الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هنا عبد الفتاح تكتب⁩: ديون تدفعونها من أعراضكم

صدى البلد

ربما تتحدث مصر كلها الآن عن المعتدي على طفلة المعادي في واقعة وثقتها بعض الكاميرات, وأنقذتها سيدة من عظيمات مصر السيدة التي تستحق أن يقدم لها ألف تحية ويرفع لها ألف قبعة.. لأنها لم تتهاون في أخذ حق الطفلة الصغيرة.. الطفلة التي تهاون أهلها في حقها وأجبروها على التسول في بعض الميادين بدل من أن يهتموا بالنعم التي أنعم الله عليهم بها؛ وهي الأبناء فيحسنون التربية والتعليم لهم.

ربما يعترضني بعض الأشخاص الآن وأنا أكتب ليصيح بي ويبرر أن الفقر هو من جعل الأهل يفعلون ذلك بأبنائهم.. فأقول لهم سيدي أو سيدتي رويدك قليلا فكم من فقير في مجتمعنا أصبح عالمًا، وكم من معدوم أصبح ذا مكانة رفيعة، فلا تتهم الفقر وهو بريء من ذلك، وكم القصص المصرية التي تحكي لنا عن موت الأب ولم تضع الأسرة بعده، فالسيدة المصرية تضم جميع الأبناء وتحضتنهم وتعمل وتشقي لأجل أن يصير الأبناء ذو مكانة رفيعة في المجتمع تفتخر بهم وتفتخر بمجهودها وحصادها فيهم..

لدينا مثال لأمهات عظيمات فعلن ذلك.

إنما الطمع وتجميع الأموال بلا تعب أو مشقة هو  السبب.فبعض المتسولين يهرولون وراء أطماعهم لحصد الأموال الطائلة ولا يتنزهون، في أن يظل أولادهم وبناتهم في الشوارع لأوقات متأخرة من أجل التسول، فيصبح لدينا فئة من الشباب لا علم ولا عمل لديها عالة على المجتمع..
دعنا من كل ذلك.

هل لك أن تتخيل كم الأذى الذي وقع على الطفلة بسبب الاعتداء، وهل نعلم أن كان ذلك هو أول اعتداء من ذئب بشري أم سبقه غيره من الذئاب.؟.
هل تعلم أن الطفلة إذا صارت شابة كم من النقم التي ستظهرها على المجتمع بسبب ما تعرضت له؟ .
كل تلك الأسئلة وأكثر، تدور في ذهني منذ أن شاهدت الواقعة..

ولكن عزيزي القارئ هل مرت عليك يومًا مقولة على بن أبي طالب " كل الديون تدفع من جيوبكم إلا الأعراض من أعراضكم". فلا يفضح الله عبدا من أول مرة, بل يتركه مرات لعله يتوب حتى تضجر الملائكة فيقول لهم الله لعله يتوب فإذا أصر العبد على الذنب عاقبه الله .

إذا كان الذنب خاصا بالعرض، سيدفعه المرتكب بنفس الجرم الذي ارتكبه، وذلك لا يتعارض مع قول الله عز وجل "لا تزر وازرة وزر أخرى". فإن الله لا يحاكم نفسا بريئة بما ارتكبه غيرها، وإنما سيدفع نفس جرمه من عرضه ..

المجتمع الشرقي لديه فلسفة غريبة وغير منطقية على الإطلاق، وهي أن الرجل أن يفعل ما يفعل من معاصي خارج بيته وربما تسمح له زوجته بالزنا، على ألا يتزوج عليها، وأن يلبي لها ولأبنائها رغباتها، إذن فالأسرة جميعًا مشتركة معه في نفس الذنب والمعصية، وهناك قاعدة عامة في الشريعة الإسلامية بخصوص جريمة السرقة تقول (من اشترى سرقة، وهو يعلم أنها مسروقة فقد شارك في إثمها وعارها) وربما جميعًا يعلم حديث الخمر "لعن الله كل من أشترك فيها".

إذن، إذا كان الرجل الشرقي يخشى على أهل بيته وأسرته أن يمسسهم مكروه.. فليتق الله في غيره، وكما يخشي على بناته، فالأولى أن يخشى على بنات الناس.