كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عن سبب ضياع الأمة الإسلامية في واقعها الحالي، مشيرا إلى أن السر يكمن في غياب العلم وتراجع مكانته، مؤكدًا أن العلم هو المنقذ الحقيقي للأمة مما تمر به من أزمات وتحديات.
وقال الدكتور علي جمعة، أثناء مقطع فيديو منشور على حسابه الرسمي بموقع فيسبوك، "الحكاية كلها العلم، بنقولها من قلبنا، لما اتورطنا الورطة اللي إحنا فيها دلوقتي، من قلة العلم".
وأضاف مفتي الجمهورية السابق، أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تستعيد قيمتها أو مكانتها إلا بالعلم، قائلًا: "مفيش غير العلم، هو اللي ينقذنا ويخلينا نفهم، العلم هو اللي يجعل لنا قيمة، فلما ضاع وضيعوا معالمه، ضاعت الأمة".
علي جمعة يوضح نظرية لإيجاد الإمداد
وفي سياق آخر، قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن الله تعالى يقول: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}، ومن هذه الآية استخلص المسلمون نظرية تسمى: "نظرية الإيجاد والإمداد".
وأشار إلى أن هناك إيجادٌ، أي: خَلْقٌ: {أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا}، وهناك إمداد: {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}، وهذا الإمداد مستمر متواصل لا ينقطع، ولو أن الله سبحانه وتعالى قطع هذا الإمداد لأفنى المقطوع عنه، وليس معنى ذلك أن يموت؛ فالموت خلْق جديد {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ}، بل يفنى؛ أي يصير إلى عدمٍ محض. فالله سبحانه وتعالى لا يزال خالقًا، وقطعه الإمداد -ولله سبحانه وتعالى المثل الأعلى- هو كقطع التيار الكهربائي عن شاشة التليفزيون؛ فتختفي الصور وينطفئ نور الشاشة.
فالإمداد هو الذي يحفظ الإيجاد، وهو من الله وحده لا يشاركه فيه أحد، ومن هذا فهموا معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) بمعنى انقطاع كل قدرة أو حول أو طاقة إلا بعون الله ومدده، وفهموا دعاء الرسول ﷺ: (لا تكلني إلى نفسي طرفة عين)؛ لأنه لو أوكلني إلى نفسي فسوف أفنى، فلا حول لي ولا قوة على أن أوجد نفسي أو أن أبقيها إلا بالله العلي العظيم.
ونره انه إذا وصل معتقد الفرد إلى هذا، فقد وصل إلى درجات التوكل والتفويض، والانصراف إلى الله بكلية القلب والفكر والهمة في العبادة والحياة؛ فأنا منه وإليه. ومن ذلك أيضًا نفهم المناجاة النبوية: (لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك) [رواه مسلم].
فالأمر كله لله: خلقًا وبقاءً، وبقاؤنا قائمٌ به وبمدده.
فإذا فهم الإنسان هذه الحقيقة فإن قلبه يخشع لله، ويكون على ذكرٍ دائمٍ لله.



