الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتشاف أول مصنع جعة في العالم يكشف أسرارا عن بناء الهرم الأكبر.. تفاصيل

صدى البلد

يتخذ علماء الآثار وخبراء المصريات خطوة بعد كل فترة، نحو فهم بناء الاهرامات، فكانت الخطوة التي وصل لها العلماء مؤخرًا، هي اكتشاف مصنع للبيرة في موقع دفن قديم، يمكن أن يساعد في حل لغز كيفية بناء الهرم الأكبر.

واكتشف علماء الآثار، ما يُعتقد أنه أقدم مصنع بيرة في العالم، على الجهة الشمالية من المقبرة القديمة، في أبيدوس (مدينة في محافظة سوهاج)، الشهر الماضي، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية. 

المصنع عبارة عن 8 وحدات ضخمة، كل منها حوالي 20 مترًا في 2.5 متر، بما في ذلك صفين من حوالي 40 وعاء، تم استخدامها لتسخين مزيج الحبوب والماء؛ لصنع البيرة، ويُعتقد أنه يعود إلى زمن الملك نارمر، المعروف بتوحيده لمصر في بداية عصر الأسرات الأولى (3150 قبل الميلاد - 2613 قبل الميلاد).

وقال الدكتور "ماثيو آدمز"، رئيس البعثة الأمريكية المصرية، إن مصنع الجعة القديم، كان يعمل على "نطاق صناعي قادر على إنتاج حوالي 22.400 لتر من البيرة في المرة الواحدة".

وأضاف: "لسنا متأكدين بعد من عدد المرات التي تم فيها إنتاج دفعة في أبيدوس، ولكن حتى لو كانت مرة واحدة فقط في الشهر؛ فسيكون ذلك أكثر من 250.000 لتر سنويًا".

وأكمل حديثه: بالإضافة إلى ذلك، تم تصميم المصنع ككل بشكل رسمي، بداخله 8 هياكل مرتبة بالتوازي، مع ترك حوالي 8 أمتار فارغة بين كل منها.

وأشار إلى أن:"التوحيد القياسي الواضح في مصنع الجعة نفسه، فضلًا عن القدرة الإنتاجية، والعمالة والموارد الأساسية التي كانت ضرورية لحدوث الإنتاج؛ كلها تشير إلى أن هذه كانت مبادرة تديرها الدولة، وليست شيئًا يحدث في المجتمع بشكل عادي".

وأوضح الخبير، كيف يمكن أن يساعد الاكتشاف، في زيادة فهم المنظمة العمالية اللازمة لبناء الأهرامات، موضحًا: "أرى أن هذا أحد أهم النتائج من عملنا في مصنع الجعة حتى الآن، فكانت الطاقة الإنتاجية وحدها مدهشة في هذا الوقت المبكر، ولكن بالنظر بشكل أعمق؛ فإن الآثار تساعدنا على فهم الدولة المصرية القديمة، لذلك هي مهمة للغاية".

ويُعتقد أن الهرم الأكبر قد تم بناؤه خلال الأسرة الرابعة، للفرعون خوفو - حوالي 2580 قبل الميلاد إلى 2560 قبل الميلاد.

وتوجد العديد من النظريات حول كيفية بناء الهرم الأكبر ، لكن معظم علماء الآثار يعتقدون أن كل كتلة من كتل الحجر الجيري البالغ عددها 2.3 مليون قطعة تم قطعها ونقلها من محجر قريب.

ويقول الخبراء إن فريقًا ضخمًا من آلاف العمال اتصل بعد ذلك لنقلهم ووضعهم في أماكنهم باستخدام منحدر خارجي كبير، وربما تعلموا بالضبط كيفية القيام بذلك من بناء المعرفة على مر السنين، بدءًا من مصنع الجعة في أبيدوس.

وتابع الدكتور آدامز: "إن القدرة على تنظيم الإنتاج ، وتعبئة العمالة ، والاستفادة من الموارد الأساسية على نطاق واسع ، وإدارة كل ما سبق؛ هو بالضبط ما جعل بناء الأهرامات ممكنًا".