الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى .. بناه سيدنا آدم .. وصلى فيه سيدنا محمد بالأنبياء.. وهيكل سليمان أكذوبة

المسجد الاقصى
المسجد الاقصى

شيخ الأزهر: 

 سيدنا آدم بنى المسجد الأقصى بعد بنائه الكعبة بأربعين عامًا

البقعة المباركة مساحتها نحو 144 ألف متر وتسمى المسجد الأقصى

الأزهر: عين سلوان وحصن يبوس واللوحات الكنعانية شواهد أثرية تنطق بعروبة القدس
 

جعل الله تعالى لـ المسجد الأقصى مكانة مميزة في قلوب المسلمين؛ فهو القبلة الأولى للمسلمين في العهد النبوي الأول، وهو المكان الذي شرفه الله عزّ وجلّ فجعله نهاية مسرى نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبداية معراجه إلى السماوات العُلَا.
 

وقال تعالى: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» (الإسراء: 1).


ووصف الله سبحانه وتعالى هذه البقعة من الأرض بـ«المباركة» في أكثر من موضعٍ في كتابه العزيز؛ من ذلك الآية الأولى من سورة الإسراء السابق ذكرها، ومن ذلك أيضًا قوله تعالى في حق سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام: «وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ» [الأنبياء: 71].

 

وفي هذا المكان المبارك جمع اللهُ الأنبياءَ جميعهم، يتقدمهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بهم إمامًا؛ ليكون ذلك إعلانًا للخلافة التامة له صلى الله عليه وآله وسلم وإكمالًا للبيت النبوي بخاتم المرسلين؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ، إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟» قَالَ: «فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّين» متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.


وبيانًا لمكانة المسجد الأقصى في الإسلام جعله النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أَحَدَ ثلاثِ مساجد في الإسلام لا تشد الرحال بقصد تحصيل مزيدِ ثوابٍ للصلاة فيها إلا إليها؛ فقال: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى» متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

 

صلاة النبي محمد بالأنبياء

ثبت في السنَّة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم أمَّ إخوانه الأنبياء في رحلته إلى بيت المقدس، فعن أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «... وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّى فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّى أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي : نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ» رواه مسلم (172).

 

فضل الصلاة في المسجد الأقصى
 اختلفت الأحاديث في فضل الصلاة في المسجد الأقصى، فمنها ما يجعل الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، كحديث أبي الدرداء: «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة» ومنها ما يجعل الصلاة فيه تعدل مائتين وخمسين صلاة، وهو ما رواه الحاكم والدارقطني في العلل، عن أبي ذرٍ رضي الله عنه -مرفوعًا-: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات في بيت المقدس».

 

ومنها ما يجعل الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره، وهو حديث ميمونة بنت سعد عند أبي داود وابن ماجه وأحمد، وقال ابن مفلح في الآداب: رجاله ثقات، ومنها ما يجعل الصلاة فيه تعدل خمسين ألف صلاة، وهو حديث أنس رضي الله عنه، عند ابن ماجه، وفيه جهالة، ومنها ما يجعل الصلاة فيه بمائة صلاة، وهو ما رواه أحمد وابن عبد البر في التمهيد، عن الأرقم رضي الله عنه- مرفوعًا-: «والصلاة بمكة خير من ألف صلاة ببيت المقدس». قال ابن عبد البر : هذا حديث ثابت.
 

من أول من بنى المسجد الأقصى؟

قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن هناك حقيقة يؤمن بها المسلمون وهي أن ثاني بيت بُني في الأرض لهداية الناس هو المسجد الأقصى بالقدس.


وأضاف «الطيب» خلال حديث سابق على الفضائية المصرية، أن المسجد الأقصى كان موجودًا قبل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والذي بناه هو آدم -عليه السلام- بعد أن بنى آدم الكعبة بأربعين عامًا، مستشهدًا بما رواه مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ» قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى» قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ سَنَةً، وَأَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ فَهُوَ مَسْجِدٌ» وَفِي حَدِيثِ أَبِي كَامِلٍ «ثُمَّ حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّهِ، فَإِنَّهُ مَسْجِدٌ».

 

وأفاد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بأن المقصود بالمسجد الأقصى المذكور فى القرآن الكريم فى قوله «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا»؛ فهو المكان المقدس، وهذه البقعة الموجودة هى المسجد سواء بُنى عليها أم لم يبن.
 

ونوه الإمام الأكبر، بأن المبانى تتغير بمرور الزمن وتتعرض لعوامل التعرية والهدم والسيول، فهى معرضة لأن تهدم وتقام مكانها مبان غيرها.
 

