الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهنة صناعة شباك الصيد

إيد تتلف في حرير..حكاية عم عادل أقدم صانع شباك الصيد بمدينة رشيد ..شاهد

مراسل صدي البلد مع
مراسل صدي البلد مع أقدم صناع شباك الصيد برشيد

تعتبر مهنة صناعة شباك الصيد من المهن اليدوية القديمة التي ازدهرت في الماضي وما زالت مستمرة في وقتنا الحالى، ولكن مع تطور الصناعة ودخول الغزل المصنوع آليًا تقلصت أعداد محترفيها.

وبالرغم من تطور أدوات الصيد، يصرّ عدد من صيادي مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، على صناعة شباك الصيد يدوياً لتبقى الحرفة  للأجيال، فقرب شاطي منطقة برج رشيد، يجلس عم عادل عابدين، يبلغ من العمر ٦٠ عاماً، بين أكوام خيوط الغزل منهمكا في صنع شباك الصيد يحمل إبرة بين يديه ينقلها بين ثقب وآخر ليجمع بين شمل قطع الغزل لتكون له في نهاية المطاف شبكة صيد.

 

وعلى الرغم من أن المهنة بحاجة إلى مجهود كبير بالإضافة إلى الصبر والقدرة على التحمل إلا أن الحاج عادل تميّز بأيدي خفيفة تداعب الخيوط باحترافية ودقة عالية واستطاع تجاوز كل المعوقات خلال الـ ٤٥ عامًا الماضية بنجاح وشهرة ليست في مدينة رشيد فقط، ولكن على مستوى المدن الساحلية سواء في محافظة البحيرة والمحافظات المجاورة.

 

يقول عم عادل، إن "مهنة صناعة شباك الصيد  مهنة أب عن جد، فهذه المهنة ليست بمثابة عمل فقط للحصول على مصدر رزق، ولكنها تراث مصري أصيل يتوارث مع الزمن بين الأجيال في المدن الساحلية سواء داخل مدينة رشيد أو خارجها".

 

ويُضيف لـ"صدى البلد"، أن العمل يبدأ من السابعة صباحًا حتى السابعة مساءً، موضحًا أن ما يقوم به هنا عمل خفيف لأن هذه الشباك صغيرة يعمل عليها للصيد في المناطق القريبة، ولكن هناك أنواع كثيرة لشباك الصيد تصل مدة صناعتها إلى شهور، مشيرًا إلى أن أسعارها تختلف طبقًا لنوع وحجم الشبك وهناك أنواع تصل إلى ٣٠٠ ألف جنيه.

 

ويُتابع عم عادل، أن مهنة صيد الأسماك تمثل مصدر دخل رئيسي لسكان مدينة رشيد، حيث يعمل معظم سكانها فى مهنة الصيد أو فى المهن المساعدة لها كصناعة شباك الصيد والحبال  أو صناعة الثلج الذى يستخدم لحفظ الأسماك أو تصنيع السفن.

 

ويُشير إلى أن "تعلُم صناعة أو صيانة الشباك ليس مقتصرًا فقط على عمال هذه المهنة، ولكنها مهارة أساسية لكل من يعمل في البحر، من الممكن أن يتعرض الصياد أثناء عملية الصيد  إلى حدوث قطع في شبكة الصيد، هذا القطع كفيل بضياع نصف الصيد، ولذلك تعلم صيانة الشبك سببا مهما لزيادة الرزق لأن على القارب لا نعرف أجرة العمل اليومى ولكن لكل صياد نسبة من حصيلة الصيد".

واختتم حديثه قائلًا: "على الرغم من أهمية تلك المهنة المهمة لكل من يعمل في مهنة الصيد فإن قليل من الصيادين الشباب من يهتم بتعلم صيانة شباكه، لذلك أسعى لتعليم أولادي وكل من يريد معرفة أسرار المهنة كي لا تنقرض مع مرور الزمن".