الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

100 عام من الحرب والحب والحياة الملكية.. من هو الأمير فيليب زوج ملكة بريطانيا الراحل

الأمير فيليب زوج
الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الراحل

أعلنت العائلة المالكة البريطانية في بيان وفاة الأمير فيليب دوق إدنبره وزوج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر اقترب من 100 عام عامًا في قلعة وندسور بمقاطعة بيركشاير.

 

وكان الأمير فيليب قد انتقل إلى المستشفى لتلقي العلاج في فبراير الماضي إثر وعكة صحية ألمت به، وكان يعاني منذ فترة طويلة من مشاكل في القلب.

 

اقرأ أيضًا | وصية.. ماذا قال الأمير فيليب بشأن جنازته ؟

وولد الأمير فيليب في 10 يونيو 1921 في جزيرة كورفو اليونانية لوالده الأمير أندرو أمير اليونان والدنمارك ووالدته الأميرة أليس سليلة أسرة باتنبرج الحاكمة لدوقية هسه الألمانية.

 

وكان الأمير أندرو والد الأمير فيليب قائدًا في الجيش اليوناني إبان الحرب اليونانية التركية التي استمرت بين عامي 1919 و1922، وبعد هزيمة اليونان نُفي الأمير أندرو وأسرته إلى فرنسا عام 1922 بينما كان الأمير فيليب لا يزال رضيعًا.

 

وتخلى لويس باتنبرج جد الأمير فيليب لأمه، عن ألقابه الملكية الألمانية واتخذ لنفسه لقب ماونتباتن، الترجمة الإنجليزية للقب باتنبرج الألماني، وأصبح مواطنًا بريطانيًا.

 

وبحسب إذاعة "بي بي سي" البريطانية، بدأ فيليب تعليمه في فرنسا، ولكن في سن السابعة، ذهب للعيش مع أقاربه من أسرة مونتباتن في انجلترا ودخل المدرسة الابتدائية في مقاطعة سَري.

 

وبحلول ذلك الوقت تبين أن والدته تعاني من انفصام الشخصية ( شيزوفرينيا) ووضعت في أحد المصحات. ولم يكن لفيليب الصغير اتصال يذكر بوالدته خلال فترة طفولته.

 

في عام 1933 أرسل إلى مدرسة "شول شلوس سالم" في جنوب ألمانيا، التي كانت تدار من قبل الرائد في مجال التعليم كورت هان. لكن في غضون أشهر، اضطر هان اليهودي إلى الفرار من القمع النازي. وانتقل إلى اسكتلندا حيث أسس مدرسة "جوردونستون"، والتي انتقل إليها فيليب بعد قضائه فصلين دراسيين فقط في ألمانيا.

 

ومع اقتراب نذر الحرب العالمية الثانية، قرر فيليب الالتحاق بالخدمة العسكرية. وأراد الانضمام إلى سلاح الجو الملكي، لكنه انتسب إلى البحرية إذ أن لأسرة والدته تاريخ حافل في البحرية، وأصبح طالباً في الكلية البحرية الملكية في دارتموث.

الأمير فيليب ضابطًا في البحرية الملكية البريطانية

وخلال وجوده هناك، أوكلت إليه مهمة مرافقة الأميرتين الشابتين، إليزابيث ومارجريت، أثناء قيام الملك جورج السادس والملكة إليزابيث بجولة في الكلية.

وحسب شهود عيان، تباهى فيليب بنفسه كثيراً، وترك هذا اللقاء انطباعاً عميقاً لدى الأميرة إليزابيث التي كان عمرها 13 عاماً حينها.

 

وسرعان ما برز فيليب في الكلية كطالب متميز وواعد وجاء في المرتبة الأولى بين زملائه في يناير عام 1940 وشارك في العمليات العسكرية للمرة الأولى في المحيط الهندي.

انتقل فيليب للعمل على متن السفينة الحربية "فاليانت" في أسطول البحر المتوسط، حيث ورد اسمه في البرقيات العسكرية من باب الإشادة بشجاعته وذلك لدوره في معركة "كيب ماتابان" عام 1941. وكان فيليب الضابط المسؤول عن كشافات السفينة، فلعب دوراً حاسماً في تلك المعركة الليلية.

 

وبحلول أكتوبر عام 1942، كان واحداً من أصغر الضباط في البحرية الملكية، يخدم على متن المدمرة "والاس".

وطوال هذه الفترة كان فيليب يتبادل مع الأميرة الشابة إليزابيث الرسائل، ووجهت له الدعوة لقضاء بعض الوقت مع الأسرة الملكية في عدة مناسبات.

