EN 
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن محاسبة النفس من شيم المؤمنين وخصال الصالحين والمقربين , الذين يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا، قبل أن يقال لهم : " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ".
وأضاف وزير الأوقاف، في تصريح له، أن المؤمنون بالله لا تغرهم الدنيا وإن أقبلت، حيث يقول الحق سبحانه : " فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ" , فقد استعدوا على كل حال , وطّنوا أنفسهم على الصبر عند البلاء والضراء، والشكر عند النعمة والسراء.
وتابع: فمن الناس من يحاسب نفسه كل لحظة , ومنهم من يحاسبها كل يوم وليلة , ومنهم من يحاسبها كل عام , ومنهم من لا يحاسب نفسه حتى يجدها موقوفة للحساب , فالعاقل السعيد من وعظ بغيره , والشقي الأحمق من لا يوعظ إلا بنفسه.
وذكر أن بعض الناس قد لا يفطن لجوهر المحاسبة وكيفيتها فيظن أن محاسبة النفس تقف عند أداء الشعائر والعبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج فحسب , أو حتى مجرد اجتناب الكبائر , فيغفل عن محاسبة نفسه , عن مدى إتقانه للعمل أو إهماله فيه وتفلته منه، وقد لا يحاسبها على كل ما اكتسبه أو حصله من مال ومدى حله أو حرمته , ولا سيما الأمور المشتبهات .
ونوه أنه قد لا يحاسب نفسه على تقصيرها، وقد لا يحاسبها على الوفاء بالحقوق الخاصة والعامة , وقد لا يحاسبها على أداء واجباتها المجتمعية والوطنية , وقد لا يحاسبها على كل لحظة وكل نَفَس خرج أكان في خير أم شر .
وأوضح، أنه يجب على كل منا أن يدرك كامل الإدراك ويعلم علم اليقين أن من يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره , حيث يقول الحق سبحانه : " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ".
