملة ومُصطلح الجمهورية الجديدة هو مُصطلح هام للغاية ومُثير للبحث والدراسة والمعرفة ، لأنهُ يشير إلى أن الموضوع لا يتعلق فقط بمُجرد مبانى حديثة ومميزة فى مكان مميز وجديد سيُخفف الضغط عن قاهرة المُعز ، بل إنه فكر جديد لدولة جديدة عصرية علي غرار المُدن العالمية بل تتفوق عليها.

فالهدف الأسمى الذي إتخذتهُ القيادة السياسية عند طرح فكرة إنشاء عاصمة جديدة  أن تكون العاصمة مركزًا  سياسيًا وثقافيًا  واقتصاديًا رائدًا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ولعل المشهد الأكثر إبهارا في هذه المدينة هو بالتأكيد مدينة المال والأعمال، والتي ستخدم الدولة بأكملها، وستكون من أكبر المراكز فى منطقة الشرق الأوسط، وتقع مدينة المال والأعمال بين محورى بن زايد الجنوبى والشمالى ، وفى قلب العاصمة الإدارية الجديدة، وقامت شركة CSCEC الصينية بتصميمها بالكامل بصفتها الشركة المعنية بالتنفيذ، وتبلغ مساحتها  195 فدان تقريبًا، ومملوكة  بالكامل لمستثمرين مصريين.

أما مركز قيادة الدولة الإستراتيجي بالعاصمة الإدارية الجديدة، فيتضمن عددًا من مراكز إدارة كافة مؤسسات الدولة، ويستهدف الإستعداد  لمجابهة أى أزمات أو طوارئ على مستوى الجمهورية، ويمتد على مساحة 22 ألف فدان،  ويضم 13 منطقة إستراتيجية  تختلف باختلاف طبيعة كل منها، ويحتوي على مركز لتنسيق أعمال دفاع الدولة، ويضم مركز البيانات الاستراتيجى الموحد الذى يحتوى على كافة بيانات مؤسسات الدولة، ويحتوى على مركز للتحكم في الشبكة الإستراتيجية المغلقة، و يضم مركز الإدارة والتشغيل للتحكم فى مرافق الدولة، ويتضمن مركزًا للتحكم فى شبكة الاتصالات على مستوى الدولة، ويضم مراكز السيطرة على خدمات الطوارئ والسلامة الميدانية، كما يحتوى على مركز للتنبؤات الجوية للاستعداد لمجابهة التغيرات الجوية المفاجئة، ويضم عددًا من المخازن التى تؤمن احتياجات الدولة من السلع الإستراتيجية، كما يحتوى على عدد من دور العبادة والنوادى والفنادق والمدارس والملاعب الرياضية، ويتم تأمينه بوحدتين من الحرس الجمهوري ووسائل تأمين أخرى.
وتضم العاصمة الإدارية عددا كبيرا من الأحياء السكنية، إبتداءً من  أحياء سكنية من الإسكان العادى للعاملين والموظفين إلى الإسكان الفاخر، ولعل أهمُهما هما الحى السكنى الثالث والحى السكنى الخامس.

إذ يعتبر الحى السكنى الثالث أو ما يطلق عليه "كابيتال ريزيدنس" أهم الأحياء فى العاصمة الإدارية، فهو من أول الأحياء التى تم بنائها، إذ يضُم  30 ألف وحدة سكنية على 697 عمارة مبنية على مساحة 1000 فدان، وينقسم الحى السكنى الثالث إلى 8 مجاورات رئيسية، تحتوى كل مجاورة على وحداتها الخاصة وخدماتها المحيطة بها من خدمات تجارية وإدارية وترفيهية ورياضية، وأكثر من 400 فيلا، وأكثر من 100 ألف متر تجارى وإدارى.

أما الحي الخامس وهو ثانى الأحياء السكنية فى العاصمة، ويُسمَّى «جاردن سيتى الجديدة»، ويتم تنفيذه من قِبَل هيئة المجتمعات العمرانية وفقًا لتصميم يحاكى تصميم القاهرة الخديوية القديمة العريقة.

ويمتد هذا الحى على مساحة 1000 فدان، ويقدِّم عددًا من الوحدات السكنية المختلفة، بمساحات متنوعة، وقد تم تنفيذ ما يقرب من 295 عمارة سكنية، و105 فيلات، و175 مبنى تاون هاوس وتوين هاوس، و11 برجًا للإسكان، و96 عمارة إسكان مختلط.

أما الحى الحكومى فهو بيقع على مساحة 550 فدانا، أي ما يعادل 4.8 مليون متر مربع، ويتكون من 36 مبنى، 34 مبنى منهم للوزارات، ومبنى خاص بالبرلمان وآخر لرئاسة الوزراء، وتبلغ مساحة البرلمان الجديد 19 فدانا، أى نحو 80 ألف متر مربع، وفور افتتاحه سينتهى دور مقر البرلمان الموجود حاليا فى وسط البلد.

ولاننسى المركزين الثقافيين الأهم في مصر، مسجد الفتاح العليم الأكبر فى الشرق الأوسط والذى سيكون أكبر مركزا للثقافة الإسلامية بالمنطقة، وأيضا كاتدرائية السيد المسيح، والتي ستكون أكبر مركزا ثقافيا مسيحيا بالمنطقة.

ولا ننسي الحديث عن مشروع النهر الأخضر، والذي يُعتبر «أطول سلسلة حدائق فى العالم»، فهو عبارة عن حديقة تتوسّط المدينة بمساحة تزيد عن ألف فدان، بطول أكثر من 10 كيلومتر، وسمُى بـ«النهر الأخضر»، محاكاةً لنهر النيل ودوره وسط القاهرة،ويبلُغ طولُه  35 كيلو مترًا ، ويبلُغ طول المرحلة الأولي من المشروع   10 كيلو مترات باستثمارات تقدر بنحو 9 مليارات جنيه، ويبدأ من الطريق الدائري الأوسطي حتى الدائري الإقليمي، وهو أطول محور أخضر في العالم، و يشتمل على حدائق مركزية وترفيهية، وتبلُغ مساحة حدائق النهر 5 آلاف فدان ، والجامعات والمدن والأحياء مُرتبطة كُلها بالنهر الأخضر، ودخول حدائقُه مجانا للجميع .

وفي نهاية مقالي سأظل أُكرر أن فخامة الرئيس /عبدالفتاح السيسي هو باني مصر الحديثة وصانع نهضتها.