الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مساع مصرية لإقرار هدنة عاجلة في الأراضي المحتلة .. وسامح شكري: فلسطين كانت وستظل قضية العرب المركزية .. والاحتلال يواصل غاراته على قطاع غزة

حرب وتصعيد جديد على
حرب وتصعيد جديد على الفلسطينيين
  • شكري: ما تعرض له المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الماضية استفز مشاعرنا جميعاً
  • تأكيد من وزير الخارجية: حي الشيخ جراح بات عنواناً للصمود ومرادفاً للكرامة
  • 26 شهيدًا جراء قصف إسرائيل لقطاع غزة
  • 9 أطفال شهداء في القصف الجوي 
  • بإيعاز من نتنياهو.. تل أبيب ماضية في توسيع حملتها العسكرية
     

 

شنت إسرائيل غارات جوية جديدة على قطاع غزة في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء وبعد العصر منه كذلك، بينما قصفت حماس وجماعات مسلحة أخرى جنوب إسرائيل بمئات الصواريخ، في وقتٍ تشتعل فيه الأجواء في القدس المحتلة وحرم المسجد الأقصى، بينما تسعى مصر بدبلوماسيتها العريقة التصدي للعدوان وإقرار هدنة عاجلة.

 

ويأتي التصاعد في الأحداث بعد أسابيع من التوترات في القدس المحتلة، بسبب الاستفزازت الإسرائيلية من قبل المستوطنين بطرد الفلسطينيين من بيوتهم التي عاشوا فيها منذ عشرات السنين.

وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 26 فلسطينيا - بينهم تسعة أطفال وامرأة - قتلوا منذ غروب شمس الاثنين في غزة ، معظمهم من جراء الغارات الجوية.

ودافع الجيش الإسرائيلي عن فعلته وقال  إن 16 من القتلى على الأقل من النشطاء.

وخلال الفترة نفسها ، أطلق مسلحون من غزة مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل ، مما أسفر عن مقتل مدنيين إسرائيليين وإصابة 10 آخرين.

في علامة أخرى على تصاعد التوترات ، أشارت إسرائيل إلى أنها تقوم بتوسيع حملتها العسكرية.

ولفت  الجيش إلى إنه سيرسل تعزيزات عسكرية إلى حدود غزة وأمر وزير الدفاع بحشد 5000 جندي احتياطي.

لكن في إشارة أخرى تقول بقرب الحل، قالت مصادر،  إن مصر تعمل على التوسط في وقف إطلاق النار، وفق ما ذكرت صحيفة أراب نيوز الدولية، وقالت كذلك شبكة العربية الإخبارية.

وسبق وابل الصواريخ والغارات الجوية اشتباكات استمرت ساعات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية ، بما في ذلك مواجهات دراماتيكية في الحرم المقدس للمسجد الأقصى  في القدس المحتلة.

وتكرر الأحداث الحالية، جولات سابقة من المواجهات السابقة، وتغذي الانتفاضة الحالية المطالبات غير الواقعية الإسرائيلية بطرد أهالي حي الشيخ جراح من منازلهم التي سكنوها لعشرات السنين.

في علامة على اتساع الاضطرابات ، نظم المئات من سكان التجمعات العربية في جميع أنحاء الأراضي المحتلة مظاهرات ليلية - تنديدًا بالإجراءات الأخيرة لقوات الأمن الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وتعد المسيرات والمظاهرات الأخيرة واحدة من أكبر احتجاجات المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل في السنوات الأخيرة.


وخاضت إسرائيل وحماس ، الجماعة المسلحة، ثلاث حروب والعديد من المناوشات منذ أن سيطرت حماس على غزة في عام 2007.

وعادة ما تنتهي جولات القتال الأخيرة بعد بضع حروب تستمر أيامًا أو أسابيع على الأكثر، وغالبًا ماتنتهي بمساعدة ووساطة مصر.

مواجهات القدس

وأكد مصادر للصحيفة أن القاهرة تحاول التوسط في هدنة، لكن الإجراءات الإسرائيلية في القدس تعقد تلك الجهود.

وتأكيدًا لما قالته مصادر الصحيفة، قال وزير الخارجية سامح شكرى، إن الإخوة فى القدس لم تُتح لهم الفرصة ليستشعروا نفحات الشهر الكريم، لأنهم يخوضون معركة وجود دفاعاً عن مقدساتهم، وعن بيوتهم فى وجه هجمات إسرائيلية جديدة تستهدف حقوقهم فى الأرض التى ولدوا عليها.

وأكد شكرى خلال كلمة له في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية، لبحث التحرك لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس، أن ما تعرض له المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام الماضية استفز مشاعرنا جميعاً، مشيرًا إلى أن هذه البقعة المقدسة تحولت إلى ساحة حرب على أيدي القوات الإسرائيلية، يُهان فيها المصلون العزل ويتعرضون للضرب والاعتقال، بدلاً من أن تتم حمايتهم لكي يؤدوا شعائرهم الدينية في حرية وأمان.

وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية لم تتوقف عند أسوار المسجد الأقصى، بل تخطتها ووصلت إلى حي الشيخ جراح الذي بات عنواناً للصمود ومرادفاً للكرامة، فالمحاولات المستمرة لتغيير هوية القدس وحرمان أهلها العرب من حقوقهم، لم تكن لتمر مرور الكرام، لذا لم يكن مُستغرباً ما رأيناه من أهل القدس الذين يخوضون معركة دفاع عن الهوية والوجود يتردد صداها في كل جنبات العالم الحر، وينظر إليها كل عربي بفخر واعتزاز، ولعل في هذا الالتفاف وراء أهل القدس في هذه الأيام العصيبة ما ينفي تماماً أي مقولات تدعي أن الشعوب العربية لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية، كما أن في اجتماعنا اليوم في بيت العرب، ما يدحض هذا الادعاء.

ولفت وزير الخارجية إلى الاهتمام العربي – شعبياً ورسمياً – بما يحدث في القدس، لهو أكبر رسالة تؤكد على أن فلسطين – كانت وستظل – هي قضية العرب المركزية، مؤكدا أن مصر تعلن إزاء هذه الانتهاكات، وأمام هذا الوضع المحتقن، رفضها التام واستنكارها لتلك الممارسات الإسرائيلية الغاشمة، وتعتبرها انتهاكاً للقانون الدولي، وتقويضاً لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديداً جسيماً لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

مواجهات القدس

وأشار شكرى إلى أنه انطلاقاً من المسئولية القومية لمصر إزاء الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لم تكن مصر لتقف صامتة إزاء كل هذه الانتهاكات، ولذا تحركت مصر بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية، فقامت بنقل رسائل إلى إسرائيل وكافــة الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع في القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم، ولا زالت مصر تجري اتصالاتها المكثفة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس الشريف.

وأوضح أن سياسة فرض الأمر الواقع واللجوء إلى القوة المفرطة التي دأبت إسرائيل على انتهاجها قد أثبتت فشلها في تحقيق الأمن في المنطقة، ومن ثم فإن مصر تدعو إلى وقف هذا التصعيد بحق الشعب الفلسطيني، وتحمل السلطات الإسرائيلية لمسئولياتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وصيانة حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان.

وتدعو مصر كافة الدول العربية إلى مواصلة الاصطفاف والتكاتف في هذه اللحظة الحرجة لمواجهة أي نوايا أو مخططات لتغيير الوضع القائم في مدينة القدس.


في غضون ذلك ، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن القتال قد "يستمر لبعض الوقت".

و صرح اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس ، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ، للصحفيين اليوم الثلاثاء أن الجيش كان في "المراحل الأولى" من الضربات ضد أهداف في غزة كانت قد خططت لها مسبقًا بوقت طويل.

نفذت إسرائيل عشرات الغارات الجوية ، بما في ذلك اثنتان استهدفتا مبان شاهقة يعتقد أن المسلحين يختبئون فيها.

في منتصف النهار ، ضربت غارة جوية مبنى سكني في وسط مدينة غزة، وقالت وسائل إعلام عبرية إن عددا غير معروف من المسلحين قتلوا.

لكن قوة الانفجار تسببت في ذعر السكان ، بمن فيهم النساء والأطفال الذين هربوا إلى الشوارع فرارًا  من القصف.

 

وأوضح أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن 26 شخصا بينهم تسعة أطفال وامرأة قتلوا وأصيب 122.

وأكد إن "الهجوم الإسرائيلي المتواصل" كان يطغى على نظام الرعاية الصحية ، الذي كان يكافح تفشي COVID-19.

يأتي هذا التصعيد في وقت يسوده الجمود السياسي في إسرائيل، ويتصرف نتنياهو كرئيس وزراء مؤقت منذ الانتخابات البرلمانية غير الحاسمة في مارس.

الآلاف يصلون  في المسجد الأقصى رغم تضييق وانتهاكات سلطات الاحتلال


تزامنت جولة العنف الحالية في القدس مع بداية شهر رمضان في منتصف شهر أبريل الماضي، ويقول منتقدون إن إجراءات الشرطة القاسية ساعدت في تأجيج الاضطرابات الليلية ، بما في ذلك قرار إغلاق مكان تجمع شعبي بشكل مؤقت حيث يلتقي السكان الفلسطينيون بعد صلاة العشاء. 

 

ومن النقاط الساخنة الأخرى حي الشيخ جراح في القدس ، حيث يخضع عشرات الفلسطينيين للطرد من قبل المستوطنين اليهود.