قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هنا عبد الفتاح تكتب⁩: ديون تدفعونها من أعراضكم


ربما تتحدث مصر كلها الآن عن المعتدي على طفلة المعادي في واقعة وثقتها بعض الكاميرات, وأنقذتها سيدة من عظيمات مصر السيدة التي تستحق أن يقدم لها ألف تحية ويرفع لها ألفقبعة.. لأنها لم تتهاون في أخذ حق الطفلة الصغيرة.. الطفلة التي تهاون أهلها في حقها وأجبروها على التسول في بعض الميادين بدل من أن يهتموا بالنعم التي أنعم الله عليهم بها؛ وهي الأبناء فيحسنون التربية والتعليم لهم.

ربما يعترضني بعض الأشخاص الآن وأنا أكتب ليصيح بي ويبرر أن الفقر هو من جعل الأهل يفعلون ذلك بأبنائهم.. فأقول لهم سيدي أو سيدتي رويدك قليلا فكم من فقير في مجتمعنا أصبح عالمًا، وكم من معدوم أصبح ذا مكانة رفيعة، فلا تتهم الفقر وهو بريء من ذلك، وكم القصص المصرية التي تحكي لنا عن موت الأب ولم تضع الأسرة بعده، فالسيدة المصرية تضم جميع الأبناء وتحضتنهم وتعمل وتشقي لأجل أن يصير الأبناء ذو مكانة رفيعة في المجتمع تفتخر بهم وتفتخر بمجهودها وحصادها فيهم..

لدينا مثال لأمهات عظيمات فعلن ذلك.

إنما الطمع وتجميع الأموال بلا تعب أو مشقة هو السبب.فبعض المتسولين يهرولون وراء أطماعهملحصد الأموالالطائلة ولا يتنزهون، في أن يظل أولادهم وبناتهم في الشوارع لأوقات متأخرة من أجل التسول، فيصبح لدينا فئة من الشباب لا علم ولا عمل لديها عالة على المجتمع..
دعنا من كل ذلك.

هل لك أن تتخيل كم الأذىالذي وقع على الطفلة بسبب الاعتداء، وهل نعلم أن كان ذلك هو أول اعتداء من ذئب بشري أم سبقه غيره من الذئاب.؟.
هل تعلم أن الطفلة إذا صارت شابة كم من النقم التي ستظهرها على المجتمع بسبب ما تعرضت له؟ .
كل تلك الأسئلة وأكثر، تدور في ذهني منذ أن شاهدت الواقعة..

ولكن عزيزي القارئ هل مرت عليك يومًا مقولة على بنأبي طالب " كل الديون تدفع من جيوبكم إلا الأعراضمن أعراضكم". فلا يفضح الله عبدا من أول مرة, بل يتركه مرات لعله يتوب حتى تضجر الملائكة فيقول لهم الله لعله يتوب فإذا أصر العبد على الذنب عاقبه الله .

إذا كان الذنب خاصا بالعرض، سيدفعه المرتكب بنفس الجرم الذي ارتكبه، وذلك لا يتعارض مع قول الله عز وجل "لا تزر وازرة وزر أخرى". فإنالله لا يحاكم نفسا بريئة بما ارتكبه غيرها، وإنماسيدفع نفس جرمه من عرضه ..

المجتمع الشرقي لديه فلسفة غريبة وغير منطقية على الإطلاق، وهي أن الرجل أن يفعل ما يفعل من معاصي خارج بيته وربما تسمح له زوجته بالزنا، على ألايتزوج عليها، وأن يلبي لها ولأبنائها رغباتها، إذن فالأسرة جميعًا مشتركة معه في نفس الذنب والمعصية، وهناك قاعدة عامة في الشريعة الإسلامية بخصوص جريمة السرقة تقول (من اشترىسرقة، وهو يعلم أنها مسروقة فقد شارك في إثمهاوعارها) وربما جميعًا يعلم حديث الخمر "لعن الله كل من أشترك فيها".

إذن، إذا كان الرجل الشرقي يخشىعلى أهل بيته وأسرته أن يمسسهم مكروه.. فليتق الله في غيره، وكما يخشي على بناته، فالأولىأن يخشىعلى بنات الناس.