أين الحقيقة؟.. تضارب دراسات العلماء حول لقاح أسترازينيكا يثير حيرة العالم

لا يزال لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا الذي أنتجته جامعة أكسفورد البريطانية مثار جدل عالمي بشأن صحة تركيبته وتسببها في إحداث جلطات لمن حقنوا بها أم لا، فضلا عن الجدل الدائر بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن توزيع اللقاح.

فبينما تؤكد دراسة أمريكية إن اللقاح آمن وفعال، يقول علماء أوروبيون إنه يسبب جلطات في المخ.

وبسحب تقرير مجلة "نيوز ويك" الأمريكية، قالت شركة أسترازينيكا يوم الاثنين إن تجربة أمريكية وجدت أن لقاح الشركة فعال بنسبة 79٪ دون أي آثار جانبية خطيرة ، لكن عدم الثقة في اللقاح في أوروبا مستمر في النمو.

ووجدت دراسة جديدة أجرتها YouGov أن غالبية الأوروبيين يعتقدون أن اللقاح غير آمن.

من بين الألمان ، قال 55% إنهم يعتقدون أن الجرعات غير آمنة، بزياة 15 نقطة منذ الشهر الماضي. في إيطاليا وإسبانيا، انخفضت الأرقام الخاصة بالأشخاص الذين قالوا سابقًا إن لقاح أسترازينيكا آمن (54%و 59%على التوالي) إلى 36%و38%. في فرنسا، قال 61% من المشاركين إنهم يعتبرون الجرعات غير آمنة، بزيادة 18 نقطة عن 43% السابقة.

كانت الدولة الوحيدة التي لم تبلغ عن تراجع الثقة بين عامة الناس هي بريطانيا، وقال ثلثا الذين شملهم الاستطلاع إنهم يعتبرون اللقاح آمنًا وقال 9 % إنهم لا يعتقدون ذلك.

تلقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة الماضي جرعته الأولى من لقاح أسترازينيكا في محاولة لمكافحة ما تردد عن سلامة اللقاح.

وتراجعت ثقة الجمهور في اللقاح منذ أن تم ربط تقارير عن حدوث جلطات دموية نادرة باللقاح ، ما تسبب في توقف 13 دولة على الأقل عن استخدامه لفترة وجيزة. استأنفت بعض الدول استخدامه بعد أن قررت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي أنها آمنة وفعالة.

على الرغم من الشكوك حول لقاح شركة الأدوية البريطانية السويدية، وجدت تجربة أمريكية أنه لا يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم. قالت أسترازينيكا إنها ستبدأ في الحصول على إذن للاستخدام في حالات الطوارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

وقالت شركة أسترازينيكا في بيان إن اللقاح كان فعالًا بنسبة 79٪ في الوقاية من أعراض كورونا وكان فعالًا بنسبة 100٪ في منع المرض الشديد والاستشفاء من الإصابة، على الرغم من عدم نشر البيانات الكاملة بعد.

حتى الآن ، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيصًا للاستخدام الطارئ لثلاثة لقاحات، فايزر - بيونتيك ومودرنا وجونسون آند جونسون.

بينما تستمر المخاوف بشأن لقاح أسترازينيكا في أوروبا وتنتظر الشركة موافقة الجهات التنظيمية الأمريكية ، وسعت كندا من استخدامها للحقنة.

وقال فريقان من العلماء الأوروبيين، الذين يعملون بشكل مستقل، إنهم يعتقدون أنهم حددوا سبب حالة تخثر الدم النادرة التي حدثت لدى بعض الأشخاص بعد تلقي لقاح استرازينكا ضد فيروس كورونا - كوفيد 19 المستجد، وإذا كان هذا صحيحًا، فقد يعني بحثهم أن أي جلطات دموية تحدث يمكن علاجها بسهولة.

وكانت هناك تقارير في وقت سابق من الشهر الجاري عن حدوث ما يقرب من 30 جلطة دموية بعد التطعيم، بعضها قاتل، ما أدى إلى قيام أكثر من اثنتي عشرة دولة أوروبية بتعليق استخدام لقاح استرازينكا.

واستأنفت معظم الدول استخدامه، بعد أن أجرت وكالة الأدوية الأوروبية تحقيقًا وأعلنت يوم الخميس أن لقاح استرازينكا آمن وفعال. 

وذكرت وكالة الادوية الاوروبية إن فوائد اللقاح تفوق بكثير المخاطر المحتملة - وأشار إلى أن معدل جلطات الدم بعد اللقاح كان في الواقع أقل من المعدل المتوقع في عموم السكان.

وحاليا، قال مجموعة من الباحثين الألمان، بقيادة البروفيسور أندرياس جرينشر بجامعة جرايفسفالد، الجمعة، في بيان إنهم يعتقدون أن لقاح استرازينكا، في بعض الحالات، يؤدي إلى فرط نشاط الصفائح الدموية في الدم، ما قد يتسبب بعد ذلك في الوفاة. 

واضافوا إنه مشابه لما يحدث مع حالة تسمى نقص الصفيحات الناجم عن الهيبارين.