الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسامة الأزهري ينعي الشيخ عبد الحافظ الفقي عم الدكتور مصطفى الفقي

أسامة الأزهري
أسامة الأزهري

نعى الدكتور أسامة الأزهري  العلامة  المعمر الشيخ عبد الحافظ الفقي ، من بقية الجيل القديم، والطراز الأزهري الأصيل،  شيخ معهد دمنهور الأزهري سابقا، وهو عم المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية.

وقال الأزهري في بيان له تحت عنوان " شمس قد انطفأت من شموس الأزهر الشريف ..عزاء للأزهر الشريف والأزهريين عموما، وللدكتور مصطفى الفقي خصوصا، مشيرًا إلى أنه يوم الثلاثاء الماضي، ٢٢ من شهر رمضان المعظم ١٤٤٢هجري، ٤ مايو سنة ٢٠٢١ ميلادي، وعن عمر أتم ٩٧ سنة بالتمام والكمال، توفي العلامة الجليل المعمر الشيخ عبد الحافظ الفقي، شيخ معهد دمنهور الأزهري سابقا، ومن بقية الجيل القديم، والطراز الأزهري الأصيل، وهو عم المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية.

وأوضح الأزهري: أن الأستاذ الشيخ عبد الحافظ الفقي ولد سنة ١٩٢٤م، وحفظ القرآن الكريم، والتحق بمعهد الإسكندرية الأزهري، وتتلمذ لكبار علمائه في ذلك الجيل، ومنهم الاستاذ الكبير الشيخ عبد العزيز بلال، ثم أتم دراسته في الأزهر الشريف حتى نال العالمية سنة ١٩٥٤م، واستلم براءة شهادة العالمية من قصر عابدين، ثم قام بالتدريس في معهد أسيوط الأزهري وفي عدة معاهد أزهرية، ثم ابتعث ضمن بعثة الأزهر إلى الجزائر في قسنطينة، حتى عاد إلى معهد دمنهور، ولم يزل يترقى حتى تولى منصب شيخ معهد دمنهور الأزهري، وقضى عمره في التعليم وتخريج الأجيال، وظلت علومه حاضرة في ذهنه الى أن لقيته منذ أربع سنوات وهو فوق التسعين

وأضاف: أثناء تأليفي لموسوعة (جمهرة أعلام الأزهر الشريف) ألححت على الدكتور مصطفى الفقي أن يتكرم بترتيب زيارة إلى عمه الشيخ عبد الحافظ، ووصل هذا إلى علم فضيلة العلامة الجليل الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، فاستحضر ذكريات دراسته في معهد دمنهور أيام أن كان الشيخ عبد الحافظ الفقي شيخا للمعهد، وطلب فضيلة المفتي أن أتشرف بزيارته في بيته في دمنهور ثم نذهب سويا لزيارة الأستاذ العالم الجليل الشيخ عبد الحافظ"

وأكمل : " تمت الزيارة، واحتفى بنا السادة الكرام هناك حفاوة بالغة، وكانت ساعات ممتعة، ونحن نتحلق حول هذا العالم الأزهري الذي قارب عمره قرنا من الزمان، ونحن نسمع منه بذهنه الحاضر وعلمه الجم أخبار الأزهر الشريف وشيوخه وعلمائه كما رآه هو قبل نحو ثمانين سنة من الزمن، وكم كانت الشخصيات والتواريخ ومسائل النحو حاضر على لسان الشيخ عبد الحافظ كأنها حصلت أمامه توا وحالا، ثم ختم المجلس بدعوات كثيرة ومتهدجة ومؤثرة للرئيس السيسي، وطلب مني أن أبلغ السيد الرئيس بهذه الدعوات من شيخ كبير السن يكاد يفارق الدنيا.

وأشار الدكتور أسامة الأزهري إلى أن  فضيلة المفتي الأستاذ الدكتور شوقي علام عند انصرافنا يقول لي: (هو بعينه أستاذنا الشيخ عبد الحافظ، كما عهدناه قبل عقود من الزمان، في قوة شخصيته وعنفوانه ومهابته وحضور علمه، لم يتغير منه شيء رغم كل تلك السنوات).

وذكر حديث الدكتور مصطفى الفقي في كتابه (سنوات الفرص الضائعة)  ضمن ذكرياته مع عمه الشيخ عبد الحافظ يقول: (وبعد انتهاء الاحتفالات سألني الأخ «معراجي» عن رغبتي في زيارة أي موقع آخر خارج العاصمة فاخترت مدينة «قسطنطينة» في شرقي البلاد لأنني كنت أعرف أن تلك المناطق أكثر استجابة للتعريب وأن روح العروبة الأصيلة تبدو بين قبائلها واضحة متجزرة ولسبب شخصي آخر وهو أن عمي الشيخ «عبد الحافظ الفقي» كان أستاذاً في «المعهد الأزهري العالي» بتلك المدينة معاراً من «الأزهر الشريف» حيث اختتم الرجل حياته الوظيفية بعد ذلك شيخاً لـ»معهد دمنهور الديني» ولازال عمي يسعدنا بعلمه ونصائحه وقد جاوز التسعين من عمره المديد حتي أنه كان يجوب معي المؤتمرات الانتخابية عندما كنت مرشحاً عن دائرة «دمنهور» لـ»البرلمان» عام 2005 وبذلك أتيحت لي زيارته علي بعد ما يقرب من أربعمائة كيلو بالقطار من «الجزائر» العاصمة إلي مدينة «قسطنطينة» حيث يقيم هو وأسرته، وقد أحسن استقبالي والتف حولي زملاؤه الأزهريون وكان لديهم حماس شديد لقضية التعريب ويؤكدون أن «الإسلام» هو الذي حافظ علي عروبة «الجزائر» بعد مائة وثلاثين عاماً من الاحتلال الاستيطاني وعمليات «الفرنسة» المتواصلة) انتهى كلام الدكتور مصطفى الفقي.

وكان قد تلقى الدكتور أسامة الأزهري أمس اتصالًا من الدكتور مصطفى الفقي، أخبره بانتقال العالم الجليل إلى رحمة الله، مضيفًا:" حزنت كثيرًا، وأحببت أن أكتب اليوم هذه الكلمات وفاءً وعرفانا ورثاءً لأستاذ وعالم جليل من شيوخنا الأزهريين الذين نفتخر بهم، وداعا أيها الشيخ الجليل، والعالم النبيل، وخالص العزاء للدكتور مصطفى الفقي وللعائلة الكريمة، وخالص العزاء للأزهر الشريف والأزهريين كلهم في فقد هذا العالم الجليل الكبير.