الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التحرش بطفلة المعادي


جريمة بشعة هزت الرأي العام والمجتمع كله عقب تداول فيديو على مواقع التواصل يوثق الجريمة التي أعادت الجدل حول تغليظ العقوبات ضد المتحرشين وضد جرائم التحرش بالأطفال. وبشكل عام الجريمة اثارت غضب الجميع ربما لبشاعة تفاصيل الحادثة وربما لأن المجني عليها طفلة صغيرة لا حول لها ولا قوة تبيع المناديل بإشارات المرور.


التحرش الجنسي بالأطفال كبيرة من كبائر الذنوب تنأي عنها كل الفطر السوية وتعتبر انتهاكا صارخا للقيم الإنسانية داخل المجتمع .. المجلس القومي للأمومة والطفولة تقدم ببلاغ للنائب العام أكد أن الجريمة هي هتك عرض يجب أن يعاقب مرتكبها بالسجن المشدد من ثلاث الى سبع سنوات ويطالب بتطبيق أقصي العقوبة خاصة وأن الطفلة لم تتعد الستة عشر عاما وأن جرائم التحرش وصلت الي 11 الف بلاغ تحرش ضد الأطفال في عام 2020 .  


وهي أيضا تفتح لنا ملف التحرش بالأطفال، فالتحرش درجات كما يؤكد المتخصصون فهناك التحرش الايحائي وهو أن يوحي للطفل بالتحرش وتفاصيله وهناك التحرش اللفظي وهو بالكلام والألفاظ لمغزى جنسي والتحرش الثانوي وهو أن يتم التحرش في اماكن بالجسم وليس في الأعضاء التناسلية للطفل و هناك التحرش الجنسي الظاهري وله علاقة بالأعضاء الجنسية ولكن دون ممارسة فعلية والحالة الأخيرة وهو التحرش الذي به الإجراء الفعلي للتحرش .


هذه الحادثة تحديدا تلفت نظرنا لأشياء هامة أهمها كيفية وقاية أطفالنا، فعلينا ان نقيم معهم حوارا متبادلا نعرفهم أن هناك أماكن محرمة في الجسم ممنوع أن يقترب منها أحد حتي لو أماكن عادية، فجسمه غير مستباح في أي منطقة وممنوع منعا باتا أن أي آخر – يلمس جسمه - فهو ملكية خاصة له ويتم التركيز علي ذلك والتأكيد بدون أن يتحول الموضوع لعقدة أو يتم الحديث عنه بتطرف ومبالغة.


والتأكيد علي أن المنطقة المحرمة في الجسم التي لا يتم ملامستها هي عبارة عن مثلث مقلوب من الأمام قاعدته لأعلى يبدأ بالاكتاف ومثلث قاعدته لأسفل من الخلف.


هذه لغة بسيطة وانما علي الأطفال أن يفهموها جيدا ويعرفوا تفاصيلها مع تكرار هذا الحوار وهذه الكلمات كثيرا والأهم المتابعة والمراقبة لهؤلاء الأطفال حتي يتم حمايتهم.

  
هذه الحادثة بكل تفاصيلها حادثة مشينة تعكس تهاون المجتمع كله ضد ظاهرة التحرش بأطفال الشوارع وتظهر بشاعة هذه المشكلة وتبين حجم هذه الظاهرة بمجتمعنا ، وتؤكد أن هذه الظاهرة مازالت موجودة وبقوة وخصوصا هؤلاء الذين يتم تسريحهم في اشارات المرور وعلينا أن نجد طريقة ما تجذب هؤلاء الأطفال لمساعدتهم بكل الطرق.


وبقيت نقطة أخري وهي اهالي هذه الطفلة الذين تركوها تتعرض لهذه الأهوال يجب أن يعاقبوا عقابا شديدا. فمن يتهاون في حق أولاده عليه أن يجازى وتغلظ العقوبة ضده ، وكل مسئول عن طفل عليه حمايته من أهوال الحياة ولا يتركه عرضة للتحرش والفساد والإدمان والضياع. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط