كيف يعزز الصيام البنية الشبكية العصبية؟

الصيام يصفى المخ من السموم والشوارد الحرة فيصفو الذهن، و يجلو العقل . الصيام يزيد من تركيز هرمون الجريلين ،و هو هرمون الجوع  الذى يسبب الشعور بالجوع.هرمون الجوع منشط قوى لهرمون النمو،كما  يزيد من  عدد الموصلات العصبية  في منطقة المخ التي تتشكل فيها ذاكرة الأحداث الجديدة،  مما يعنى أن الجوع  المنظم يزيد الاستيعاب و الذاكرة و الذكاء . هرمون الجوع مضاد للاكتئاب، يزيد من تركيز الدوبامين مما يسبب السعادة ، و يقلل من القلق .
الصيام يعزز البنية الشبكية العصبية، وهى تشكيل شبكي  منظم جدًا بصورة خارقة ، عبارة عن مجموعات من الخلايا والمسارات و الشبكات العصبية تتصل مع بعضها البعض . تساهم الخلايا العصبية فى التواصل الشبكي بغزارة ، هناك حوالي 100 مليار من الخلايا العصبية  فى المخ البشرى البالغ، و كل خلية تتشابك وترتبط بحوالى عشرة ألاف من الخلايا العصبية، و لذلك  تجرى الإشارات العصبية من الخلايا و إلى بعضها البعض عبر حوالى 1000 تريليون من الشبكات العصبية. هذه البنية شديدة التنوع ، تحتوي على نوى مختلفة مع العديد من المسارات العصبية التصاعدية والتنازلية ، نظرا للكم المهول من الألياف  العصبية التي تمر فى تشكيل شبكي تكتسب البنية الشبكية مظهر الشباك المتداخلة بشكل معقد جدا.
تشمل وظائف البنية الشبكية العصبية إنتاج الموصلات العصبية،و الحفاظ على الإثارة السلوكية والإنتباه، و  الحفاظ  على الوعي ، و انتظام عملية النوم  و التعلم. تنشيط البنية الشبكية العصبية ضرورى جدا للأليات العصبية اللازمة للوعي و التركيز و الاهتمام و التعلم و الذاكرة . استمرار نشاط البنية الشبكية العصبية فى التنبيه والإثارة هو ما يجعلنا مستيقظين ، و انخفاضه  يقترن بالنوم ،و غيابه يقترن بفقدان الوعى و صعوبة الاستيقاظ . 
عندما تكون استثارة البنية الشبكية العصبية كافية فقط للاستيقاظ  ، يقل الإنتباه و هذا هو ما يحدث فى المصابين بقلة الإنتباه و صعوبات التعلم . أما لو زاد النشاط أو حرم الفرد من الإسترخاء تصبح النتيجة الإصابة بفرط الحركة وقلة الانتباه .  هرمون الجوع يزيد من حمض جاما أمينوبوتيريك، و يعمل بمثابة موصل عصبي  مثبط  للمخ ، يعمل على تهدئة الخلايا العصبية حتى لاتجهد ولا تستنفذ من كثرة العمل. يعمل حمض جاما أمينوبوتيريك  على تهدئة النشاط الزائد للمخ ، و تحسين المزاج ، و  زيادة القدرة على التركيز ، و تعزيز الاسترخاء و السيطرة على الإجهاد. 
الصيام يزيد من النيوروتروفينات و هى بروتينات مغذية للأعصاب، تحافظ علي سلامة الأعصاب ،وهى هامة لنمو و تطور وظائف الأعصاب ،و بالتالى  تحسن أداء المخ وكافة أعضاء الجسم .  يفرز المخ في الحيوانات و البشر الذين يصومون صياماً متقطعاً نوعاً من النيوروتروفينات المخية أصبح له شهرة كبيرة لأنه يزيد القدرة علي التعلم والذاكرة. ويحمي المخ من التلف و الإنتحار المبرمج للخلايا  . الفئران المولودة المحرومة من هذا البروتين الثمين من النيوروتروفينات المخية تموت لأهميته القصوي للنمو وتطور الأعصاب. هناك علاقة بين انخفاض مستوي هذا البروتين والإصابة بالاكتئاب وفقدان الذاكرة . عبادة الصوم تكسب الإسترخاء الذى يقلل من التوتر و القلق والاكتئاب . يزيد الصوم من هرموم الجوع الذى يزيد من تركيز هرمون السريتونين هرمون السعاده والسرور والانشراح وزياده الشهيه ، و هو سر من أسرار الطمأنينة النفسية  ، و يعمل كموصل عصبى أيضاً، و له دور كبير فى تنظيم عمليه النوم والمزاج والشهيه ، وكمضاد للأكسدة أيضا . و من المعروف أن الكأبة تحدث مع نقصان مستوى هرمون السعادة  . 
الصوم يرفع الثقة بالنفس ، و يقلل الدهون، و يساعد فى التخلص من السموم ، و يقلل من الشوارد الحرة التى تضر خلايا الجسم ، و يقلل الشوارد الحرة فى المخ التى تمنع من  إستفادة الخلايا بالأكسيجين  . الإقلال من الشوارد الحرة يفيد خلايا الذاكرة و يحميها من تأثيراته   المدمرة . 
الصوم يقلل من التدخين ، الذى يطلق 7000 مادة سامة تقلل الذاكرة. التدخين يزيد من التوتر وإجهاد المخ مما يزيد من معدلات النسيان ، خلافًا لما يعتقد المدخنون أن التدخين يقلل من توترهم ، كما يقلل التدخين من تدفق الدم للمخ و يزيد  من الشوارد الحرة مما يعوق الذاكرة .