 

وبعد واحدة من هذه الزيارات، وخلال عيد الميلاد عام 1943، وضعت إليزابيث صورة فيليب، وهو في ملابس البحرية الملكية على مكتبها.

وتطورت العلاقة بينهما خلال وقت السلم، على الرغم من وجود معارضة من بعض رجال الحاشية، إذ وصفه أحدهم بأنه "خشن وسيء التصرف".

 

لكن الأميرة الشابة كانت تحبه حباً جماً، وفي صيف عام 1946، طلب فيليب يدها من والدها للزواج.

ومع ذلك، وقبل أن يتم الإعلان عن الخطوبة، كان على فيليب أن يحصل على جنسية جديدة ولقب جديد. وتخلى عن لقبه اليوناني، وأصبح مواطناً بريطانياً وأخذ اسم والدته الإنجليزي، مونتباتن.

وقبل يوم واحد من مراسم الزواج، منحه الملك جورج السادس لقب صاحب السمو الملكي. وصبيحة الزفاف، خلع عليه ألقاب دوق أدنبره وإيرل ميريونيث وبارون جرينويش.

 

وجرت مراسم الزواج في كنيسة وستمنستر آبي في 20 نوفمبر عام 1947. ووصف ونستون تشرشل، رئيس الوزراء السابق هذا الزفاف بأنه "بريق ألوان" في بريطانيا الكئيبة ما بعد الحرب.

زفاف الأمير فيليب والملكة إليزابيث

عاد فيليب لعمله في البحرية الملكية وأرسل إلى جزيرة مالطا حيث تمكن الزوجان للمرة الأولى من العيش مثل أي عائلة في القوات المسلحة.

ولد ابنهما الأمير تشارلز في قصر باكينجهام عام 1948، بينما أبصرت ابنتهما الأميرة آن النور عام 1950.

في عام 1952 انطلق الزوجان في جولة بدول الكومنولث نيابة عن الملك جورج السادس، والذي كان يعاني من سرطان الرئة، دون علم ابنته إليزابيث.

 

لكن مشواره المهني كان على وشك الانتهاء. ومع تدهور صحة الملك جورج السادس، تعين على ابنته القيام ببعض الواجبات الملكية، وبالطبع يجب أن يكون زوجها بجانبها.

وخرج فيليب في إجازة من البحرية في يوليو 1951، لكنه لم يعد إليها أبدا فعلياً. وفي عام 1952، سافر الزوجان الملكيان في جولة لدول الكومنولث، كان مقررا أن يسافر فيها الملك والملكة. وعلم الأمير فيليب أثناء وجوده مع الملكة إليزابيث في صالة للألعاب في كينيا في فبراير 1952 بموت الملك بجلطة قلبية.

 

وكان على الأمير فيليب في هذا الوقت إخبار زوجته بأنها أصبحت "ملكة البلاد". وفيما بعد وصف صديق لفيليب ذلك الموقف بقوله: "بدا كأنه يحمل نصف العالم على كاهله" وكان من بين أسباب ذلك معرفته بأنه لن يستطيع أن يستكمل مشواره المهني في البحرية.

ومع اقتراب حفل التنصيب، صدر مرسوم ملكي يفيد بأن الأمير له الأسبقية بعد الملكة في كل المناسبات دون تحديد وضع خاص له في الدستور. بيد أن الأمير فيليب كان لديه الكثير من الأفكار لتحديث النظام الملكي لكن أفكاره اصطدمت بمعارضة عدد من الحرس القديم بالبلاط الملكي.

 

ظل الأمير فيليب دائماً متحمساً للرياضة. فكان يمارس الإبحار ولعب الكريكيت والبولو وتميز في قيادة العربات التي تجرها الخيول وتولى رئاسة الاتحاد الدولي للفروسية لعدة أعوام.

ولطالما كان الأمير فيليب مدافعاً متحمساً عن الحياة البرية وقضايا البيئة رغم أن إطلاقه الرصاص على نمر أثناء رحلة برية في الهند عام 1961 قد أحدث ضجة كبيرة وجاء نشر صورة النمر في شكل غنيمة ليجعل الموقف أكثر سوءاً.

 

وأعلن الأمير فيليب عن تقاعده واعتزاله الحياة العامة في أغسطس 2017 بعد عقود من مشاركة الملكة في جل مناسبات ظهورها، بجانب المناسبات الخاصة بالجمعيات الخيرية والمنظمات التي رعاها. وبلغ عدد المناسبات والأنشطة الرسمية التي شارك فيها لوحده 22219 منذ عام 1952 حسب سجلات قصر باكينجهام.

الأمير فيليب والملكة إليزابيث