الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذهب لعلاج عينه دخل المستشفى على نقالة.. مأساة أكبر مسن بـ حادث قطاري سوهاج| فيديو

صدى البلد

بوجه يكسوه التجاعيد والشعر الأبيض وبجلباب صعيدي مهترئ يطمس لونه التراب، رقد مختار محمد أبو بكر، ٨٢ عاما، على أحد أسرة مستشفى طهطا العام، بعد أن أصيب بكسور في الحوض بحادث تصادم قطاري سوهاج.



بعينين مغيبتين عن الوعي ووجه شاحب وجسد نحله المرض والسن، يتقلب "مختار" على جنبيه من الوجع المفرط لإصابته الشديدة بمنطقة الحوض وبجواره زوجة ابنه التي لم تتخل عنه، معتبرة إياها والدها لترعاه على أكمل وجه بعد تعرضه لإصابة كادت أن تودي بحياته.



ترابط الشابة الصعيدية الأصيلة على يد "مختار" والد زوجها لتطمئنه على حاله حين يعود إلى وعيه من آن الى آخر، في انتظار علاجه وإجراء عملية له.



وبالنيابة عن المصاب العجوز، تروي السيدة الصعيدية زوجة ابنة  الحاج مختار المسن، لموقع "صدى البلد"، أن حماها كان يركب القطار المنكوب متجها من بيته في نجع حمادي إلى سوهاج بمفرده، وهو في هذه السن التي تخطت الـ٨٢ عاما، للكشف عند طبيب العيون بعد معاناته من ضعف البصر، ليجد نفسه بشكل مفاجئ محشور في إحدى عربات القطار بعد انقلابها ليغيب عن الوعي تماما حتى نقله إلى المستشفى.



اضطر "مختار" للذهاب وحده إلى الطبيب عبر أحد القطارات الذي انقلب في حادث طهطا، حتى لا يشغل ابنه عن عمله وقوت يومه ليتمكن من إطعام أبنائه الستة، في دافع أبوي كاد يهلكه.



بعد وقت قصير من  ركوب "مختار"  للقطار المنكوب وجد نفسه رأسا على عقب متطايرا بين ساحة القطار المهشمة، بعد اصطدامه بقطار آخر تعطل بشكل مفاجئ، ليرقد "مختار" على حطام مقاعد عربة القطار وهو غائب عن الوعي تماما وينتشله الأهالي من ركام القطار لنقله إلى المستشفى التي أبلغت زوجة ابنه الوحيد بحالته الصادمة.



بعد أن علمت زوجة الابن وفقا لروايتها، بما وقع لحماها "مختار" هرعت إلى المستشفى لمساندته وكأنها واحدة من أبنائه، لتظل بجواره تخدمه وتلبي احتياجاته التي لا يقدر على نطقها لفقدانه الوعي والكلام.


 

يعاني "مختار" من كسر مضاعف في الحوض ويحتاج إلى عملية بأقصى سرعة ممكنة لكنه ظل منتظرا دوره لتكدس المستشفى بالمصابين أصحاب الحالات الحرجة، وفقا لرواية زوجة ابن الحاج " مختار".



كل ما تطلبه زوجة ابن "مختار"، سرعة علاجه ورعايته بشكل أكبر لصعوبة حالته لكبر سنه، حيث يعد واحدا من أكبر المصابين عمرا في حادث طهطا المفجع، راجية المسئولين علاج والد زوجها وفحص نظره الذي يحتاج إلى علاج لا يقدر عليه الأب المكلوم لبساطة حاله وقلة حيلته في هذا السن.