EN
"ساعة ظلم واحدة طولها ألف سنة" هي أكثر من مجرد جملة أطلقهاالكاتب الصحفي الراحل علي أمين الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الـ 45 حيث رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 28 مارس 1976، فتلك الجملة تجسد حياة سياسية مثيرة مليئة بالصراعات ضد الإنجليز والاستعمار، ولإحياء كلمة الحق في وجه المستبدين على شعب مصر الطيب.
ومن الطبيعي أن تكون أفكار الكاتب الصحفي على أمين متضامنة مع الشعب المصري، لأنه تربي هو وتوأمه الكاتب مصطفى أمين في بيت خال والدته، وزعيم الأمة سعد زغلول قائد ثور 1919، ضد الإنجليز والفاسدين وأعوانهم في مصر المحروسة، ولعل تلك النشأة كانت سببا في اشتغاله بالصحافة والسياسة وهو في سن الثامنة والتي نستعرضها في السطور التالية:
إصدار الصحف والمجلات
بدأ علي أمين مسيرته الصحفية في الثامنة من عمره، عندما أصدر مع شقيقه مجلة "الحقوق" والتي كانت تكتب بالقلم الرصاص، وتحتوي على أخبار البيت والضيوف والزوار والطباخ والشغالة، وفي عام ١٩٢٤م أصدرا مجلة "سنة ثالثة ثالث"، ثم مجلة "عمارة البالي" لأطفال الحي الذي يعيشان فيه.
أول شرارة لرفض الظلم ونصر الحق
في الـ19 من عمره عام 1928، تم فصل على أمين من المدرسة لمدة عامين وذلك لأنه صفع حكمدار الغربية على وجهه، وذلك لأنه حاول الاعتداء على مصطفي النحاس رئيس وزراء مصر بتلك الفترة، أثناء تواجده في طنطا.
وصدر عام 1930 عفو عنه ودخل المدرسة الخديوية، ليشارك فى إضراب احتجاجا على تعطيل الملك لدستور 1923، ثم التحق بالجامعة الأمريكية وحصل على درجة البكالوريا ليسافر إلى لندن عام 1931م ويحصل على بكالوريس الهندسة عام 1936م ويعود إلي مصر، وعين مهندسا في مصلحة الميكانيكا والكهرباء، ومدير مكتب وزير التموين عام 1942، ثم مديرا لمكتب وزير المالية عام 1942.
إصدار أخبار اليوم 1944
في عام 1944 أصدر جريدة "أخبار اليوم" ثم اشتري مجلة "آخر ساعة" عام 1945، فكانت الكتابة والصحافة والحياة السياسية وخدمة المجتمع هي أهم أولوياته، كما أصدرا مجلة "آخر لحظة" و"مجلة الجيل الجديد" عام 1951، وفي الـ7 من أغسطس عام 1961 تولى رئاسة تحرير الهلال، وعين رئيسا لمجلس إدارتها فى 30مارس عام 1962، وفى 18أبريل عام 1964 تولى رئاسة تحرير"أخبار اليوم" وأصدرمجلة "هى".
الرئيس جمال عبدالناصر يستعين بـ"على أمين" في مفاوضات العدوان الثلاثي
كلف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر "علي أمين" بالسفر إلى لندن لإقناع حزب العمال، بالضغط على الحكومة الإنجليزية واستنكار ورفض العدوان الثلاثي على مصر، وبالفعل عاد إلي القاهرة برسالة من "جيتسكل" زعيم حزب العمال، والتي مثلت تحول كامل في سياسة الحزب ضد العدوان والحكومة الإنجليزية، ليعرب الرئيس الرحل جمال عبد الناصر وقتها عند شكره للكاتب الصحفي علي أمين قائلا: "أنت تستحق أكبر نياشين الدولة على هذا العمل الوطني".
علاقته بالفنانين.. أم كلثوم تنقذ على أمين وأخبار اليوم من عثرتهم المالية
كانت علاقة علي أمين بالفنانين وقتها جيدة ووثيقة للغاية، فكان صديقا لكوكب الشرق أم كلثوم والتى قدمت الكثير من المساعدات المالية لجريدة أخبار اليوم لتتخطى عثراتها المالية، بجانب علاقته الجيدة مع كلا من العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والموسيقار محمد عبدالوهاب ونجاة وكامل الشناوي وكمال الطويل وفاتن حمامة وغيرهم.
جهود على أمين لتوظيف الصحافة لخدمة المجتمع
كان على أمين يحاول تقديم الخدمات للمجتمع المصري بشتي الطرق، وقد طرح فكرة الاحتفال بعيد الأم قائلا في أحد مقالاته بأخبار اليوم: "لم لا نتفق علي يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم و نجعله عيدا قوميا في بلادنا و بلاد الشرق، و في هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها "شكرا أو ربنا يخليكِ" ، ولماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة فيمنعوها من العمل ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولنحدد أي يوم في السنة نجعله "عيد الأم"؟".
وبعد نشر المقال اختار القراء يوم 21 مارس عيدا للأم، وذلك لأنه بداية فصل الربيع والذي سيكون مواكبا لعطاء والام وصفاء الفصل وتفتح الورود وكل مظاهر الجمال به، بجانب أنه يرجع له الفضل فى ابتكار عيد الحب وعيد الاب.
مشروع ليلة القدر
أطلق على أمين مع اخيه مصطفى أمين، مشروع "ليلة القدر" الخيري الذي بدأ فى في 15 فبراير 1954 بمقال نشره أمين، في أخبار اليوم قال فيه إن في كل إنسان أمنية صغيرة وحاجة تطارده وهو يهرب منها إما لسخافتها أو لإرتفاع تكاليفها، فما هي أمنيتك المكبوتة، داعيا القراء أن يكتبوا أمانيهم وسيحاول تحققيها أو يدلهم على أقصر الطرق لتحقيقها، بشرط ألا يطلب منه تذكرة ذهاب وإياب إلى القمر.
وحقق المشروع نجاحا كبيرا وانهالت على الجريدة العديد من الرسائل وتم تلبية العديد من أصحاب الحاجات ليتوسع المشروع بعد ذلك.
الوظائف التي شغلها علي أمين
شغل على أمين العديد من الوظائف الهامة فى الحكومة المصرية، والصحافة أيضا، فقد كان:
- مدير لمكتب وزير التموين وثم وزير المالية ثم المواصلات عام 1942
- مدير عام للمستخدمين والمعاشات سنة 1943
- انتخب عضو لمجلس النواب سنة 1944
- اشترك فى تحرير مجلة الرغائب سنة1930
- اشترك فى تحرير روز اليوسف
- اشترك فى اصدار اخر ساعة مع محمد التابعى سنة 1945
- أصدر مجلة "اخر لحظة" سنة 1948
- أصدر مجلة الجيل الجديد سنة 1951
- أصدر مجلة "هى" وفي 2 مايو سنة 1965