وأشار الإمام الأكبر إلى أن القداسة ليست فى البناء وإنما القداسة فى البقعة بكاملها والمخصصة للصلاة، فنحن حين نتحدث عن المسجد الأقصى الذى هو القبلة الأولى، نقصد هذه المساحة، أما المبانى فقد بنيت أكثر من مرة وتعرضت هذه المبانى إلى تغيير وتعديل أكثر من مرة، أما مزاعم اليهود المتصهينين أن أول من بنى هذا المسجد هو داود وأكمله سيدنا سليمان عليهما السلام، فزعم غير صحيح، والصحيح هو أن سيدنا داود وسيدنا سليمان قاما برفع وإظهار ما كان موجودا وتعرض لعوامل التعرية، فالنبى محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما أمَّ الأنبياء والمرسلين في رحلة الإسراء لم يكن هناك بناء، وإنما أمَّهم فى هذه الأرض وهى أرض الأنبياء التى صلوا فيها من قبل، وبالتالى لم يكن هناك بناء بالكلية.
 

وأوضح الإمام الأكبر أن المعركة مع اليهود المتصهينين أنهم يريدون أن يستولوا على المسجد الأقصى، والمسجد الأقصى ليس بقعة صغيرة، ولذلك هم يسمونه بالحرم المقدسي لأن فيه المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وفيه آبار وأروقة وكل هذه المنطقة البالغ مساحتها تقريبا 144 ألف متر هى التى تسمى بالمسجد الأقصى وليس فقط المسجد، بل كل هذه المساحة المسور عليها هى المسجد الأقصى، وهو مقدس ومبارك من قبل أن يرفعه سيدنا داود ثم سيدنا سليمان، وقبل أن يلجأ إليه إبراهيم ومعه لوط -عليهم السلام، قال تعالى: «وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ».
 

وأكمل: وهناك نصوص في التوراة تؤكد ذلك ففي سفر التكوين في الإصحاح الرابع عشر أنه تلقى البركة من ملكى صادق، وكان كاهنا لله العالي، وباركه وقال: مبارك إبرام من الله العلى مالك السماوات والأرض، ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك، فهناك اتفاق كامل في القرآن والتوراة على أن هذه الأرض مباركة، وليست مباركة لأن أحد الأنبياء زارها أو بنى عليها، وبالتالي قول اليهود إنهم أصحاب الحق في المسجد الأقصى لأن سيدنا داود هو الذي بدأ بناءه ثم أكمله سليمان، زعمٌ خاطئ تمامًا، والصحيح أن داود وسليمان -عليهما السلام- جددا بناء هذا المسجد، وهناك فرق بين من جدد وبين من بنى المسجد.

 

هيكل سليمان خرافة

شدد الدكتور محمد أبوسمره، رئيس تيار الاستقلال، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن هيكل سليمان هو خرافة إسرائيلية يهودية اخترعتها الحركة الصهيونية، ولا يوجد في التاريخ شيء اسمه هيكل سليمان لا في فلسطين ولا في أي مكان بالعالم.

 

قال الدكتور محمد أبوسمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، إن المسجد الأقصى ليس بقعة صغيرة كما يظن البعض خطأ، ولذلك هم يسمونه بالحرم المقدسي لأن فيه المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وفيه آبار وأروقة وكل هذه المنطقة البالغ مساحتها تقريبا (144.400 متر مربع)، هي التي تسمى بالمسجد الأقصى وليس فقط المسجد.

 

ولفت إلى أن المسجد الأقصى وما حوله مكان مُبارك، عكس مكة فالبيت الحرام فقط هو المكان المبارك، أما القدس وما حولها فكلها مباركة.

 

 الأصول العربية للحياة في القدس

أكد الأزهر الشريف من خلاله صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن العديد من الشواهد الأثرية تدل دلالة قاطعة على الأصول العربية للحياة في القدس، الأمر الذي يكشف بطلان الزعم الذي يتم ترويجه بأن بني إسرائيل لهم صلة بالقدس أو نشأتها.

 

ولفت أن مدينة القدس تم تأسيسها على يد اليبوسيبن العرب، قبل وجود بني إسرائيل العابر والطارئ بها بما يقارب 30 قرنًا من الزمان.


وأضاف الأزهر، عبر منشوراته، أن الشواهد الأثرية تنطق بعروبة القدس، مستشهدا بالعديد منها، ومن أبرزها:  عين سلوان، وهي البئر التي حفرها اليبوسيون قديما؛ للوصول إلى نبع الماء، وتقع على مسافة ثلاثمائة متر من الزاوية الجنوبية الشرقية للحرم القدسي،  وقد أطلق عليها المقدسيون "أم الدرج"؛ لأنَ الوصول إليها يتم عن طريق دَرَج أو سلم.


ومن الشواهد الأثرية التي تنطق بعروبة القدس: حصن يبوس، فقد عثر الأثريون على أجزاء كبيرة من الأسوار والمنشآت العسكرية اليبوسية القديمة، مثل "حصن يبوس" أقدم أبنية المدينة، وقد شيده اليبوسيون على القسم الجنوبي من الهضبة الشرقية، وشيدوا في طرفه برجًا عاليًا للسيطرة على المنطقة، وأحاطوا الحصن بسور.

 

أما ثالث الشواهد الأثرية، التي ذكرتها صفحة الأزهر  والتي تنطق بعروبة القدس، فهو اكتشاف الأثريين فى منتصف القرن العشرين لوحات طينية بالقرب من القدس مكتوبة باللغة الكنعانية، يرجع تاريخها إلى 2500 ق.م.